قباني زار طرابلس والرويس: إذا استمر الشرخ لن يتورع من أحرق الضاحية وطرابلس أن يحرق المسيحيين

أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني انه بدون العودة إلى الحوار فلبنان "ذاهب إلى أبعد مما حدث" مؤكدا أن الإنقسام الإسلامي سيجعل من حرق الضاحية وطرابلس "يحرق المسيحيين".

وقال قباني خلال تفقده موقع انفجار الرويس في الضاحية بعد ظهر الإثنين "الهدف واحد هو إشعال نار الفوضى البناءة في كل هذه المنطقة العربية حتى تتمكن الدول الكبرى في الغرب وكل متآمر على هذا الشرق من تفكيك أوصال المنطقة العربية بلدا بلدا".

وقتل 45 شخصا واصيب 500 بجروح الجمعة في انفجارين استهدفا مسجدين في طرابلس، وذلك بعد اسبوع من انفجار مماثل اوقع 27 قتيلا في الرويس بالضاحية الجنوبية.

وشدد قباني على أن "أصحاب المؤامرة في المنطقة كل يوم في حيرة ولم يتمكنوا حتى الآن من إشعال نار الفوضى البناءة في لبنان وهي قتال اللبنانيين وهم رأوا أن الفتنة هي أسهل طريق" سائلا "الله أن يكون أصعب طريق حتى يبقى لبنان ملاذا لكل أهل الرأي والفكر".

عليه جدد قباني طلب "تشكيل حكومة وطنية جامعة وليختلف الجميع داخل الغرف كي لا يكون الإختلاف في الشارع لأن الخطاب المتعجرف ينبغي أن ينتهي عنه السياسيون الذين سوف يجعلون منا ضحايا".

أضاف "صحيح أن للشعوب آمالها ومطالبها لكن الأجنبي الذي يتربص بنا هو الذي سيحاول إحباط الآمال ولا يحقق منها شيئا لانه لا يدافع عن مصالح الشعوب بل أمن اسرائيل التي لم تتمكن منذ 1948 إلا بالقلق".

وذكر أن "القضية المركزية هي فلسطين وهذه أمانة في أعناقنا والسلام حبة مخدر يقدمها الغرب واسرائيل إلى العرب".

وتوجه إلى السياسيين قائلا "إجلسوا مع بعضكم وتكلموا بكلام إيجابي وإلا لبنان ذاهب إلى أبعد ما حدث ويحدث ونتصور".

وأردف "المسيحيون أيضا مستهدفون والمثل في العراق لأن هناك يدا أجنبية تريد أن تنال حتى من الكنائس".

وإذ أكد قباني أهمية "أن يكون التعاون الأول مع المسيحيين كي نكسر هذه الدعاية الخرقاء بأننا لا نستطيع العيش معهم" قال "إذا حدث شرخ بين المسلمين سيخاف المسيحيون أكثر ولن يتورع من أحرق الضاحية وطرابلس أن يحرق أيضا المسيحيين".

وختم أن "الغرب ليس وفيا للمسيحيين ولا يفيدنا إلا أن نضع يدنا بيدهم".

وكان قد حمّل قباني، من مدينة طرابلس، فريقي 8 و14 آذار مسؤولية كل الاحداث التي تحصل في لبنان "لأن خطابهم خطاب التحدي والانتقام".

وتوجه قباني الى دار الفتوى في المدينة، حيث اعتبر أن من نفّذ تفجيري طرابلس هو نفسه الذي فجر في الضاحية الجنوبية، معتبراً أن هدفه هو احداث فتنة سنية-شيعية.

وقال: "عندما فجروا الضاحية ظنوا انهم سينهضون الشيعة ضد السنة، وعندما فجروا الجوامع في طرابلس ظنوا اكثر ان اهل طرابلس سينهضوا ضد الشيعية الا أن حكمة الناس خيّبت آمالهم".

الى ذلك، لفت قباني الى انه اذا "حدثت الفتنة وخرج السنة ليقتلوا الشيعة وخرج الشيعة ليقتلوا السنة ماذا سيحدث بعدها"، وشدد على أن ما يحدث اليوم سببه "ساستنا من 14 و8 اذار ولا استثني احدا، لان خطابهم خطاب تحدي وانتقام".

وطلب من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام أن يؤلف "حكومة وطنية لجعل الخلاف في مكاتب الحكومة وليس في الشارع"، داعياً الى الجلوس حول طاولة حوار "جدي".

وأضاف "اسأل الله عز وجل ان يكون الشهداء الذين سقطوا، الفدية للفتنة الطائفية والمذهبية بين السنة والشيعية، وعلينا ان نتكاتف دائماً".

واعتبر قباني أن "دول العالم الكبرى اغلبها مصرّة على الزج بلبنان في منظومة التقاتل العربية"، معتبراً أن لان لبنان أن "اسرائيل لم تعيش يوما من تأسيسها وهي مطمئنة، وهي تعرف انه لن يكون لها اطمئنان الا اذا شرذمت العرب".

وحذّر من الاتجاه نحو المزيد من الظلام والحريق والدخان.