الجميل:لا يعقل أن نرفض سلاح الأنظمة العربية ونبقي شعبنا تحت سلطة السلاح

أكد رئيس حزب الكتائب أمين الجميل أن دور لبنان متمثل في الفكر والقيم لا بتصدير السلاح وإرسال المرتزقة الى سوريا، مشددا على أن "14 آذار ليست الأحزاب والتيارات السياسية فقط بل هي كل اللبنانيين المؤمنين بسيادة لبنان ، مطالبا "بتنفيذ قرارات الحوارِ الوطني والقرارات الدولية وحصر السلاحِ بالدولة.

وقال: "لا يعقل أن نرفض سلاح الأنظمة العربية ونبقي شعبنا تحت سلطةالسلاح، "نحن تحررنا من جيوش، وهي تتحرر من أنظمة، والحرية ليست شعارا بل ممارسة".

وأعلن الجميل في كلمة أقاها من البيال في مناسبة ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري: "حين يعود شهيد، كل شهداء القضية الواحدة يعودون، يرجع بيار وأنطوان وجبران وسمير وجورج ووليد وباسم، وكل الرفاقِ والمواطنين الأبرياء الذين سقطوا شهداءَ الغدر المعلوم"، مؤكدا ان "ما من قوة تستطيع وقف مسار المحكمة. إن الأحكام ستصدر، والأقنعة ستسقط، وتتحقّق العدالة".

وشدد الجميل على أن "14 آذار ليست الأحزاب والتيارات السياسية المجتمعة هنا فقط. 14 آذار بل ثورةُ الأرز هي كل اللبنانيين المؤمنين بسيادة لبنان واستقلاله بحريته وديمقراطيته بمشروعِ الدولة القوية، بالمجتمعِ التعددي".

وأضاف أن ثورة الأرز هي ثورة "كل المؤمنين بولاءِ شعبِه للوطن اللبناني فقط، بدور المرأة، بنضال الشباب. هي كل اللبنانيين المؤمنين بلبنان فوق كل الصراعات، بنهضة الشعوب العربية، بحركة السلام وحقوق الإنسان، بلبنان".

وذكَر الجميل في كلمته التي ألقاها حشد من سياسيين وقوى من الرابع عشر من آذار و لفيف من رجال الدين، أنه "طوال ثلاثين سنة، تواطأ العديد من القوى والدول على لبنان وكيانه ودولته على رئاستِه وجيشه، على نظامه الديمقراطي وصيغته التعددية، وعلى معجزة اقتصاده وتجربة عيشه".

وأردف: "حاولوا وما أكثرهم أن يخلقوا لبنان يشبههم، وصارت أقصى أمانيهم اليوم أن تشبه دولهم لبنان، لقد انتصرنا على الجميع وبقينا هنا. انتصرنا بالصمود والمقاومة، بالعناد والوعي، بالاستشهاد والحياة، بالحكمة والديبلوماسية، وأخيرا بثورةِ الأرز".

ورأى الجميل أن "ثورتنا غـيّرت وجه لبنان فاشتهـتـه شعوب المنطقة، وقّررت السير على خطانا، فالتهبَ الشرق العربي بشعلة الحرية".

وإذ لفت الى أن "نحن تحررنا من جيوش وهي تتحرر من أنظمة"، جزم الجميل أن "الحريةَ ليست شعارا بل ممارسة"، موضحا أن مع هذه الثوراتِ المـتـنقِّلة من مجتمعٍ عربي إلى آخر، بدأنا نعرف جيداً لماذا حاولوا عبثا إجهاض ثورة الأرز، ولماذا اغتالوا قادتَها ويواصلون تهديد قادة جدد."

وتابع: "اليوم بدأنا نعرف جيدا لماذا عملوا على ضربِ الاستقرار وإسقاط الحكومات وتعطيل بناء الدولة". معتبرا أنهم "كانوا يخافون من أن تصل عدوى ثورة الأرز إلى أنظمتِهم ومجتمعاتِهم، أن يصل عطر الديمقراطية إلى شعوبهم، ونسمات الحرية إلى الإنسان العربي".

وعليه، أمل الجميل أن "تزهر ثورات العالم العربي وحدة وأُخوة وحرية، وديمقراطيةً، ومساواةً، واحتراماً للتعددية (...)نريد أن ينجحَ اللقاء بين الشعوب العربية والديمقراطية، واللقاء بين الثورات والحرية، واللقاء بين العربِ والعصر".

وأكد أن أي "طرف داخل الأنظمة أو الثورات يعطِّل فرصةَ هذه اللقاءات الحضارية والتاريخية يتحمل المسؤوليةَ أمام الضمير والتاريخ والأجيال".

وقال: "فلا سلاح لدينا نصدره، ولا مرتزقةَ لدينا نرسلهم إلى هنا وهناك. وأساساً ليس هذا هو دور لبنان في محيطه. دورنـا الفكر والقيم، المثل والمثال. لا يجوز أن نقعَ في ما اتهمنا نحن غيرنا بالقيامِ به ضدَّنا، فعانينا من التدخلِ في شؤوننا، من استباحة حدودنا، من تهريبِ السلاح والمسلحين، ومن تأليبِ فريقٍ لبنانيّ على فريق لبناني آخر، وحتى على دولتِه".

وفيما أعرب الجميل عن تعاطفهوتأييده "للشعوبِ العربية المناضلةِ من أجل الحريةِ والديمقراطية، أكد " إننا نؤمن أن لا مصلحةَ للبنان بأن يتورطَ بأي عنف سياسيّ أو إقتتال داخلي"، شارحا أن "تأثير تدخّلنا في شؤونِ الآخرين لن يؤثّـر على مجرى الصراعِ بين الأنظمةِ والثورات، بينما يؤثر تدخل الآخرين في شؤوننا على أمن واستقرار لبنان".

كما دعا الجميل "القوى والنخب العربية المؤمنة بقيم الحرية والديمقراطية والدولة المدنية إلى إطلاقِ ورشةِ حوارٍ حول مستقبلِ منطقتنا العربية وإنسانها".

واستفاض بالقول "نحن لسنا مع الثورات لأنها ضد الأنظمة فقط، بل لأنها مع الحرية والديمقراطية. ولسنا ضد الأنظمة لأنها ضد شعب لبنان واشتركت في المؤامرة عليه فقط، بل لأنها ضد شعوبها وضد الإنسان".

وطالب "بتنفيذ قرارات الحوارِ الوطني والقرارات الدولية، فيتِمّ حصر السلاحِ بالدولة، وتفعيل المؤسساتِ الدستوريةِ والإدارية لتتمكنَ من النظرِ إلى الناسِ فتعمل على حلِّ مشاكلهِم اليومية".

وأكد الجميل أيضا أن "النهضةُ الجديدة تبدأ بعودة الحياة الديمقراطية إلى دورتِها الطبيعيةِ من خلال تجديدِ اللقاء الوطني بين كلِّ الذين يؤمنون بمبادئِ الحريةِ والديمقراطية وسلطة الدولة"، من أجل تكوين الأكثرية النيابية الأساسية.

وقال: "لقاء يعيد هذه الأكثرية إلى الحكم لأنها هي المؤتمنة على مشروعِ الدولة".

وسأل الجميل "هل يعقل أن نؤيدَ الشعوب العربية للخروج من سلطة سلاح الأنظمة، ونبقيَ شعب لبنان تحت سلطة السلاح".

ولفت الى ان "الزمن العربي هو زمن الثورة، والزمن اللبنانيّ هو زمن التغيير".