تظاهرة في دمشق تدعو الى الحرية
Read this story in Englishتظاهر الثلاثاء في قلب العاصمة دمشق عشرات المواطنين السوريين الذين دب فيهم الحماس بعد متابعتهم للثورات التي هزت مؤخرا الانظمة العربية منادين بالتغيير والحرية.
وظهر شريط فيديو عرضته بعض المواقع المعارضة للنظام السوري عشرات المواطنين نساء ورجالا، وهم يتظاهرون في سوق الحميدية المجاور لجامع بني امية الكبير في وسط العاصمة دمشق.
وطالب المتظاهرون بالتغيير والحرية هاتفين "وينك يا سوري وينك" (اين انت يا سوري) و"سلمية" و"الله سوريا وحرية وبس".
وكانت التظاهرة بدات حين "تجمع نحو خمسة اشخاص امام الجامع الاموي ثم اتجهت الى منطقة الحريقة مرورا بسوق الحميدية"، حسب ما افاد مصدر حقوقي لوكالة "فرانس برس".
واضاف المصدر ان "عشرات الاشخاص التحقوا بالتظاهرة اثناء مسيرها الى ان تم تفريقهم من قبل رجال الامن" مشيرا الى ان السلطات السورية "ارسلت تعزيزات امنية ثانية الا انها وصلت بعد نهاية التظاهرة".
واعتبرت الناشطة السورية سهير الاتاسي في تصريح ادلت به لقناة الجزيرة "ان الشعب السوري، كما حصل في مصر وتونس، سبق المعارضة".
ولفتت الى ان هذه التظاهرة شكلت "اليوم مفاجأة لنا، لسنا نحن من نظم هذه التظاهرة، كانت عبارة عن شرارة، عن بداية" مشيرة الى ان "الاشخاص الاحرار الذين نظموا تظاهرة اليوم هم غير معروفين بالنسبة لنا".
واشارت الاتاسي الى ان "من 150 الى 200 تقريبا كانوا موجودين، وتم اعتقال ثلاثة شبان وصبية لا نعرف مصيرهم الى الآن حيث تم تطويق التظاهرة وتنفيذ اعتقالات".
واكدت الاتاسي الى انها "هي المرة الاولى في سوريا التي تجري فيها تظاهرة تنادي بالحرية وتقول الله سوريا وحرية وبس" مشيرة الى ان "السوريين لم يعودوا اليوم رعايا، بل اعلنوا عن انفسهم مواطنين يريدون الحرية فعلا".
ولفتت الناشطة السورية الى ان المتظاهرين ينتمون الى "كل الفئات، فهذا الرعب الذي يمارسه النظام بخصوص التنوع الطائفي (لم ينفع)، كانوا موجودين من كل الطوائف".
وفي تصريح لقناة المشرق التلفزيونية السورية المعارضة عقب التظاهرة اعتبرت الاتاسي ان ما من خطوة يمكنها ان تخفف الاحتقان في الشارع "قبل الغاء حالة الطوارئ وبالتزامن معها اطلاق سراح المعتقلين وبخاصة الذين اعلنوا اضرابا مفتوحا عن الطعام".
وجدد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي مطالبته الحكومة السورية في تصريح لوكالة فرانس برس "بالقيام بخطوات جدية وعاجلة باتجاه تحسين واقع حقوق الانسان في سوريا في كافة المجالات".
واضاف "ان البداية الحقيقية تكون في القيام بالغاء حالة الطوارئ والاحكام العرفية المعلنة في سوريا والقيام بالافراج عن كافة معتقلي الراي والسجناء السياسيين واغلاق ملف الاعتقال التعسفي بشكل نهائي".
وفرضت حال الطوارىء في سوريا بعد وصول حزب البعث الى السلطة في الثامن من اذار 1963.
وكانت صفحة على موقع فيسبوك تحمل عنوان "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" جمعت حوالى 40 الف مشارك لغاية ظهر الثلاثاء.
ودعا المنظمون السوريين الى التجاوب مع هذه الدعوة لتظاهرات "سلمية في كل المدن السورية وكندا وأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واستراليا" في الخامس عشر من اذار للمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.
وكانت مجموعة لم تكشف هويتها دعت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الى التظاهر بعد صلاة الجمعة في الرابع من شباط في كافة المدن السورية ضد "أسلوب الحكم الفردي والفساد والاستبداد"، الا انه لم تسجل في هذا النهار اي تظاهرات في سوريا.
واعلن ثلاثة عشر ناشطا مسجونا في مجال حقوق الانسان ومنهم المحامي انور البني انهم بدأوا اضرابا عن الطعام.
ومن المضربين عن الطعام بالاضافة الى البني، المدافعون عن حقوق الانسان حبيب الصالح ومصطفى جمعة وعلي العبدالله ومحمود باريش وكمال اللبواني ومحمد سعيد عمر ومشعل التمو وخلف الجربوع وسعدون شيخو واسماعيل عبدي وكمال شيخو.
من جهة اخرى، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء اثناء مؤتمر صحافي مع نظيرته الاسبانية ترينيداد خيمينث في دمشق عن وجود برنامج اصلاحي في سوريا متحدثا عن "خطوات نحو الاصلاح السياسي سنشهدها هذا العام".
ولفت الى ان الاسد تحدث في مقابلة اجرتها معه صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية عن وجود "برنامج يبدا باصلاح قانون انتخابات الادارة المحلية ثم مجلس الشعب وهكذا".
واضاف المعلم "نحن في سوريا بدانا منذ عام 1991 ببرنامج انفتاح اقتصادي تدريجي وبدا برنامج التحول نحو الاقتصاد الاجتماعي بحيث يستمر هذا البرنامج ويحقق العدالة الاجتماعية في هذا البلد".
واكد "اننا في حوار مستمر مع شعبنا من خلال المنظمات الشعبية القائمة ومن خلال مواقفنا التي تنبع من نبض الشارع السوري".
وكانت سوريا انشات صندوقا وطنيا للمعونة الاجتماعية بقيمة نحو 12 مليار ليرة سورية يهدف الى تقديم معونات دورية او طارئة خلال عام الى 420 الف اسرة معوزة.
كما اعلنت سلسلة اجراءات ترمي الى خفض اسعار المنتجات الغذائية الرئيسية فيما تسود الشرق الاوسط موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات السياسية والاجتماعية بعد ثورتي تونس ومصر اللتين اطاحتا بالرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك.