مراقبون يرون ان الانتخابات الرئاسية شكلت "اهانة" للروس
Read this story in Englishرفضت رابطة الناخبين التي شكلها مشاهير روس لتقييم نزاهة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها فلاديمير بوتين، الاعتراف بالاقتراع معتبرة انه "اهانة" للمجتمع بسبب عمليات التزوير الكبيرة التي شهدها.
وقالت الرابطة في بيان ان "الرابع من آذار اهانة للمجتمع وفقدت فيه مؤسسات الرئاسة والنظام الانتخابي والسلطة الروسية مصداقيتها".
ودانت غياب المساواة بين المرشحين خلال الحملة معتبرة ان فلاديمير بوتين استفاد من الموارد "الهائلة" لجهاز الدولة، كما دانت عمليات "التزوير" خلال احتساب الاصوات.
واضافت "نظرا لعمليات التزوير الكبيرة ترى الرابطة انه من غير الممكن الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012".
وحصل رئيس الوزراء الذي كان رئيسا للبلاد من العام 2000 الى العام 2008 على اصوات 63.60 بالمئة من الناخبين، حسب النتائج الرسمية للاقتراع.
وقال الخبير السياسي ديمتري اوريشكين في مؤتمر صحافي اليوم الاربعاء ان فلاديمير بوتين "حصل في الواقع على 53 بالمئة من الاصوات".
وكانت المعارضة وبعثة المراقبة التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا في موسكو انتقدتا الاثنين سير الانتخابات. من جهتها، ذكرت المنظمة غير الحكومية الروسية غولوس ان بوتين كان سيحصل على 50.26 بالمئة بدون عمليات التزوير.
وردا على سؤال لوكالة انترفاكس رفض ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين كل هذه الانتقادات معتبرا ان مسألة النتائج "انتهت".
اما اللجنة الانتخابية المركزية فقالت ان حكم الرابطة لا قيمة له اطلاقا لان اعضاءها دانوا عمليات التزوير حتى قبل الانتخابات.
وقال نائب رئيس اللجنة الانتخابية ليونيد ايفليف في تصريحات نقلتها انترفاكس ان "رابطة الناخبين حددت هدفا مسبقا لها وقبل نشر نتائج الانتخابات وعبرت عدة مرات عن نواياها واكدتها اليوم".
وتضم رابطة الناخبين شخصيات من عالم الثقافة والمدونات بينهم كتاب مثل ليودمير اولتسكايا وبوريس اكونين، وكذلك نجم الروك الروسي يوري شيفتشوك. وقد انشئت في كانون الثاني من اجل تعبئة الروس لمراقبة سير الانتخابات الرئاسية بهدف ضمان نزاهتها.
وشارك اعضاؤها في تنظيم تظاهرات كبيرة للمعارضة تلت الانتخابات التشريعية في كانون الاول الماضي وفاز فيها حزب بوتين روسيا الموحدة.
وقال مراقبون والمعارضة انها شهدت عمليات تزوير.
وبين كانون الاول وشباط، جمع معارضو بوتين عدة مرات عشرات الآلاف من المتظاهرين للدعوة الى انتخابات نزيهة.
وقد نجحوا الاثنين غداة انتخابات الرئاسة، في جمع بين 14 الفا وعشرين الفا من انصارهم.
وتلى هذه التظاهرة اعتقال مئات الاشخاص في موقف يتناقض مع التساهل الذي ابدته السلطات حيال التظاهرات قبل الاقتراع.
وكانت السلطات فرقت بعنف التظاهرات بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الاول وشهدت عمليات تزوير لمصلحة الحزب الحاكم روسيا الموحدة، واوقفت الآلاف.
لكن تزايد حجم التظاهرات التي ضمت ثمانين الف شخص في موسكو في العاشر من كانون الاول والتي ارتفع عدد المشاركين فيها في كانون الثاني وشباط، دفع السلطات الى التساهل مع هذه التظاهرات.
ودعت المعارضة الروسية الثلاثاء الى تظاهرات جديدة في نهاية الاسبوع، مكررة تصميمها على التظاهر بعد انتخاب بوتين.
وقال الكاتب بوريس اكونين ان "حركة المجتمع المدني" لا تتراجع لكنها "تدخل مرحلة جديدة".
واضاف ان "المرحلة الاولى الرومانسية انتهت والناس فهموا انهم لا يستطيعون التصدي لشرطة مكافحة الشغب ببالونات واشرطة بيضاء".
وتابع ان "المجتمع المدني سيتطور الآن على طريق آخر عن طريق التنظيم الذاتي والنضال للفوز في الانتخابات المحلية".