إطلاق "جائزة سمير قصير لحرية الصحافة"... خوري: لا يمكن التفكير بربيع العرب دون التفكير بسمير

Read this story in English W460

أطلقت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا أيخهورست مسابقة "جائزة سمير قصير لحرية الصحافة" في سنتها السابعة للعام 2012، مشددة على أن "حرية الصحافة حق أساسي وجزء لا يتجزأ من الكرامة الإنسانية " لافتة الى أن عام 2011 لم يكن جيدا لحرية وسائل الإعلام ، في حين أكدت رئيسة المؤسسة الإعلامية جيزيل خوري "لا يمكن التفكير بربيع العرب والثورات العربية دون التفكير بسمير".

وأعلنت ايخهورست في مؤتمر صحافي عقدته اليوم في مقر البعثة في حضور ممثلين عن الدول الأعضاء في الاتحاد، أن "ذكرى سمير قصير وقيمه حية أكثر من أي وقت مضى في هذه المرحلة الانتقالية في منطقة المتوسط المتجددة".

وقالت: "تستمر ذكراه في كونها مصدر إلهام لنا جميعا لنكون محركا للديموقراطية وحقوق الإنسان، وفي تمهيد الطريق للتغيير الإيجابي والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".

ولفتت الى أن كل "مجتمع يحتاج حديث إلى هيكليات حكم رشيد قائمة، تسمح لوسائل إعلامه بالعمل بحرية"، مشددة على ضرورة أن "يكون للصحافيين المساحة والفرصة لنقل القصص الإنسانية والوقائع الفعلية بصورة مهنية من دون خوف من الترهيب أو الانتقام".

وأوضحت أن "في قيامهم بذلك، يشكل الصحافيون جسرا بين المواطنين وقادتهم. فينقلون المعلومات ويعبرون عن الآراء ويتبادلون الأفكار، ويشكلون جسرا بين المواطنين، فيسمحون لهم بالاطلاع على أحوال الآخرين وبالتطور كأفراد ومجتمع".

وإذ لفتت الى أن " تغطية الانتفاضات في هذا الجزء من العالم أظهرت قوة المجموعة الواسعة من الأدوات المتوفرة اليوم للصحافيين للولوج بصورة فورية إلى المعلومات وتبادلها من خلال وسائل إعلام جديدة"، رأت إيخهورست "القيود المفروضة على الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي لإتمام مهامهم بحرية وآمان مشددة هي أيضا".

وشرحت "هي تبدأ بكبح تدفق المعلومات والولوج إليها، مرورا بتوقيف العاملين في المجال الإعلامي والمدونين وطرد الصحافيين الدوليين ورفض منح التأشيرات لهم، وصولا إلى عمليات الخطف وحتى القتل".

وأضافت: "ولسوء الحظ، لم يكن العام 2011 جيدا لحرية وسائل الإعلام، لا في المنطقة ولا في سائر أنحاء العالم، وذلك بحسب التقرير السنوي لمنظمة "صحافيون بلا حدود"، فكان على الكثير من الصحافيين أن يدفعوا غاليا ثمن تأدية مهامهم في الحصول على المعلومات والبحث عن الحقيقة وإظهارها ونشرها".

وذكرت سفيرة الإتحاد أن "في العام 2011، لقي 66 صحافيا حتفهم، بينهم 20 قتلوا في الشرق الأوسط، وهو ضعف العدد المسجل في عام 2010. وتم توقيف 252 صحافيا، فيما تمت مهاجمة أو تهديد 553 وتم اختطاف 30 آخرين".

وأردفت: "تظهر هذه الأرقام غير المقبولة أن الحق في حرية التعبير يتطلب أيضا دفاعا وحماية متناسقين"، معتبرة ـن "حرية الصحافة حجر زاوية لحرية التعبير، وهي حق أساسي لكل كائن بشري وجزء لا يتجزأ من الكرامة الإنسانية".

