لبنانيو أبيدجيان ينتظرون ترحيلهم... سيلمان والحريري يحاولان تأمين خروج آمن لهم
Read this story in Englishتأجلت رحلة طائرة الميدل ايست التي كان يفترض أن تغادر عند الساعة الثامنة صباحاً مطار بيروت الدولي باتجاه أبيدجيان لترحيل اللبنانيين، الى حين استبيان الوضع الأمني في ساحل العاج، حرصاً على سلامة الرحلة.
وتصاعدت أمس الجمعة الضغوط العسكرية والسياسية على رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو للتنحي عن الحكم لمصلحة الرئيس المعترف به دولياً الحسن واتارا، حيث حاولت القوات الموالية لواتارا تضييق الخناق عليه، عبر شن هجمات على القصر الرئاسي ومقر إقامته في أبيدجان.
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم السبت ايضا مع المعنيين اوضاع ابناء الجالية اللبنانية في ساحل العاج في ضوء التطورات الحاصلة هناك، واجرى اتصالات مع الدول الفاعلة والمؤثرة وفي طليعتها فرنسا من اجل المساعدة في حمايتهم وتأمين سلامة خروج من يرغب منهم.
بدوره أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ظهر اليوم اتصالين هاتفيين بكل من رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فييون ووزير الخارجية الآن جوبيه، شكرهما على الجهود التي تبذلها فرنسا من خلال قواتها المتمركزة في ساحل العاج لحماية أفراد الجالية اللبنانية الموجودين هناك .
كذلك أجرى الحريري مساء السبت اتصالا هاتفيا بالرئيس المنتخب في ساحل العاج الحسن واتارا وتداول معه في موضوع حماية اللبنانيين القاطنين في ساحل العاج والإجراءات المتخذة بهذا الخصوص.
وقد وعد الرئيس واتارا الرئيس الحريري باتخاذ كل ما يمكنه من إجراءات لتوفير الحماية والمساعدة لأفراد الجالية اللبنانية.
كما تم البحث أيضا في سبل المساعدة الفرنسية لتسهيل سفر اللبنانيين الراغبين بمغادرة ساحل العاج بعدما أصبح عدد هؤلاء الموجودين في حماية القوات الفرنسية هناك يناهز 900 لبناني.
وقد تم الاتفاق على القيام بكل الترتيبات المطلوبة لتسريع سفر هؤلاء عبر تنظيم رحلة لطائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط "الميدل ايست" يوم غد الأحد، في حال سمحت الظروف بإعادة فتح مطار أبيدجان أمام حركة الطيران لإجلاء الرعايا الأجانب من ساحل العاج .
كما أجرى الحريري اتصالا برئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت لاتخاذ الإجراءات المطلوبة بهذا الخصوص.
وأبلغ السفير اللبناني لدى ساحل العاج علي عجمي عجمي صحيفة "السفير" إن الوضع في أبيدجان "سيئ جدا"، مشيراً إلى "وجود حالة من الفراغ والفلتان الأمني، حيث لا وجود لسلطة تتولى حفظ الأمن".
ولفت الانتباه إلى أن الجالية اللبنانية "تتعرض لموجة كبيرة من السرقات، من قبل اللصوص الذين باتوا يتحركون في ساعات النهار ويعملون على اقتحام بيوت اللبنانيين وانتهاك حرماتها، ويعمدون إلى تهديد أصحابها وابتزازهم من خلال إطلاق الرصاص في داخل المنازل في حال لم يعطوهم المال، كذلك يطلبون منهم تسليمهم مفاتيح سياراتهم". وأشار إلى أن شاباً لبنانياً أصيب برصاصة طائشة ويدعى غالب طعان.
وقال مغترب لبناني يدعى جعفر، في اتصال مع "السفير" "إننا ندفع لرجال العصابات المال لتأمين حمايتنا، في حال اضطررنا للتجول والخروج لأمر طارئ، وكذلك نستعمل هذه الطريقة لحماية مصالحنا التجارية، أي نقوم بتوفير الأمن الذاتي من خلال هؤلاء الرجال الذين قد يبيعوننا في أية لحظة، إذا دفع لهم شخص آخر مبالغ اكبر". ويؤكد أن هناك جزءاً من المصالح اللبنانية أحرقت، ونهبت المخازن الكبرى، موضحاً أن "الثوار يؤمنون حماية الأماكن التي يسيطرون عليها".