جنبلاط يدعو الحريري لتعلم الجغرافيا السياسية: أناس في "المستقبل" يتمنون فشل الحريري ليعودوا إلى رئاسة الحكومة

Read this story in English

اكّد رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ان "ما من احد يدوم وشعور الرئيس سعد الحريري بالخيانة والاغتيال السياسي هو كلمات ذات طابع عاطفي. في النهاية هو اليوم خارج الحكومة، وغدا قد يعود. هذه هي اللعبة السياسية في الأنظمة الديمقراطية، وهذه ليست نهاية العالم، ولكن أفضل شيء هو أن نتعلم دروس الجغرافيا السياسية، والجغرافيا السياسية تعني العلاقات المميزة مع سوريا وفق اتفاق الطائف، والعدو هو إسرائيل، وإذا ما غامرنا وذهبنا إلى عواصم الغرب، واستقبلنا أوباما وغير أوباما، وشجعتنا بعض الدول الغربية والعربية، كل هذا لا يفيد، الجغرافيا السياسية وحدها التي تفيد".

واوضح جنبلاط لصحيفة "الوطن" القطرية انه قد يقصده الحريري بالخيانة "قد يقصدني ... لا بأس لن أدخل في سجال معه، لكن لا يحق له أيضا، إذا صح التعبير، أن يستخدم نفس العبارات تجاه الرئيس نجيب ميقاتي".

ورأى جنبلاط انه في احتجاجات "يوم الغضب"، "حتما كانت هناك توجيهات من قيادة "المستقبل" ولست أدري أين تلك القيادة، لكن لم يكن الرئيس سعد الحريري، الذي هو من رموز الاعتدال والذي يعتبر نفسه رمز الاعتدال، بحاجة إلى اللجوء للشارع بهذه الطريقة، لأن اللجوء إلى الشارع سهل جدا ولكن السيطرة عليه صعبة جدا، ثم سمعنا تلك الخطابات المذهبية المقيتة التي اضطرت حتى صحيفة "المستقبل" أن تدينها لاحقا".

وشدّد جنبلاط على انه من "الأفضل ألا نلجأ إلى الشارع، لأن بلادنا ليست تونس، فبلادنا مقسومة عاموديا مع الأسف بين المذاهب الإسلامية. علينا أن نحذر، وإذا ما استشرس الشارع قد يلتهم الجميع".

وعن اذا كان الحريري أخطأ في حساباته عندما أصر على الترشح لتولي رئاسة الحكومة، وعلى ماذا كان رهانه في الفوز، ردّ جنلاط بأن "الانقسام الأساس منذ العام 2005 هو موضوع المحكمة الدولية، وما من احد هنا يستطيع أن يتهرب من طلب العدالة، ولكن بعد هزيمة الأميركيين والإسرائيليين في جنوب لبنان في العام 2006، وبعد أن بدأت أخبار المحكمة تظهر لنا في صحيفة الفيغارو الفرنسية، ثم صحيفة دير شبيغل الالمانية، ثم اخيرا في الشبكة الكندية الـ CBC .

واشار جنبلاط الى "التسريبات ورأينا أن تلك المحكمة تُستخدم لأهداف سياسية، حتى المملكة العربية السعودية لاحظت ذلك، وقامت بتلك الخطوة مع سوريا".

وذكر جنبلاط انه "لا نستطيع أن نلغي المحكمة خارجيا لأنها أُنشئت بقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، لكن نستطيع أن نخفف من نتائجها في لبنان بترتيب داخلي لبناني لبناني كي لا تحتدم الأمور بين السنة والشيعة. هذه المحكمة تقول بصراحة إن طائفة معينة قتلت زعيم طائفة أخرى، ولكن نستطيع أن نخفّف تلك النتائج، وأن نعيش بشكل مقبول، ولتقل المحكمة ما تريد قوله لأن هذا ليس من شأننا. في الداخل علينا أن نعيش وأن نتجنب الحرب المذهبية".

وعن تأييده السابق للمحكمة، اوضح انه "ما من أحد منّا آنذاك اتهم "حزب الله". اتهمنا في حينها النظام السوري، وهذا معروف وليس بسر. اتهمنا النظام السوري دون أي دليل. فقط كان الدليل ما يُسمّى شهادة ما نسميه شاهد الزور الملك زهير الصديق على إفادة تشبه أفلام هوليوود، لذلك كان يمكن للحريري، سامحه الله، أن يخفّف من وطأة تلك المحكمة فيما يتعلق بشهود الزور. تأخّر لظروف ولا أريد أن ادخل معه في سجال. تأخر، تأخر، ووصلنا إلى ما وصلنا اليه".

