استراحة المحارب عشية الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية في فرنسا
Read this story in English
يلتزم المرشحون الى الانتخابات الرئاسية الفرنسية السبت بفترة استراحة عشية الدورة الاولى الاحد التي يرجح ان تحمل الى الدورة الثانية الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ومنافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند.
وقد بدأت عمليات التصويت فعلا اليوم السبت بالنسبة لنحو 900 الف فرنسي عبر البحار ومقيمين في القارة الاميركية مع فتح مراكز الاقتراع عند الساعة 10,00 بتوقيت غرينتش في منطقة سان بيار وميكيلون قبالة كندا.
وفي الاجمال، يدعى حوالى 44,5 مليون ناخب الى الادلاء باصواتهم لاختيار احد المرشحين اللذين ينتقلان الى الدورة الثانية.
ومنذ انتهاء الحملة الانتخابية منتصف ليل الجمعة (10,00 ت غ)، يلتزم المرشحون العشرة الصمت بموجب القانون حتى الساعة 20,00 من غد الاحد (18,00 ت غ) عند ساعة اقفال اخر مراكز التصويت.
وقد فضل معظمهم تمضية يوم السبت في معقلهم الانتخابي مثل فرنسوا هولاند في تول (وسط) او في منازلهم مثل نيكولا ساركوزي في باريس.
ويخوض فرنسوا هولاند (57 عاما) الذي ترجح معظم استطلاعات الرأي فوزه في الدورة الثانية، الانتخابات من موقع قوة آملا في ان يصبح اول رئيس يساري منذ الرئيس الاشتراكي الراحل فرنسوا ميتران (1981-1995).
لكن المرشح الاشتراكي يحرص على موقف حذر. وقال في اخر اسبوع حملته "لا شيء محسوما" بعد، داعيا الى التعبئة لحشد الاصوات له لانتخابه من الدورة الاولى حيث ان معظم استطلاعات الرأي تشير الى تقدمه على نيكولا ساركوزي (28% مقابل 26%).
وخلال حملته الانتخابية منذ اكثر من سنة، شدد فرنسوا هولاند على اولوياته مثل توظيف الشبان وتحقيق النمو مؤكدا على تصميمه على اعادة توازن الميزانية في العام 2017.
وقد نجح الرئيس السابق للحزب الاشتراكي (1997-2008) في حجب غياب خبرته الحكومية وتحويل الانتخاب الى استفتاء ضد الرئيس المنتهية ولايته.
اما نيكولا ساركوزي وعلى الرغم من اعترافاته العديدة باخطائه فلم يتمكن من جهته من محو تدهور شعبيته وصورته ك"رئيس للاغنياء".
وكثف نداءاته الى "شعب فرنسا" وركز حملته الانتخابية على الامن والهجرة مقدما نفسه على انه الرئيس الذي جنب فرنسا الغرق في ازمة اقتصادية مثلما حدث لليونان.
واشار الى ان حملة اخرى ستبدأ الاثنين خصوصا ان احتل الطليعة في "دورة اولى اساسية" كما عنونت صحيفة لوفيغارو المحافظة السبت.
ثم تأتي بعيدا في المرتبة الثالثة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن (43 عاما) والخطيب اليساري البارع جان لوك ميلانشون (60 عاما) مع حصولهما على حوالى 15% من نوايا التصويت.
وقد صمدت مارين لوبن وريثة جان ماري لوبن مؤسس الجبهة الوطنية في حملتها الاولى امام محاولة ساركوزي لاستقطاب اصوات ناخبي الجبهة الوطنية كما فعل في 2007، لكن يبدو انها غير قادرة على الانتقال الى الدورة الثانية كما فعل والدها في 2002.
اما جان لوك ميلانشون الذي يعد مفاجأة الحملة مع مهرجاناته الحاشدة، فقد حجب مرشحي اليسار المتطرف فيليب بوتو (الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية) وناتالي ارتو (النضال العمالي) اللذين لم يتجاوزا ال1%. وكذلك مرشحة الخضر ايفا جولي التي لم تتجاوز نسبة التأييد لها ال3%.
وهذا ما يعد احتياطي مضمون من الاصوات لفرنسوا هولاند في الدورة الثانية. وكتبت صحيفة ليبراسيون مبتهجة "اليسار القوي" لتحاكي بسخرية شعار نيكولا ساركوزي "فرنسا القوية".
وتشير استطلاعات الرأي الى ان نيكولا ساركوزي لن يستطيع الاعتماد من جهته سوى على جزء من ناخبي مارين لوبن والوسطي فرنسوا بايرو الذي تراجعت اسهمه الى 10 او 12% من نوايا التصويت والذي كان السباق في طرح موضوع تصنيع البلاد في صلب الحملة الانتخابية.
واليوم السبت يبدو ان الصحف الفرنسية لم تعد تتوقع اي مفاجأة حتى وان لفتت الى احد العناصر المجهولة في التصويت وهو مستوى التغيب عن التصويت الذي قد يتجاوز 25% مقابل 16% في 2007.
اما العنصر المجهول الاخر فيتمثل في التساؤل: هل ان تقديرات النتائج ستنشر على الانترنت الاحد قبل اقفال صناديق الاقتراع عند تمام الساعة 20,00 بالتوقيت المحلي (18,00 ت غ)؟ وقد تعهدت الاذاعات والتلفزيونات بابقائها سرية حتى التوقيت القانوني فيما هددت السلطات بملاحقة المخالفين.