وشددت على أن "التزامنا بهذه الحريات متجدد باستمرار، فنحن لا نكتفي بشجب القيود غير المبررة على حرية وسائل الإعلام وعمل الصحافيين، بل نتخذ أيضا خطوات ملموسة على غرار إعادة منح هذه الجائزة سنويا أو تقديم المساعدة لمبادرات مثل سكايز (عيون سمير قصير) لدعم الصحافيين بشكل مباشر ومراقبة انتهاكات حرية الصحافة والثقافة وتقديم الدعم القانوني للصحافيين والمفكرين الذين تتم محاكمتهم".

وتابعت: "هذه السنة، تحيي جائزة سمير قصير مرة جديدة، أولئك الذين يناضلون ويكافحون من أجل صحافة حرة ومجتمع أكثر استعلاما وديموقراطية في المنطقة. وعرفت الجائزة منذ إنشائها انتشارا متزايدا وارتفع عدد المشاركين فيها باستمرار، ليصل إلى أكثر من 630 صحافيا منذ العام 2006. وغطت المقالات الاثنا عشر الفائزة مجموعة من المواضيع المرتبطة بدولة القانون أو حقوق الإنسان، مثل حماية الفئات الضعيفة والتمييز العنصري وحقوق المرأة والانتخابات والديموقراطية وحرية التعبير".

وخلصت السفيرة الى القول:"في الكثير من أنحاء العالم، ما زالت حرية الصحافة وحرية التعبير مقوضة أو منتهكة وما زال الصحافيون عرضة للاضطهاد والتضييق، أو أنهم ببساطة محرومون من وسائل ممارسة مهنتهم".

بدورها أكدت الإعلامية جيزيل خوري أن "لا يمكن التفكير بربيع العرب والثورات العربية دون التفكير بسمير"

وقالت:" ففي سوريا، في حماه وحمص كانت مقالاته هي الشعارات المرفوعة، وكانت كلها تحية الى الشهيد الأول سمير قصير. أهم شيء في سمير أنه لم يتنبأ فقط بالثورات العربية، انما تنبأ بظاهرة "الدومينو" في العالم العربي الذي كان الجميع يعتبره أمرا مستحيلا".

وتابعت: "أكيد اليوم 25 كانون الثاني وميدان التحرير في مصر يزهو بالإحتفالات، وان شاء الله يتمكنوا من اقامة الربيع، وليس الخريف، والعمل يكون ما بعد الثورات".

وتطرقت خوري في كلمتها الى "الإحصاء الذي وضعته "سكايز" عن بلدان المشرق، الذي أصبح مرجعية مهمة في كثير من البلدان، لا سيما لبنان وفلسطين".

وأشارت الى أنه "لقد سجل في لبنان تزايدا مقلقا في الرقابة على الإفلام في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة مع منع أكثر من عشرة أفلام بالكامل أو اقتطاع أجزاء منها"، لافتة الى أن لبنان " تصدر قائمة البلدان من حيث الإعتداء على الصحافيين من جهات غير رسمية، وسجل 52 حالة في العام 2011 وهناك توجه لوضع قوانين ضبط على الإنترنت وهذا امر مخيف لتحديد عملية الحرية، خصوصا وضع مصدر المعلومات والمعلومات من كل عمل صحافي".

وحول سوريا ذكَرت خوري أنه "تم قتل خمسة صحافيين ومثقفين بمقابل ستة الاف قتيل للثورة، وليس هناك صحافيين في سوريا يمكنهم ممارسة مهنتهم بحرية، بالإضافة الى جيل جاكييه الذي قتل عام 2011، وهناك حوالى 150 حالة اعتقال موثقة لمثقفي وصحافيين في سوريا، واهم شيء بروز ظاهرة صحافة المواطنين كمصدر اساسي للوصول الى المعلومة".

وعن الأردن وفلسطين قالت "فهناك ظاهرة تتفاقم بتدخل السلطات الرسمية بمجلس ادارة وسائل الإعلام والضغط من اجل اقالة رؤساء التحرير، وحصل هذا الشيء مع جريدة الغد والدستور وعرب اليوم، ووضع مواد مقيدة جدا لحرية الصحافة تحت ستار قانون محاربة الفساد. وفي فلسطين، يدفع الصحافيون ثمن الإحتلال الإسرائيلي وثمن العلاقات السيئة بين حركتي فتح وحماس".

مصدرنهارنت
التعليقات 0