الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تعلنان اتفاقا لتعليق نشاطات بيونغ يانغ النووية

Read this story in English W460

اعلنت القيادة الكورية الشمالية الجديدة اليوم الاربعاء عن موافقتها على تعليق تجاربها النووية والصاروخية ونشاطاتها لتخصيب اليورانيوم في اطار اتفاق مع الولايات المتحدة ترسل بموجبه واشنطن مساعدات للدولة الفقيرة.

ويعتبر هذا الاتفاق الذي جاء الاعلان عنه متزامنا من واشنطن وبيونغ يانغ، انفراجا في الجهود لوقف مساعي كوريا الشمالية للحصول على اسلحة نووية، وياتي عقب وفاة زعيمها السابق كيم جونغ-ايل.

وجاء الاتفاق بعد محادثات جرت بين الجانبين في بكين الاسبوع الماضي، لتكون الاولى منذ تولي نجل الزعيم السابق كيم جونغ-اون الذي يفتقر الى الخبرة، زعامة البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيونغ يانغ ان واشنطن وعدت بارسال 240 الف طن من "المساعدات الغذائية" مع احتمال ارسال مزيد من المساعدات الغذائية الى الدولة الشيوعية التي تعاني من نقص حاد في الاغذية منذ المجاعة التي اجتاحتها في التسعينات.

واكدت كوريا الشمالية على موافقتها على تعليق تجاربها النووية والصاروخية وبرنامج تخصيب اليورانيوم مقابل الحصول على مساعدات غذائية اميركية.

واعلنت كوريا الشمالية كذلك السماح للمفتشين الدوليين بمراقبة تعليق تخصيب اليورانيوم.

ويمكن لبرنامج التخصيب الذي كشف عنه اول مرة في تشرين الثاني 2010، اضافة الى برنامج البلوتونيوم الذي تملكه، أن يمنح الدولة الشيوعية القدرة على صنع اسلحة نووية.

ويعتقد ان برنامج البلوتونيوم انتج ما يكفي لصنع ستة الى ثمانية اسلحة نووية.

وقالت كوريا الشمالية ان الولايات المتحدة عرضت مناقشة رفع العقوبات وتزويد كوريا الشمالية بمفاعلات تعمل بالماء الخفيف لتوليد الكهرباء كاولوية، عند استئناف المحادثات السداسية المتوقفة والمتعلقة بتفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي.

وهدفت محادثات بكين الى اقناع كوريا الشمالية بالعودة الى المحادثات السداسية التي تخلت عنها في نيسان 2009. واجرت بيونغ يانغ تجربتها الثانية على الاسلحة النووية بعد ذلك بشهر، بعد ان اجرت التجربة الاولى في العام 2006.

وانتشرت تقارير في كانون الاول بان الجانبين يقتربان من التوصل الى اتفاق، الا ان الوفاة المفاجئة لكيم جونغ-ايل اعاقت ذلك.

وتبنت القيادة الكورية الشمالية الجديدة لهجة متشددة في البداية، وانتقدت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية المناورات العسكرية المشتركة التي بدأت يوم الاثنين ووصفتها بانها استعدادات للحرب.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في بيان انه "لا تزال لدى الولايات المتحدة مخاوف عميقة بشان سلوك كوريا الشمالية في عدد من المجالات، الا ان اعلان اليوم يعكس تقدما مهما رغم محدوديته، في معالجة بعض هذه المخاوف".

من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الاعلان "يمثل خطوة اولى متواضعة على الطريق الصحيح"، مؤكدة ان الولايات المتحدة "ستراقب الامر عن كثب، وستحكم على قادة كوريا الشمالية الجدد من خلال افعالهم".

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو في بيان مقتضب "ان اعلان الولايات المتحدة المتعلق بالمحادثات الاخيرة مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يشكل خطوة هامة الى الامام".

وقالت كوريا الشمالية انها "وافقت على تعليق اطلاق صواريخ طويلة المدى والتجارب النووية والنشاطات النووية في يونغبيون بما فيها نشاطات تخصيب اليورانيوم للسماح للوكالة الدولية بمراقبة تعليق تخصي باليورانيوم فيما تستمر الحوارات المثمرة".

وقالت ان الجانبين اكدا التزامهما باتفاق ايلول 2005 الذي جرت الموافقة عليه في المحادثات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان واليابان وروسيا والصين والولايات المتحدة.

ويقضي الاتفاق بتخلص كوريا الشمالية من برامجها النووية مقابل مزايا دبلوماسية واقتصادية كبيرة، والتوصل الى معاهدة سلام تنهي رسميا الحرب الكورية (1950-1953).

وبموجب الاتفاق، وافقت الدول الست على "احترام" رغبة كوريا الشمالية في امتلاك مفاعلات تعمل بالماء الخفيف لتوليد الكهرباء، وهي المفاعلات التي يصعب استخدامها لاغراض عسكرية.

وقالت بيونغ يانغ في بيان بثته وكالتها الرسمية للانباء ان الجانبين اقرا بان وقف اطلاق النار الذي انهى الحرب الكورية هو "حجر الزاوية للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية الى حين التوصل الى معاهدة سلام".

وقالت نولاند في بيانها ان الولايات المتحدة "تؤكد مجددا انه ليست لديها اية نوايا عدوانية تجاه كوريا الشمالية وانها مستعدة لاتخاذ خطوات لتحسين العلاقات الثنائية بروح من الاحترام المشترك والسيادة والمساواة".

كما دعت نولاند كذلك الى مزيد من التواصل بين شعبي البلدين.

التعليقات 0