ولي العهد السعودي يتفق مع الهند على تكثيف الضغوط لمكافحة الارهاب
Read this story in Englishاتفق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأربعاء خلال لقائهما في نيودلهي على تكثيف الضغوط على الدول التي تشجع الارهاب.
ويأتي ذلك فيما طغت تداعيات الهجوم الانتحاري في كشمير الذي نسبت الهند مسؤوليته لباكستان على هذه المحطة من جولة ولي العهد الآسيوية الهادفة لتعزيز مكانة بلاده على الساحة الدولية.
ولم يأت مودي على ذكر باكستان، حليفة السعودية، في معرض تنديده ب"الهجوم الوحشي" الذي وقع في كشمير الأسبوع الماضي وخلف 41 قتيلا من قوات الأمن الهندية.
وقال مودي بعد محادثاته مع ولي العهد السعودي "من اجل التصدي بفعالية لهذا التهديد، اتفقنا على الحاجة لتكثيف كل الضغوط الممكنة على دول تدعم الإرهاب في أي شكل كان".
وتابع "من المهم للغاية أن يتم القضاء على البنية التحتية للإرهاب ووقف الدعم للإرهابيين وداعميهم".
وردّ ولي العهد الذي وصل الى نيودلهي مساء الثلاثاء قادما من باكستان حيث عرض المساعدة في تخفيف التوتر بين البلدين الجارين، بأن "الإرهاب والتطرف يشكلان مصدر قلق لكل من الهند والمملكة العربية السعودية".
وأضاف "أريد أن أؤكد استعدادنا للتعاون مع الهند، بما يشمل تقاسم معلومات الاستخبارات".
وتابع أن الهند وكل "الدول المجاورة يجب أن تعمل معا".
ويقوم ولي العهد السعودي بجولته بعد خمسة أشهر على قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الاول/اكتوبر والتي أثارت موجة استنكار عالمية ومست بصورة المملكة على الساحة الدولية.
- طاقة واستثمار-
في باكستان، أعلن ولي العهد عن استثمارات بقيمة 20 مليار دولار.
وتعرض مودي لضغوط متزايدة لاتخاذ إجراءات بعد هجوم كشمير الذي تبناه "جيش محمد". وتتخذ هذه المجموعة من إسلام أباد مقرّا.
وتنفي إسلام أباد التي حظرت "جيش محمد" في العام 2002 أي دور لها في العملية.
وكان الوفد السعودي يريد أن تكون محطة الهند مكرسة لبحث إمدادات النفط الى الهند.
والسعودية أحد أبرز مزودي الهند بالنفط الى جانب إيران والعراق.
ومنذ توليه السلطة في 2014، حاول مودي جذب استثمارات سعودية في مجالات التجارة والبنى التحتية والدفاع. وكان حجم التجارة الثنائية يبلغ 27,5 مليار دولار السنة الماضية.
وقال الأمير محمد بن سلمان، الذي أصدر بيانا عقب اجتماعه مع مودي، إن المملكة ترى فرصا استثمارية "في العديد من المجالات (في الهند) تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار".
وصرح تي.اس ثيرومورثي وزير العلاقات الاقتصادية في وزارة الخارجية الهندية للصحافيين في نيودلهي أن مودي "رحب بإعلان ولي العهد السعودي استثمار 100 مليار دولار في الهند في العديد من المجالات بينها الطاقة وتكرير النفط والبتروكيماويات والبنى التحتية والزراعة والتصنيع، وغيرها".
وأضاف أن "هذا انعكاس واضح لثقة السعودية بحيوية الاقتصاد الهندي والفرص الهائلة المتوفرة في الهند للاستثمار".
وأضاف أنه لم يتم تحديد إطار زمني لهذه الاستثمارات.
وقال أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، أمام مؤتمر استثمار في نيودلهي الأربعاء إن "القوة الاقتصادية تنتقل من الغرب الى الشرق وستكون الهند ثاني أكبر اقتصاد، ما يشكل فرصة كبرى لنا".
ووقعت أرامكو اتفاقا في نيسان/ابريل السنة الماضية مع مستثمرين هنود حول مشروع بتروكيماويات في غرب الهند بقيمة 44 مليار دولار. وقال الناصر وهو في عداد وفد ولي العهد السعودي إن شركته تجري محادثات مع شركات هندية أخرى أيضا.
وصرح لوكالة برس تراست اوف انديا "نحن لا نحصر أنفسنا في هذا الاستثمار (المصفاة) ... بل نبحث في فرص أخرى".
وقال ولي العهد السعودي إن المملكة استثمرت نحو 44 مليار دولار في الهند منذ زيارة مودي الى السعودية العام 2016.
وأضاف "نخطط لتنويع استثماراتنا في البتروكيمياويات وقطاعات أخرى".
وسيتوجه الأمير محمد الذي لقي استقبالا حافلا من جانب مودي في المطار مساء الثلاثاء، الى الصين في وقت لاحق الأربعاء.
وانتقد حزب المؤتمر المعارض في الهند مودي لاستقباله ولي العهد السعودي "بحفاوة بعد ساعات فقط على إعلانه وعودا بمليارات الدولارات لباكستان"، فيما لا تزال الهند تعيش تداعيات هجوم كشمير.
وكتب الحزب على حسابه على "تويتر"، "لقد أظهر رئيس الوزراء مودي للبلاد وللشهداء ولكل جندي في الهند رأيه بخدمتهم وتضحياتهم".