وشدّد جنبلاط على ان اصطفافه في البداية مع 14 آذار كان بسبب "الجريمة الكبرى واغتيال رفيق الحريري، وكانت مظاهرة عام 2005، ثم في الاعوام 2006 و2007 و2008 تحول البلد إلى انقسام عامودي حاد جدا، ثم عندما تورطنا ونعم تورطنا فيما يتعلق بشبكة اتصالات المقاومة في العام 2008، كدنا أن ندخل في حرب مذهبية درزية _ شيعية وسنية _ شيعية. آنذاك لاحظنا أن نصائح بعض سفراء الغرب ونصائح البعض من 14 آذار لم تعد نصائح للعدالة والاستقرار، بل نصائح للفوضى، ولذلك بدأت عام 2009 بالاستدارة الموضوعية التدريجية".

وعن دور سوريا بتشكيل الحكومة العتيدة، اشار جنبلاط الى انه "ليس لها يد في تشكيل الحكومة العتيدة. وكانت هناك فرصة تاريخية لسعد الحريري _ سامحه الله _ عندما ذهب إلى دمشق حيث كان بإمكانه أن يعقد صفقة شخصية وصفقة ثقة سياسية بينه وبين الرئيس بشار، ولست أدري لماذا لم يفلح".

واعرب جنبلاط عن ان هاجسه الأساسي هو الخوف من حرب مذهبية مع أيّ كان "نعم هذا هو هاجسي الأساسي، وسأفعل كل ما أستطيع لأتجنب العنف".

ولم يضع جنبلاط اي شروط على ميقاتي، الذي وصل الى الحكومة بأصوات جنبلاط وكتلته.

وعن حقيبة سيادية للدروز، اوضح انه "مع الاسف الدروز تراجع دورهم منذ زمن بعيد. لست هنا لأفرض شروطا، وفي النهاية المهم أن نستطيع أن نخدم المجتمع اللبناني بقضايا ليست فئوية ومذهبية، انظر إلى قضية الكهرباء مثلا، فهي من القضايا المحورية".

وتساءل جنبلاط عن انه "لماذا فقط نركز على أن "حزب الله" هو المتورط؟ تقدّم الحزب بجملة من الفرضيات المقنعة حول امكانية تورط اسرائيل، فلماذا لا ننظر إلى هذا الموضوع؟ ولماذا لم تحقق الدولة اللبنانية آنذاك في هوية المحققين؟ اتانا محققون من كل حدب وصوب، فلماذا لم نحقق بهويتهم السياسية؟ فتحنا كل المجالات الامنية والسياسية، وحتى بعض التحقيق كان حول تحركات طلاب الجامعات، اصبح لبنان كله تحت وصاية المحكمة الدولية، فلماذا لا ننظر إلى فرضيات اخرى أو ما يسمونه الارهاب اي ما يسمى القاعدة".

وشدّد جنبلاط على اننا "لسنا بحاجة إلى نصائح واشنطن التخريبية، وأهم شيء ألا تنصحنا مدام هيلاري، وقد يكون أكثر راحة لها أن تنصح نفسها، ولذلك المؤشر السعودي مهم".

وعن ردّة فعل "حزب الله" بعد صدور القرار الاتهامي الذي من المؤكد أنه سيتهم عناصر غير منضبطة في الحزب، اجاب انه "عليه أن يحكّم العقل من أجل المصلحة الإسلامية _

واشار جنبلاط الى ان "هناك أناس في تيار "المستقبل" يتمنون فشل الحريري ليعودوا إلى رئاسة الحكومة، وهناك ساسة خارج تيار المستقبل في 14 آذار لا يخسرون شيئا إذا ما دبت الفوضى".

وعن اذا كان قصده الرئيس فؤاد السنيورة، اجاب جنبلاط انه "عليك أن تحدد. أنا لست خبيرا في التحديد".

ولم يرضَ جنبلاط ان يجيب عن غيره، في اشارة الى النائب مروان حمادة وعن اذا ما كان متورطاً في ملف "شهود الزور"، موضحاً "لن أدخل في هذه اللحظة في سجال مع صديق اسمه مروان حمادة طبعا اليوم اختار نهائيا طريقه السياسي وهو حر".

