مادورو يرفض المهلة الأوروبية للدعوة لانتخابات رئاسية
Read this story in English
رفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مهلة تنتهي ليل الأحد كانت حددتها دول أوروبية من أجل الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية في فنزويلا، وإلا فإنها ستعترف بخصمه خوان غوايدو رئيسا بالوكالة.
وخلال مقابلة مع محطة "لا سيكستا" التلفزيونية الاسبانية، وقال مادورو إنه لن يرضخ في مواجهة ضغوط" من يطالبون برحيله ويؤيدون رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو.
وتساءل مادورو في المقابلة التي أجريت معه في كراكاس "لمَ يحق للاتحاد الأوروبي أن يقول لبلد أجرى انتخابات إن عليه إعادة الانتخابات الرئاسية لأن حلفاءه اليمينيين لم يفوزوا؟".
وتابع "إنهم يحاولون حشرنا بمهل لإجبارنا على الوصول إلى وضعية مواجهة شديدة الصدامية".
وأشاد مادورو بـ"مجموعة اتصال" شكّلتها دول اوروبية واميركية جنوبية وسيلتقي ممثلوها في عاصمة الاوروغواي مونتيفيدو الخميس المقبل.
وقال مادورو "انا أؤيد هذا الاجتماع (...) أراهن بأن هذه المبادرة ستتيح الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل حوار بين الفنزويليين لتسوية خلافاتنا وإعداد خطة، وإيجاد مخرج من شأنه حل المشاكل في فنزويلا".
ودعا الرئيس الشاتراكي البالغ 56 عاما للقاء "وجها لوجه" مع غوايدو، وهو ما رفضه المعارض الشاب بالفعل من قبل.
بدوره، دعا غوايدو، رئيس البرلمان البالغ 35 عاما الذي أعلن نفسه "رئيسا بالوكالة" وتعترف به الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ودول أميركية لاتينية، الاتحاد الأوروبي لتقديم مساعدات إنسانية إلى فنزويلا التي تشهد أزمة اقتصادية خانقة.
وقال غوايدو على تويتر "سنمارس سلطاتنا من أجل التصدي للأزمة وإعادة الديموقراطية وتحقيق الحرية".
ولم يحدد رئيس الجمعية الوطنية بعد موعدا لوصول مساعدات إنسانية أميركية، يعتبر مادورو أنها ستؤدي إلى تدخّل عسكري بقيادة الولايات المتحدة.
وقال غوايدو إنّ ما يصل إلى 300 ألف شخص "يواجهون خطر الموت" في فنزويلا وبحاجة إلى مساعدة إنسانية.
وفي واشنطن، كرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأحد القول إن التدخل العسكري الاميركي في فنزويلا "خيار"، إلا أنه رفض توضيح ما يمكن أن يدفع الى اتخاذ قرار من هذا النوع، وذلك في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الاميركية.
دعا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والمعارض الفنزويلي خوان غوايدو الأحد إلى إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة" في فنزويلا بسبب "عدم شرعية" نظام الرئيس نيكولاس مادورو.
وفي اتصال هاتفي بينهما عشية اجتماع في أوتاوا لمجموعة ليما التي تضم دولا من أميركا اللاتينية وكندا شدد الرجلان على "اهمية توجيه المجتمع الدولي رسالة واضحة بشأن عدم شرعية نظام مادورو واحترام الدستور الفنزويلي"، بحسب بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الكندي.
وفي وقت سابق الأحد، خاطب مادورو جنوده المشاركين في تدريبات عسكرية على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد داعيا إياهم إلى "أقصى التلاحم" غادة انشقاق قائد في سلاح الجو وإعلانه تأييد غوايدو.
وقال مادورو إن المعارضة "تريد تفتيت البلاد وتسليمها" للولايات المتحدة وللأثرياء النافذين في فنزويلا.
- نهاية المهلة تقترب -
تنتهي الأحد مهلة حددتها سبع دول من الاتحاد الأوروبي للرئيس مادورو من أجل الدعوة إلى انتخابات رئاسية وإلا فإنها ستعترف بخصمه غوايدو رئيسا بالوكالة.
والأحد انضمّت النمسا إلى ست دول أوروبية هي إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا والبرتغال كانت أمهلت مادورو ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة تحت طائلة الاعتراف بغوايدو رئيسا.
