البطريرك صفير ينفي انحيازه لأي من الأطراف: طبعاً مش ماشي الحال مع السلاح
Read this story in Englishشدد البطريرك الماروني المستقيل مار نصر الله بطرس صفير على أهمية المحكمة الدولية وموقعها في لبنان وفي غيره، متطرقاً الى موضوع السلاح بالقول: "طبعاً مش ماشي الحال مع السلاح. ونحن لطالما قلنا هذا الامر في السابق ومازلنا نقوله"، وإذ نفى البطريرك ان تكون استقالته طلبت منه وقد اجبر عليها لفت الى أنه لم يكن منحازاً الى أي طرف او جهة.
وقال صفير قي حديث لصحيفة "المستقبل": "يجب ان يعرف اللبنانيون الحقيقة. هذه ثابتة ومسلمة... لازم يعرفوا الحقيقة ومن هم القتلة.. ولا بد من المحكمة الدولية، ومن العدالة ومن عقاب للفاعلين".
اما عن رأيه بما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عن السلاح ردّ البطريرك من غير تردد: "طبعاً مش ماشي الحال مع السلاح. ونحن لطالما قلنا هذا الامر في السابق ومازلنا نقوله. طبعاً مش ماشي الحال مع السلاح، والا فلماذا تشكل الدول حكومات لها؟ وظيفة كل حكومة هي ان تحمل وحدها السلاح لتدافع عن المواطنين وعن الارض. هي وحدها التي تحمل السلاح، اما المواطنون فينصرف كل واحد منهم الى عمله ومشاغله وحياته اليومية.. طبعاً مش ماشي الحال مع السلاح".
ورداً على سؤال حول ذكرى 14 آذار قال: "للأسف، اللبنانيون منقسمون بين 8 و14 آذار. لكن عليهم كمواطنين ان يتمسكوا بالثوابت الوطنية، واقول للبنانيين تمسكوا بالحرية.. تمسكوا بالحرية".
وعن سبب الاستقالة قال "صار عمري تسعين عاماً. العمر هو السبب. اريد ان اذهب قبل ان تقهرني الشيخوخة. أن استريح وأنا في عافيتي الذهنية والجسدية وقبل ان يغلبني التعب".
وفي الاطار عينه نفى في حديث آخر لصحيفة "النهار" ان يكون استقال تحت ضغط او اجبر على الاستقالة، اذ "ان كتاب الاستقالة معروف وظاهر". وتمنى للبطريرك الجديد الذي سينعقد مجلس المطارنة لانتخابه منتصف الاسبوع المقبل، التوفيق، واضعاً نفسه في خدمته "اذا طلب منا شيئاً"، واستبعد اللجوء الى روما بعد 15 يوما اذا تعذر الانتخاب، "اعتقد ان الامور تمشي".
وأبدى قلقه من الوضع الحاضر، وقال انه كان يأمل في "ان تكون الطائفة مجتمعة اكثر مما هي"، ملاحظاً انقساماً فيها "وكل ذاهب الى مكان". واضاف ان هذه الانقسامات "تبعث على القلق".
كما نفى البطريرك انحيازه لأي من الأطراف "لم اكن منحازاً الى أي طرف او جهة، وانا راض عما فعلته"، مضيفاً "ليسامحهم الله، ان بعض الناس يظن انني كنت منحازا، ومنهم من يريدون ان اكون معهم، ونحن كنا مع ما نراه مفيدا للطائفة والوطن".
ووصف علاقته بالرؤساء الذين تعاقبوا على الحكم خلال ولايته بأنها "منيحة"، والبعض منهم كانت العلاقة به "ساعة هيك وساعة هيك".
وأبدى خشيته على الاستقلال اللبناني الذي "ليس ناجزا وتعتوره امور كثيرة، ويراه معرضا "اذا كان ابناء لبنان لا يدافعون عنه، بل يتخلون عنه ويريد كل منهم ان يحكم لبنان على ذوقه من دون الآخرين، وهذا ليس مرغوباً فيه، ويشكل قلقاً".
وتمنى البطريرك الماروني ان يصار الى تأليف الحكومة وان يستقر البلد وينعم اهله بالأمن والطمأنينة والسلام، وقال: "الوضع في لبنان كان موضع قلق ولا يزال. وهذه الاضطرابات التي نشهدها الآن، ما هي إلا نتيجة للتراكمات التي حدثت في لبنان في ما سبق، وعلى كل حال إننا نرى ما يحصل في المنطقة بينما الوضع اللبناني لا يزال أفضل من غيره حالياً، ونأمل ان تظل هذه التطورات بعيدة وان يبقى لبنان في منأى عنها".