وعن تسليمه الى القضاء السوري او اللبناني بموجب مذكرات التوقيف، راى ان "المحكمة تقرر إذا كان متورطا أم لا".

في سياق آخر توقف جنبلاط في حديثه الأسبوعي الى جريدة "الأنباء" ، عند الأحداث التي تجري على الساحة المصرية، معتبرا أن "الشعب المصري قد أثبت في ثورته أنه أرقى بكثير من بعض المتظاهرين في الغرب الذين ينهبون ويكسرون ويفلتون في الشوارع".

وأضاف:"غريبة هي تلك التفاهة التي يتحلى بها البعض من المنظرين والمحللين الاستراتيجيين الغربيين الذين يحذرون من أن البديل المتوفر عن النظام الحالي هو الحركات الاسلامية، التي يحلو لهم توصيفها بأنها متطرفة".

وأردف: "هي جزء من التاريخ والتراث العربي والاسلامي والمصري"، داعيا الى الكف عن تقديم النصائح".

وتابع:" ثورة مصر بغنى أيضاً عن نصائح المستشرقة هيلاري كلينتون لأنها عندما إنطلقت شرارتها من عمق الأحياء والشوارع والساحات المصرية لم تكن تنتظر صفارة الغرب لتتحرك، ولم تلهث وراء دعم هذه الحكومة أو تلك". لافتا الى أن "هذا ما يفسر الارتباك الأميركي والفرنسي في التعاطي مع هذه الثورة الناشئة التي غيّرت كل المعادلات السياسية التي كانت قائمة منذ سنوات طويلة خصوصاً لناحية دعم النظام".

ورأى جنبلاط في حديثه، "أنه لا مناص للرئيس حسني مبارك من أن يسمع مطالب الشعب وأن يرحل بهدوء مع رموز نظامه".

كما طالب الدول النفطية العربية بمد يد المساعدة العربية لمصر، مذكرا بما فعله الملك فيصل مع الرئيس جمال عبد الناصر بعد مؤتمر الخرطوم لتحرير مصر من التأثيرات السياسية للمساعدات الاقتصادية الزهيدة قياساً بما تناله إسرائيل مثلاً من مساعدات سخيّة.

وفي سياق آخر توقف جنبلاط في حديثه الأسبوعي الى جريدة "الأنباء" ، عند الأحداث التي تجري على الساحة المصرية، معتبرا أن "الشعب المصري قد أثبت في ثورته أنه أرقى بكثير من بعض المتظاهرين في الغرب الذين ينهبون ويكسرون ويفلتون في الشوارع".

وأضاف:"غريبة هي تلك التفاهة التي يتحلى بها البعض من المنظرين والمحللين الاستراتيجيين الغربيين الذين يحذرون من أن البديل المتوفر عن النظام الحالي هو الحركات الاسلامية، التي يحلو لهم توصيفها بأنها متطرفة".

وأردف: "هي جزء من التاريخ والتراث العربي والاسلامي والمصري"، داعيا الى الكف عن تقديم النصائح".

وتابع:" ثورة مصر بغنى أيضاً عن نصائح المستشرقة هيلاري كلينتون لأنها عندما إنطلقت شرارتها من عمق الأحياء والشوارع والساحات المصرية لم تكن تنتظر صفارة الغرب لتتحرك، ولم تلهث وراء دعم هذه الحكومة أو تلك". لافتا الى أن "هذا ما يفسر الارتباك الأميركي والفرنسي في التعاطي مع هذه الثورة الناشئة التي غيّرت كل المعادلات السياسية التي كانت قائمة منذ سنوات طويلة خصوصاً لناحية دعم النظام".

ورأى جنبلاط في حديثه، "أنه لا مناص للرئيس حسني مبارك من أن يسمع مطالب الشعب وأن يرحل بهدوء مع رموز نظامه".

كما طالب الدول النفطية العربية بمد يد المساعدة العربية لمصر، مذكرا بما فعله الملك فيصل مع الرئيس جمال عبد الناصر بعد مؤتمر الخرطوم لتحرير مصر من التأثيرات السياسية للمساعدات الاقتصادية الزهيدة قياساً بما تناله إسرائيل مثلاً من مساعدات سخيّة.

التعليقات 0