70 الف لبناني في ساحل العاج... والمجلس الاعلى يعقد اجتماعاً طارئاً برئاسة سليمان لحماية الجالية
Read this story in Englishتزداد معاناة اللبنانيين يوماً بعد الآخر في ابيدجان في ظلّ الخطر الذي يحيط بهم وهم يقبعون في منازلهم أسرى النزاع الدائر بين المسلحين المؤيدين للرئيس المنتخب الحسن واتارا والمعترف به دولياً والرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو.
ووجهت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع مساء أمس الاثنين دعوة الى اعضاء المجلس لعقد اجتماع طارئ عند الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من أجل درس طرق حماية الجالية اللبنانية في ساحل العاج.
وقد حدد موعد اجتماعه في الاولى والنصف ريثما يكون رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري قد عاد الى بيروت من انقرة التي وصل اليها فجأة بعد ظهر امس
وذكرت صحيفة "السفير" انه "من المتوقع أن تسيّر شركة "الميدل ايست"، اليوم رحلة إلى أكرا إذا توافر العدد المطلوب من أبناء الجالية الذين سيتم نقلهم تدريجياً من توغو".
واشار السفير الفرنسي دوني بييتون بعد لقائه وزير الخارجية علي الشامي للصحيفة عينها، إن "فرنسا ملتزمة مساعدة اللبنانيين وأن القوات الفرنسية تقوم بعمليات تجميع الناس في قاعدتها العسكرية".
وأضاف بييتون انه "لا نريد التحدث عن إجلاء، لأن ما نقوم به هو تجميع الناس عندنا، لكن من يريد الرحيل يفعل ذلك بإرادته".
ولفت الى أن "المشكلة في تجميع اللبنانيين تكمن في أنهم يعيشون في أماكن متفرقة وبعيدة عن بعضها البعض".
وفي هذا الاطار، اعتبر السفير اللبناني في أبيدجان علي عجمي، ان الوضع في ساحل العاج "يزداد سوءا وصعوبة، رغم الهدوء صباح أمس الاثنين".
وشدّد العجمي لصحيفة "السفير" على ان هناك "غموضاً في الموقف العسكري".
وعن غرفة العمليات التي أعلن وزير الخارجية والمغتربين على الشامي عن تشكيلها، يؤكد عجمي أن "السفارة قامت بتشكيل لجنة طوارئ برئاسته وعضوية رئيس الجالية اللبنانية نجيب زهر". واشار الى انهم "كخلية نحل"، مشيدا بالجهود التي يبذلها الشباب اللبنانيين لمساعدة المنكوبين وإغاثتهم.
واوضح عجمي انه "يتفهم موقف وشكوى كل لبناني، سواء في لبنان أو ساحل العاج" وذلك ردّاً على اتهامه بأنه لا يجيب علىاتصالات اللبنانيين.
وقدّر عجمي "الظروف التي يمرون بها"، مشيرا الى انه يلبي قدر الإمكان جميع اتصالات ونداءات الاستنجاد التي توجه اليه من المدنيين في المناطق المعزولة، فيعمل على تأمين الحاجات الضرورية لهم.
واضاف انه "يبلغ عدد اللبنانيين اللاجئين عند الكتيبتين الفرنسية والأردنية، حوالي 1500 شخص". مشيداً "خاصة بالكتيبة الأردنية التي بادرت الى تقديم المساعدة للبنانيين من تلقاء نفسها ولم تتردد في تلبية طلب المساعدة".
ويذكر عجمي انه "على الأقل يوجد حاليا في أبيدجان، 70 ألف شخص لبناني وعددا كبيرا من المغتربين سجّلوا أنفسهم على لوائح الراغبين للسفر، في حال فتح المطار".
وحول عملية الإجلاء الى أكرا او غيرها من المناطق المجاورة، يقول عجمي انه "منذ بداية الأزمة والسفارة تعمل على تأمين ممر آمن، بانتظار موافقة الأمم المتحدة".
ولفت عجمي للصحيفة عينها، الى "وجود مشكلة شائكة تعترض ذلك وهي أن المنظمة الدولية، أصبحت طرفا بنظر احد طرفي الصراع، حيث يتعامل معها كعدو، ويطلق عليها الرصاص أحيانا".
واضاف انه ثمة "مشكلة أيضا في استخدام البواخر في عملية الإجلاء، فالرئيس المعترف به دوليا الحسن واتارا، أعلن إقفال المرفأ، في حين أن قوات غباغبو تسيطر عليه".
واوضح عجمي أن "إقامة هذا الممر تتطلب موافقة أطراف النزاع والأمم المتحدة".
واكّد أن "الطريق الى المطار غير آمنة، رغم سيطرة القوات الفرنسية عليها، والتي تخشى أن تتعرض الطائرات في حال أعيد فتحه وسمح لها بالهبوط، الى إطلاق نار".
