صربيا تصوت من اجل النهوض الاقتصادي او التقارب مع الاتحاد الاوروبي
Read this story in Englishتصوت صربيا الاحد في انتخابات عامة سيكون الفوز فيها لمن تمكن من اقناع الناخبين بقدرته على اخراج البلاد من الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها: هل هو المعسكر المؤيد لاوروبا بزعامة الرئيس المنتهية ولايته بوريس تاديتش او القوميون الشعبويون؟
واكثر من 6,7 ملايين ناخب مدعوون للتصويت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية والبلدية في فويفودين.
وللمرة الاولى منذ تشتت يوغوسلافيا مطلع التسعينات، سيطرت الرهانات الاقتصادية على النقاشات وباتت مسألة كوسوفو في مرتبة ثانوية.
والواقع أليم في صربيا مع بطالة قياسية نسبتها 24% واقتصاد يتوقع ان يسجل ركودا في 2012.
ولم يكف التياران البارزان، معسكر تاديتش وحزبه الديموقراطي ومعسكر المحافظ الشعبوي توميسلاف نيكوليتش وحزبه صربيا التقدم (معارضة) عن قطع الوعود لايجاد وظائف وتدفق الاستثمارات الاجنبية والتعهد بمكافحة الفساد والتعاملات الاقتصادية غير المصرح بها والمقدرة بحوالي 30% من اجمالي الناتج الداخلي.
وووصف تاديتش (54 عاما) الاقتراع بانه "حاسم". وقاد تاديتش صربيا التي كانت في عزلة سياسية واقتصادية في تسعينيات القرن الماضي، الى عتبة الاتحاد الاوروبي.
ودعا مواطنيه الى اتخاذ قرار ان كانوا يريدون "مواصلة التغييرات والتطور" من خلال انتخابه لولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات.
وفي اذار حصلت صربيا على وضع الدولة المرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي واكد تاديتش ان هذه العملية ستتم "خلال خمس سنوات".
من جهته وعد توميسلاف نيكوليتش (60 عاما) بزيادة الضرائب على الاثرياء واعادة توزيع الايرادات على الاكثر فقرا وجذب الاستثمارات خصوصا في القطاعين الزراعي والصناعي.
كما اقترح نيكوليتش تصحيح اوضاع الاقتصاد من خلال تشييد "قناة تربط نهر الدانوب ببحر ايجه" من دون ان يشرح كيف يعتزم تطبيق مثل هذا المشروع الضخم الذي يمتد على 600 كلم ويعبر بلدين اضافة الى صربيا.
ويرى المحلل السياسي بويان بانايوتيفيتش ان المرشحين قدما فقط "قائمة امنيات" لانهما عاجزان عن اعلان تدابير ملموسة لايجاد فرص عمل وجذب الاستثمارات الاجنبية.
وقال محللون ان الصرب لم يعودوا يعيرون اهمية لمواضيع كانت مهمة بالنسبة لهم، خصوصا استقلال كوسوفو الذي اعلن في 2008 وترفض بلغراد الاعتراف به.
وقال المحلل فلاديمير بييتش ان كوسوفو حيث ستنظم منظمة الامن والتعاون في اوروبا الانتخابات التشريعية والرئاسية الصربية، "غابت عن الحملة الانتخابية لان الشخصيات السياسية لا تحمل الحل المناسب لهذه القضية ولان الناخبين لا يصرون على ايجاد حل".
واظهرت آخر الاستطلاعات ان حزبي تاديتش ونيكوليتش متقاربان مع حوالى 30% من الاصوات لكل منهما للانتخابات التشريعية.
وسيتنافس الرجلان في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 20 ايار التي يتوقع ان يفوز بها تاديتش.
ولن يتمكن اي من الحزبين من تشكيل غالبية وحده، وسيلعب الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه وزير الداخلية الحالي ايفيتشا داتشيتش دورا حاسما في هذا الخصوص كما حصل بعد انتخابات في 2008.
وبحسب محللين يتوقع ان يدعم حزب داتشيتش مجددا حزب تاديتش لتشكيل الحكومة.