نزوح مئة عائلة من حماة تخوفا من عملية عسكرية وبان يدعو لوقف القتل
Read this story in Englishنزحت اكثر من مئة عائلة من حماة، وسط سوريا، خشية ان تقوم السلطات السورية بعملية عسكرية في هذه المدينة التي يطوقها الجيش فيما تتواصل التعزيزات الامنية واعادة انتشار الجيش في منطقة جبل الزاوية.
يأتي ذلك فيما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس السلطات السورية الى "وقف" اعمال القتل المستمرة في هذا البلد حيث قتل 23 مدنيا برصاص قوات الامن في حماة (شمال) منذ الثلاثاء.
كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الخميس انه "من غير المقبول" عدم تمكن مجلس الامن من ادانة سوريا بسبب معارضة روسيا ووصف فرص قيام الرئيس السوري بشار الاسد باصلاح النظام بانها "معدومة".
وقدمت اربع دول اوروبية (بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال) منذ عدة اسابيع مشروع قرار يعتبر ان اعمال القمع في سوريا ترقى الى جريمة ضد الانسانية.
وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "ان اكثر من مئة عائلة نزحت من مدينة حماة باتجاه منطقة السلمية (جنوب شرق حماة)".
واوضح ان النزوح تم "تحسبا من عملية عسكرية يخشى ان يقوم بها الجيش السوري" الذي يطوق المدينة منذ الثلاثاء.
كما اشار الناشط الى "سماع اطلاق نار على جسر مزيريب القريب من المدينة".
وكان عبد الرحمن قال الثلاثاء ان "الدبابات متمركزة عند مداخل المدينة باستثناء المدخل الشمالي. والسكان في حالة تعبئة وقرروا الدفاع عن انفسهم حتى الموت لمنع دخول الجيش المدينة".
ولفت احد سكان مدينة حماة لوكالة فرانس برس الى "نقل جثتين لشابين وجدتا على جسر مزيريب الى مشفى الحوراني في حماة"، مشيرا الى "عدم التمكن من تحديد هويتها نظرا لتشوهات طالت وجههما".
واتهم الشاهد "عناصر موالية للنظام بالقيام بذلك لأنهم هم من يسيطرون على هذا الجسر الذي هو جزء من الطريق الدولي بين حمص وحلب المار من جانب حماة من الجهة الشرقية" مشيرا الى ان "الدبابات موجودة بجانبه".
ولم تتمكن الوكالة من التحقق من الخبر نظرا لعدم السماح للاعلام المستقل من تغطية الاحداث على ارض الواقع.
وتعد حماة 800 الف نسمة وهي تعتبر منذ 1982 رمزا تاريخيا بعد قمع حركة تمرد لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس حافظ الاسد والد بشار الاسد ما اسفر عن سقوط 20 الف قتيل.
وفي منطقة جبل الزاوية (ريف ادلب) حيث يجري الجيش عمليات عسكرية منذ منتصف حزيران ، "انسحب الجيش من بلدتي كنصفرة وبليون متوجها الى قرية ابلين كما حاصر قرية ابتيتا" بحسب ناشط.
واضاف الناشط ان "الجيش انسحب من كفروعيد وسفوهن باتجاه كفرنبل" مشيرا الى "استمرار العمليات شرق وجنوب بلدة مرعيان في المغارة وفركيا ودير سنبل".
وكان رئيس المرصد اشار لفرانس برس الى " فرض حظر تجول غير معلن في عدد من القرى التي شهدت عمليات امنية في اليومين الماضيين اعتقل خلالها نحو 300 شخص".
وذكر عبد الرحمن "ان حظرا للتجول غير المعلن فرض على سكان كنصفرة وكفر عويد وكفر رومة واحسم وكفرنبل" لافتا الى معاناة السكان نظرا "لعدم تمكنهم من التسوق وشراء حاجياتهم الغذائية".
واشار "الى ان فرض منع التجول هذا لم يمكن المزارعين من الخروج الى حقولهم لحصد محاصيلهم" في تلك القرى.
وعلى الصعيد الامني، اشار الناشط الى "وصول تعزيزات امنية الى تلبيسة (ريف حمص) ضمت اكثر من 4 باصات للامن و خمس شاحنات تقل عناصر من الامن ومعدات".
ولفت الى "حملات ترهيب يوم امس في عدة احياء من مدينة حمص" مؤكدا "دخول نحو 12 باصا تابع للامن الى حمص متجهة الى قسم الشرطة في ديربعلبة".
