الفلسطينيون يتسلمون رفات ابنائهم من إسرائيل بمزيج من الحزن والارتياح

Read this story in English W460

قدمت ليلى ابو سليم ( 55 عاما) منذ ساعات صباح اليوم الخميس، من مخيم بلاطة الى رام الله لتسلم رفات ابنها امجد التي تحتفظ بها اسرائيل منذ مقتله في 2003 خلال اقتحامه مع رفيق له مستوطنة في الضفة الغربية.

ورفات هذا الشاب واحدة من جثامين عشرات الفلسطينيين التي سلمتها الدولة العبرية الى السلطة الفلسطينية اليوم، بينهم منفذو "عملية سافوي" التي استهدفت فندقا اسرائيليا في 1975 في تل ابيب.

وحرصت ليلى ابو سليم على شراء الحلوى وارتدت ملابس جديدة اشترتها لهذه المناسبة خصيصا. وقالت ان هذا اليوم "هو يوم عرسه لذلك اشتريت الحلوى ولبست لباسي الجديد".

وكان امجد ابو سليم قتل في 2003 عندما اقتحم مع زميل اخر له مستوطنة شعار تكفا في منطقة قلقيلية، وقتلا مستوطنا، كما قالت والدته ليلى.

وقد حملت وهي جالسة بالقرب من ضريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، صورة لابنها امجد وهو يلف صدره بشريط من الرصاص الثقيل كان انتزعه عن احدى الدبابات الاسرائيلية اثناء دخولها مخيم بلاطة شمال الضفة الغربية.

وبعد مقتل امجد، انجبت الام ابنا اطلقت عليه الاسم نفسه ويبلغ من العمر اليوم تسع سنوات. وقد جلس بجانبها ينتظر رفات شقيقه.

وتجمعت العديد من اسر الجثث منذ صباح اليوم الخميس، بعد ان اعلنت الهيئة العام للشؤون المدنية الفلسطينية استلامها رفات 91 فلسطينيا من الجانب الاسرائيلي فجرا.

ونقلت السلطة الفلسطينية الجثث الى قاعدة عسكرية للامن الوطني الفلسطيني قريبة من مقر الرئيس الفلسطينية. وتم لف الصناديق التي حملت الجثث باعلام فلسطينية، وسط حراسة امنية مشددة.

ووصف مصطفى الصفدي (65 عاما) الذي قدم من بلدة عوريف في نابلس، هذا اليوم الذي سيستقبل فيه رفات ابنه احمد الصفدي بانه "يوم فرحة وحزن" في الوقت نفسه.

وقال لوكالة فرانس برس، وهو يجلس الى جانب زوجته "صحيح انه يوم سعيد لانني استعيد جثمان ابني الشهيد وادفنه في مكان معروف نزوره كل يوم لكن اليوم اعيد فتح جرح حزني على ابني".

وقتل احمد في عملية انتحارية عندما فجر نفسه في حاجز عسكري اسرائيلي في العام 2003 بالقرب من مدينة طولكرم بالضفة الغربية.

وقالت والدته مقاطعة زوجها "اليوم عرس. ومنذ الان سنعرف اين ابننا موجود بالقرب منا في قريته عوريف".

وعلى مسافة ليست بعيدة من عائلة الصفدي، جلست امرأتان ترتديان اللباس الاسود احداهما منقبة.

وقالت نسرين الشويكي وايمان تلاحمة انهما قدمتا لاستقبال جثماني زوجيهما ذياب الشويكي وعبد الرحيم تلاحمة، اللذين قتلا في 2003 في اشتباك مسلح مع قوات من الجيش الاسرائيلي.

وكان الشويكي الذي قتل في سن السادسة والعشرين من العمر، يعتبر قائد الجناح العسكري للجهاد الاسلامي في بلدة دورا في الخليل، بينما كان التلاحمة الذي قتل في سن الثلاثين قائد الجناح العسكري الجهاد في الخليل.

وقالت نسرين "اليوم سأتأكد ان زوجي قتل عندما ارى جثمانه".

واكدت انها مقتنعة بانه من الممكن ان يكون جسد زوجها لم يتحللل رغم مرور تسع سنوات على مقتله. وقالت "انا مقتنعة ان جثمانه لن يكون متحللا واستمكن من التعرف عليه".

الا ان ايمان فضلت بان لا ترى رفات زوجها. وقالت "افضل ان تبقى صورته التي لا زالت في مخيلتي على ان اراه متحللا. افضل الا اشاهد بقاياه كي تبقى صورته كما هي حينما غادر البيت ولم يرجع".

وقال وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع ان جثث 17 فلسطينيا لم يعرف ذويها، سيتم دفنها في مقبرة رام الله وسيتم اقامة نصب تذكاري لهم.

وبين هؤلاء جثث ثمانية فلسطينيين نفذوا "عملية سافوي" الهجوم الذي استهدف فندقا اسرائيليا في تل ابيب يحمل هذا الاسم في 1975.

وكانت "اللجنة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء" ذكرت ان اسرائيل تحتجز لديها 299 جثة تعود لفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة.

واوضح رئيس اللجنة سالم خلة لوكالة فرانس برس ان "هذا لا يعني انه لا يوجد جثث لشهداء عرب وفلسطينيين من داخل اسرائيل".

وصرح رئيس الهيئة الفلسطينية العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ لفرانس برس الخميس ان المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي بدأت للتو لاعادة جثث سبعين فلسطينيا اخرين خلال الفترة القليلة المقبلة.

التعليقات 0