هولاند يعين رئيس وزرائه بعد تنصيبه سيدا على الإليزيه: لـ"فتح طريق جديد في اوروبا"
Read this story in Englishبدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء تعيين أقرب معاونيه في الاليزيه وأولهم زميله في الدراسة بيار رينيه ليما كامين عام للاليزيه و"ريشة قلمه" اكيلينو موريل كمستشار سياسي.
وهي أول تعيينات يقررها هولاند الذي نصب صباح اليوم رئيسا لفرنسا بعد انتخابه في السادس من أيار الحالي.
وهكذا أصبح المحافظ ليما (61 سنة) زميل دفعة هولاند في المدرسة الوطنية للادارة (اينا) الامين العام للاليزيه وهو منصب استراتيجي مخصص لاقرب معاوني رئيس الدولة. وكان ليما منذ تشرين الاول 2011 مدير مكتب الرئيس الاشتراكي لمجلس الشيوخ جان بيار بيل.
عمل هذا الخبير في اللامركزية في العديد من المكاتب الوزارية. كما عمل محافظا.
وعين اكيلينو موريل الذي كان يكتب خطابات فرنسوا هولاند خلال الحملة الانتخابية مستشارا سياسيا.
واحتفظ الجنرال بنوا بوغا بمنصبه رئيسا للاركان.
كما عين هولاند رئيس كتلة النواب الاشتراكيين جان مارك ايرولت (62 عاما) في منصب رئيس الوزراء، كما اعلن الامين العام لقصر الاليزيه بيار رينيه ليما.
وجان مارك ايرولت مكلف تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة التي سيعلن عنها عصر الاربعاء.
ويخلف ايرولت فرنسوا فيون الذي ترأس الحكومة ابان ولاية نيكولا ساركوزي من ايار 2007 حتى ايار 2012.
وعلى غرار هولاند، لم يشغل ايرو أي منصب وزاري. وهو يترأس الكتلة الاشتراكية في الجمعية الوطنية ونائب منذ العام 1986 ورئيس بلدية نانت منذ 1989.
وكان ايرولت مستشارا خاصا لهولاند خلال حملته الرئاسية وهو استاذ سابق للغة الالمانية وملم بشؤون هذا البلد.
وكان الإشتراكي هولاند بدأ مهامه رسميا الثلاثاء رئيسا للجمهورية الفرنسية بعد تسلم السلطة من الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي مكرسا عودة اليسار الى قصر الاليزيه بعد غياب استمر 17 عاما.
وهولاند الذي انتخب في 6 ايار بنسبة 51.6% من الاصوات، اصبح بالتالي سابع رئيس للجمهورية الخامسة وسيبقى في السلطة خمس سنوات على رأس احدى القوى العظمى العالمية والعضو الدائم في مجلس الامن الدولي.
وقال رئيس المجلس الدستوري جان-لوي ديبري "اعتبارا من هذا اليوم، انت تجسد فرنسا وتعتبر رمزا لقيم الجمهورية وتمثل كل الفرنسيين".
وفور تنصيبه اراد الرئيس الجديد توجيه رسالة "ثقة" الى الفرنسيين قائلا ان البلاد "بحاجة للمصالحة ولم الشمل، ان دور رئيس الجمهورية هو المساهمة فيها والحرص على عيش كل الفرنسيين معا بدون تفرقة حول نفس القيم، هي قيم الجمهورية".
واضاف "هذا هو واجبي" واعدا بقيادة البلاد "ببساطة وكرامة" ومؤكدا انه سيكافح "العنصرية ومعاداة السامية وكل انواع التفرقة".
وبحسب المراسم البروتوكولية وصل هولاند عند الساعة العاشرة (8.00 ت.غ) الى قصر الاليزيه واستقبله في باحة الشرف نيكولا ساركوزي.
وبعد المصافحة عقد الرجلان لقاء مغلقا من اجل تسليم السلطة وسلم خلاله ساركوزي، الرئيس الجديد الشيفرة النووية. ثم وسط تصفيق موظفي الاليزيه، غادر ساركوزي وزوجته كارلا بروني القصر والقى تحية الوداع على الحاضرين من سيارته.
وهولاند الذي عبر سابقا عن رغبته في "رئاسة عادية" اراد حفلا "بسيطا" لبدء ولايته من خمس سنوات التي تنطلق تحت وطأة الازمة الاقتصادية ومعدل البطالة المرتفع.
ونظم حفل التنصيب في غياب اولاد هولاند الاربعة وكذلك اولاد رفيقة حياته الصحافية فاليري تريرفيلر، في ما يشكل تناقضا مع صورة العائلة الكبيرة التي اظهرها نيكولا ساركوزي في 2007. ولم يوجه الدعوة سوى الى ثلاثين شخصا ما يشكل تناقضا ايضا مع مئات المدعوين الذين جاؤوا عام 1981 لحضور حفل تنصيب اول رئيس يساري فرنسوا ميتران.
ويقضي التقليد بعدها ان يعبر الرئيس الجديد جادة الشانزيليزيه في سيارة سيتروين مكشوفة وصولا الى قوس النصر حيث سيضيء الشعلة عند ضريح الجندي المجهول.
وسيقوم هولاند بتكريم ذكرى جول فيري الذي جعل المدرسة العلمانية الزامية ومجانية والى ماري كوري المولودة في بولندا والحائزة جائزتي نوبل في الكيمياء والفيزياء مطلع القرن العشرين، تاكيدا منه على اثنتين من اولويات رئاسته: التعليم والاندماج.
وسيقصد بعد ذلك بلدية باريس حيث يعقد لقاء سريعا مع رئيس البلدية الاشتراكي برتران دولانوي الذي دعا الباريسيين الى القدوم "لاستقبال" الرئيس الجديد.
وستكشف تشكيلة الحكومة الجديدة مساء الاربعاء.
ثم يتوجه هولاند بعد الظهر الى برلين لعقد لقاء اول مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل على خلفية الازمة اليونانية والخلاف العميق بينهما حول معاهدة الانضباط المالي في اوروبا.
وبحسب برلين فان هذا اللقاء لا يهدف "لاتخاذ قرارات" وانما "للتعارف فقط".