وتاتي التعزيزات في حين نفذ الاهالي في حماة وحمص (وسط) والرستن والحولة (ريف حمص) يوم (الخميس) اضرابا كاملا حيث اغلقت المحال التجارية بشكل شبه كامل.
كما لفت رئيس المرصد الى تظاهرات ليلية جرت في العديد من المدن السورية "ردا على مظاهرات التاييد" التي نظمتها فعاليات نقابية واجتماعية في هذه المدن.
واشار الى "تظاهرة ضمت الالاف في ادلب (شمال غرب) وحرستا (ريف دمشق) ودير الزور (شرق) ونوى (ريف درعا) بالاضافة الى مظاهرة ضمت المئات في سقبا (ريف دمشق) واخرى في تل رفعت (ريف حلب)".
كما اشار رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي "الى مظاهرات ليلية جرت في حي الميدان وسط العاصمة وفي الكسوة والتل وزملكا والقابون (ريف دشق)"
واضاف "كما تظاهر المئات في اللاذقية (غرب) وطيبة الامام (ريف حماة) والحسكة (شمال شرق) وفي احياء من حمص (وسط) والبوكمال (شرق) ومعرة النعمان (شمال غرب)"
من جهتها ذكرت صحيفة الوطن الموالية للسلطة الخميس "سيطر هدوء حذر على مدينة حماة الاربعاء، بعد أن قامت الاجهزة الامنية بازالة الحواجز (...) وفتحت اغلبية الشوارع في مختلف ارجاء المدينة".
واضافت ان السلطات "اعتمدت التهدئة والحوار" مطالبة المتظاهرين "بفتح الطرقات، والسماح للموظفين بالوصول إلى دوائرهم، وعدم الصدام مع الأمن واستفزاز عناصره، وعدم الاحتقان وجر المدينة إلى الخيار العسكري كحل أخير".
واشارت الى ان بعض المتظاهرين "وضع شروطا على السلطات المحلية تتلخص بإعادة المحافظ السابق، وإطلاق سراح المعتقلين، وعدم نزول الأمن إلى الشارع، والتظاهر السلمي يوميا في ساحة العاصي".
وكانت مدينة حماة التي تقع على بعد 210 كلم شمالي دمشق، شهدت الجمعة الماضية اضخم تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار شهدتها المدينة وشارك فيها نحو نصف مليون شخص في غياب لقوات الامن.
واصدر الرئيس السوري غداة هذه المظاهرة مرسوما اقال بموجبه محافظ حماة وقام الجيش على الاثر بنشر دبابات عند مداخلها، بحسب ناشطين حقوقيين.
عشية دعوة وجهها الناشطون
ووجه ناشطون دعوة على صفحة "الثورة السورية 2011" على فيسبوك الى تظاهرات في سوريا في 8 تموز اطلقوا عليها شعار "لا للحوار" الذي نادى النظام السوري لعقده مع اطياف من المعارضة والمجتمع السوري في 10 تموز.
وجاء في الدعوة "الدماء انهار والمدن تحت الحصار لا حوار لا حوار لا حوار".
ومن المقرر ان تناقش هيئة الحوار الوطني التي شكلها النظام موضوع التعديلات التي تبحث حول الدستور ولا سيما المادة الثامنة منه على جدول أعمال اللقاء وطرح مشاريع القوانين التي تم اعدادها على اللقاء التشاوري وخصوصا قوانين الاحزاب والانتخابات والادارة المحلية والاعلام.
لكن لجان التنسيق المحلية للمتظاهرين وبعض المعارضين ابدوا معارضتهم لها.
وقال الحقوقي انور البني لفرانس برس "في الحقيقة، لا جدوى من الحوار الآن، إذا لم يتوقف الحل الأمني وسحب القوى العسكرية والأمنية من الشوارع والتخلي عن استخدام الحل الأمني والقوة لقمع الشعب".
من جهتها، رات رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير بهية مارديني "ان من سيحضر جلسة الحوار سيسقط شعبيا لان الشارع السوري ملتهب داخل وخارج سوريا ويرفض الحوار على أسس رحيل النظام".
ولفتت الى "ان الموضوع برمته هو أزمة ثقة بين المعارضة والسلطة وبين السلطة والشعب فالمعارضة واثقة ان السلطة لن تستجيب لقراراتها في حال جلست معها الى طاولة واحدة".
وادى قمع التظاهرات في سوريا الى مقتل اكثر من 1300 مدني واعتقال اكثر من 10 الاف شخص ودفع الاف السوريين الى النزوح، وفق منظمات غير حكومية.