تقارير: تونس دخلت "منعرجا خطيرا" بعد اغتيال معارض بارز للاسلاميين
Read this story in Englishاجمعت اغلب الصحف التونسية الصادرة الخميس على ان تونس دخلت "منعرجا خطيرا" بعد اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد (49 عاما) امس الاربعاء.
وقالت جريدة "الشروق" ان تونس دخلت "في منعرج خطير لم تشهده في تاريخها الحديث رغم سيادة عقود من الدكتاتورية والتضييق على المعارضين واصحاب الراي المخالف" في عهدي الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وخلفه زين العابدين بن علي.
وحذرت من ان الاغتيال "قد يتكرر ضد شخصيات اخرى وقد يدفع البلاد في اتون العنف الممنهج والتصفيات الجسدية".
وذكرت بان اغتيال بلعيد جاء "تتويجا" ل"موجات من التهديد بالقتل والتكفير واهدار الدم (اطلقها اسلاميون متشددون في مساجد) ومن تشنج الخطاب السياسي والاحتقان، والتعاطي السلبي للسلط السياسية والامنية والقضائية مع دعاة العنف والقتل، وتلكئها في مساءلتهم ومحاسبتهم".
كما ذكرت بان الاغتيال ياتي "بعد استفحال العنف واستهداف اجتماعات السياسيين، وتكرر حالات العنف والاعتداء ضدهم في عديد الجهات" داخل البلاد.
واعتبرت جريدة الصباح ان تونس "تقف على شفا منحدر خطير بمحاذير تهدد في العمق لا فقط مسار الانتقال الديموقراطي وانما ايضا مجموع المكتسبات التي راكمتها الدولة الوطنية على مدى اكثر من خمسة عقود (منذ الاستقلال سنة 1956) وعلى راس هذه المكتسبات مكسب الوحدة الوطنية وميزة التسامح والتمدن التي تطبع شخصية الانسان التونسي".
ودعت "كل القوى الوطنية" الى "الترفع في خطابها السياسي عن كل اشكال الاتهامات والدعوات التحريضية التي من شانها ان تدفع باتجاه الفوضى وردود الافعال المنفلتة" عند "التعاطي مع هذه السابقة الاجرامية الخطيرة".
وحذرت من ان "أي ممارسة قولية او فعلية غير محسوبة قد تصدر في هذا الظرف تحديدا عن هذا الطرف السياسي او ذاك، ستصب بالضرورة ولو من حيث لا يقصد اصحابها في صالح مشروع الارهاب ومخططات جر المجتمع التونسي نحو العنف والفوضى والانقلاب على العملية السياسية التي انطلقت منذ اكثر من عام بهدف التاسيس للدولة الديموقراطية المدنية البديلة في تونس ما بعد الثورة".
وتحت عنوان "المنعرج" قالت جريدة "المغرب" ان اغتيال بلعيد "يشكل منعرجا خطيرا يدخل تونس في اتون العنف السياسي بشكل غير مسبوق في تاريخها الحديث ويطرح تحديات جسيمة على طبقتها السياسية من اجل استئصال هذا الورم الذي اصاب جسمنا الاجتماعي".
واضافت "على الماسكين بزمام السلطة ان يستخلصوا نهائيا وبسرعة فشل التجربة السياسية التي عشناها منذ انتخابات 23 تشرين الاول" 2011.
ودعت "الطبقة السياسية (الى) ان تجلس بدون اي اقصاء حول مائدة الحوار غير المشروط للاتفاق لى كيفية اجتثاث العنف السياسي المتنامي ورسم خارطة طريق للانتهاء من كتابة الدستور، وتحديد تاريخ الانتخابات، ووضع حكومة خبرات محايدة ووحدة وطنية، لتؤمن الذهاب الى انتخابات نزيهة وتنافسية حقيقية".
واشارت الصحيفة الى ان الحكومة "ساهمت" في اغتيال شكري بلعيد لانها "لم توفر الحماية (الامنية) للوجوه المستهدفة بين الزعماء السياسيين.
كما اشارت الى ان مجلس شورى حركة النهضة الذي طالب مؤخرا في بيان باطلاق سراح موقوفين محسوبين على حركة النهضة متهمين بقتل وسحل لطفي نقض المنسق السياسي لحزب "نداء تونس" المعارض في تطاوين (جنوب) "قد ساهم في قتله".