واشار الى ان "هناك أكثر من أسطول جوي جاهز للمساعدة، كشركة طيران الشرق الأوسط، العربية، وقطر، التي تطوعت لان تقدم طائرات لعملية الإجلاء".
ويذكر عجمي ان اللبنانيين في أبيدجان "يمسكون، بزمام الاقتصاد هناك بأكثر من 50 في المئة. إذ أن المصانع والمؤسسات التجارية الكبرى تعود ملكيتها لهم، وهم يعملون أيضا في مجال العمران والقطاع الصحي".
وكشف ان "خسائرهم المادية نتيجة الأزمة، تقدر بمليارات الدولارات".
من جهة اخرى، تحدّثت "السفير" مع خضر سلامة، اللبناني المقيم في ابيدجان وهو محاصر مع حوالى 40 شخصا بينهم 12 طفلا، في إحدى الابنية القريبة من المدرسة اللبنانية، ويعانون نقصا في الطعام، ونفاذا في حليب الأطفال.
واشار سلامة الى ان "رجال العصابات حاولوا إحراق المبنى، فرمينا لهم المال من الشرفة حتى تركونا"، مضيفا انه كان يتواجد في المبنى عدد من الفرنسيين، فحضرت القوات الفرنسية وأجلتهم وعندما "توسلنا إليهم ليأخذونا ردوا علينا "نحن مش تاكسي اتصلوا بسفارة بلادكم" ثم مضوا".
ولفت سلامة الى "انه لم يبق سواهم في الشارع الذي يقيمون به، فرجال العصابات هم الذين يؤمّنون لهم السلع الضرورية، ويقومون بابتزازهم، ويأخذون ثمنها أضعاف سعرها الحقيقي".
كما انهم يدفعون "للعصابات التي تتولى حماية المبنى حوالى 2000 دولار يوميا فضلا عن الطعام الذي يقدمونه لهم ليسكتوا عنهم".
كما يشير احد أبناء الجالية الى أن "تصرّف القوات الفرنسية والتي تأخذ تفويضها من قبل الأمم المتحدة يتنافى ويتعارض مع الهدف الذي وجدت لأجله في أبيدجان، ألا وهو تأمين الحماية للمدنيين بشكل أساسي مهما كانت جنسيتهم".
واكّد اللبناني ان "هناك تراتبية تتبعها قوات الأمم المتحدة في تأمين الحماية بحسب بعض المصادر في العاصمة، في المقدمة يأتي الأميركيون ثم الفرنسيين وفي آخر السلم اللبنانيين".
والمواطن محمود حريري يعاني من انقطاع المياه منذ ثلاثة ايام في المنطقة المحاصر فيها وهي (تيرج فيل) والتي يوجد فيها حاليا تجمع لقوات غباغبو، حيث تشهد معارك عنيفة ومتقطعة.
واكّد حريري انه "حاول الاتصال مع لجان لبنانية، لاغاثته، غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب تدهور الوضع الأمني في منطقته".
واضاف انه "يعمل على تشغيل المكيف على مدار الساعة لاستغلال ماءه للشرب، كما انه يستخدم الماء المتبقية في السخان للشرب".
كما يشكو هاشم وهب الذي يقطن في منطقة "الزون كاتر"، مع ستة شبان لبنانيين، من الحصار وعدم القدرة على التجول، مضيفا أن "الطعام بدأ ينفد"، مؤكدا عدم تجاوب القوات الفرنسية والدولية لنداءات الاستغاثة.
ويعيش علي احمد جمعة حالة من الرعب والخوف، ويشير الى "الجهود الفردية التي يقوم بها المغتربون، ورجال الدين المسلمين والمسيحيين لمساعدة بعضهم البعض، والتي تخفف العبء قدر الإمكان".
يذكر ان رئيس وزراء وتارا، غيوم سورو، اعلن بدء "الهجوم الاخير" على المعاقل التي يسيطر عليها الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو في ابيدجان.
كما أمرت السلطات الفرنسية بارسال مزيد من الجنود إلى ساحل العاج وأجازت لجيشها المشاركة في عملية للامم المتحدة لحماية المدنيين من العنف المتصاعد في هذا البلد.
وصرح الناطق باسم سورو، صديقي كوناتي "عند الساعة 13:00 انه بدأت التحركات عبر اربعة ممرات. اننا نتولى احلال الامن خلال مرورنا. والهدف هو التوجه الى بلاتو في الوسط وكوكودي في الشمال. لقد بدا الهجوم".
ويؤوي حي بلاتو الاداري القصر الرئاسي، وحي كوكودي مقر الاقامة الرئاسي.
وروى شهود أن قافلة من عشرات المركبات التي تحمل قوات مدججة بالسلاح مؤيدة لوتارا دخلت المدينة. وهذه طلائع قوة كبيرة احتشدت عند الأطراف الشمالية تمهيدا لشن "الهجوم الأخير".
وأمكن سماع أصوات إطلاق نار وانفجارات بعد دقائق من دخول هذه القوة المدينة.