قصة كفاح امين لانقاذ "ولديه" الدبين لاكا وغيدو
Read this story in Englishيبدو الحماس واضحا على امين ليوتيك الهادئ الطبع عادة، عندما يتكلم عن دبيه البنيين التوأمين مؤكدا أنه مستعد للانتحار في حال تم القضاء على "ولديه"، بموجب قانون نافذ في البوسنة.
وقد "وهب" امين بيته الواقع في بلدة بيستريتسا في وسط البوسنة لدبيه لاكا وغيدو اللذين هما في السادسة من العمر. فبنى لهما حظيرة مسيجة محاذية لجزء من المنزل وفتح ثغرات في الجدران تسمح للحيوانين بالدخول والخروج على هواهما كما لو كانا في حديقة حيوانات.
أما امين فقد نقل مقتنياته إلى حاوية كبيرة لا تضم إلا أريكة بالية وثلاجة، وضعها في وسط الحديقة حيث يسرح 50 كلبا تقريبا.
وقد دقت جمعيات الرفق بالحيوان في البوسنة ناقوس الخطر بعد اكتشافها المصير الذي حدد للاكا وغيدو.
فمع أنهما ينتميان إلى فصيلة محمية في أوروبا، غير أن القانون المحلي المعروف بقانون "حماية الحيوانات" يمنع تربية الانواع الخطيرة في المنازل ولا يقدم سوى خيار واحد في هذا السياق ألا وهو "القتل الرحيم".
وقد أصدر امر بإعدام لاكا وغيدو. وقد يكون الإعدام مصير عشرات الدببة البنية الأخرى في البلاد، بحسب منظمات غير حكومية.
وقد طعن امين بهذا القرار أمام القضاء وهو حذر قائلا "هما مثل ولدي وإذا حرمت منهما فسوف أحرق نفسي!"
وشرحت الطبيبة البيطرية المفتشة ندى موستابيتش أنه يتعذر على حديقة حيوانات ساراييفو استقبال الدبين، وبما أنهما لن يصمدا في البرية بمفردهما، ينص القانون على القضاء عليهما.
وندد رياض تيكفس من المنظمة غير الحكومية "إيكوتيم" بهذا المنطق قائلا "يتم القضاء على الحيوان في حالة المرض العضال. أما في هذه الحالة، فالامر بكل بساطة جريمة قتل فعلية".
وأشار إلى أن ملاجئ أوروبية كثيرة أعربت عن استعدادها لاستقبال الحيوانين لكن للمفارقة، ما من مؤسسات في البوسنة مخولة السماح بارسال انواع مماثلة إلى الخارج.
ويكمن الحل، بالنسبة إلى منظمة "إيكوتيم"، في تحويل منزل امين إلى حديقة حيوانات صغيرة تمتثل للمعايير القانونية. وقد يكلف هذا الاستثمار 15 ألف يورو، وهو مبلغ يصعب حشده في بلد هو من أفقر الدول الاوروبية.
وقد تبنى امين، لاكا عندما كان الدب يبلغ شهرين من العمر وهو قد ترك عائلته ليكرس وقته للدبين.
وأخبر هذا الستيني الأشيب "عندما كان لاكا صغيرا كان ينام معي في السرير وكنت أعطيه الحليب والطعام وأغير حفاضاته. واليوم يريدون أخذه مني لكنني لن أسمح لهم بذلك".
وقد نفقت أم لاكا وغيدو بعدما انفجر فيها لغم زرع خلال حرب البوسنة (1992- 1995). وقد اهتم مزارع آخر بغيدو قبل أن ينضم إلى توأمه لاكا عند امين قبل عامين.
يدخل امين إلى الحظيرة ويقدم العصير للدبين فيقبل لاكا "أباه" ويضحك امين وتنبح الكلاب من الغيرة.
وباتت إعالة هذين الدبين مهمة شاقة بالنسبة إلى هذا الميكانيكي العاطل عن العمل الذي يكسب لقمة عيشه من جمع الخردوات وبيعها. غير أن المسالخ المجاورة تقدم له ما تبقى عندها ويمد له الجيران يد العون.
وهو قال "لا يزال عندي 50 كيلوغراما من العسل لهما لتمضية فصل الشتاء. فأين يمكنكم أن تجدوا لهما مأوى أفضل من منزلي".