وفي الإطار نفسه أعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو أن "المهلة تنتهي هذا المساء. وإذا لم يعلن مادورو في هذه الأثناء إجراء انتخابات رئاسية جديدة، سيكون لغوايدو الحق الشرعي بتنظيم الانتخابات وسنعتبره أيضاً رئيساً بالوكالة إلى حين إجراء انتخابات شرعية".
وأضافت أن "رد مادورو حتى الآن" بالقول أنه سينظم انتخابات تشريعية يبدو "كأنه يقول إنه يريد التخلص من غوايدو رئيس البرلمان المدعوم من المحتجين"، واصفة هذا الموقف بأنه "مهزلة، مهزلة تراجيدية".
"فلننظم انتخابات" -
والسبت، تتظاهر عشرات الآلاف من المتظاهرين المعارضين لمادورو ودعما لغوايدو الذي أذهل العالم قبل 11 يوما بإعلان نفسه "رئيسا بالوكالة".
ودعا غوايدو القوات المسلحة في فنزويلا للسماح بدخول مساعدات انسانية قال إنها ستصل في الايام المقبلة.
وقال غوايدو "لدينا ثلاثة مراكز لجمع المساعدة الانسانية: (واحد) في كوكوتا (كولومبيا) واثنان آخران في البرازيل وفي جزيرة في البحر الكاريبي".
في المقابل، أبدى مادورو تأييده لاجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال هذه السنة فيما كانت مرتقبة أساسا في 2020 علما بأن البرلمان خاضع حاليا لسيطرة المعارضة.
قال مادورو أمام آلاف من أنصاره الذين تجمعوا في كراكاس إن الجمعية التأسيسية الموالية للسلطة القائمة تدعو الى "انتخابات تشريعية مبكرة هذه السنة، وأنا موافق والتزم هذا القرار. فلننظم انتخابات".
واتهم مادورو غريمه غوايدو بأنه "دمية" بيد الولايات المتحدة تستخدم لمحاولة الانقلاب عليه.
وتدهور الوضع الاقتصادي لفنزويلا الغنية بموارد النفط، وبات سكانها يعانون نقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية، مع تضخم متفاقم (بلغ عشرة ملايين بالمئة بحسب صندوق النقد الدولي)، ما ساهم في تراجع شعبية مادورو.
من جهته، رفض مادورو دخول هذه المساعدات إلى فنزويلا، مشيرا إلى أنها ستؤدي إلى تدخل عسكري أميركي في البلاد.
وقال لآلاف من أنصاره في قلب كراكاس "لم نكن أبدا ولسنا دولة متسوّلين".
وتابع "هناك بعض الاشخاص يشعرون بأنهم متسوّلين للامبريالية ويبيعون وطنهم لقاء 20 مليون دولار"، في إشارة إلى كلفة مساعدات الأغذية والأدوية التي سترسلها الولايات المتحدة.
ومنذ عام 2015، نزح 2,3 مليون فنزويلي من بلدهم البالغ عدد سكانه 31 مليون نسمة.
- شهر "حاسم" -
ومن منصة أمام مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كراكاس، أعلن غوايدو السبت أن شباط/فبراير سيكون "حاسما" لطرد مادورو من السلطة.
ودعا أنصاره إلى مواصلة الضغوط في تظاهرة جديدة في "يوم الشباب في فنزويلا" في 12 شباط/فبراير، كما أعلن عن تعبئة أخرى لتوزيع المساعدات في الأيام المقبلة، دون مزيد من التفاصيل.
ولا يزال الجيش الفنزويلي الداعم الرئيسي لحكم مادورو، لكن ذلك لا ينفي وجود بوادر اضطرابات داخل صفوفه.
وفي 21 كانون الثاني/يناير، دعا 27 عسكريا الى عدم الاعتراف بمادورو رئيسا لفنزويلا قرب كراكاس، لكن جرى قمعهم سريعا.
لكن ذلك أدى لتعبئة واحتقان في الشوارع، ما أدى إلى مقتل نحو أربعين شخصا واعتقال أكثر من 850 بحسب الأمم المتحدة. وأسفرت موجتا احتجاجات في 2014 و2017 عن سقوط نحو مئتي قتيل.
وفي هذه الاثناء، التقت مجموعة ليما التي تضم كندا فدول في اميركا الجنوبية في اوتاوا الاثنين. وقد اعترفت 11 دولة منها بغوايدو رئيسا.