فصائل معارضة صغيرة ومشتتة تسيطر على الجنوب السوري

Read this story in English W460

تتقاسم العشرات من الفصائل المعارضة الصغيرة والمدعومة بغالبيتها من الأردن والولايات المتحدة السيطرة على مناطق واسعة من الجنوب السوري، وهي عرضة حالياً لهجوم عنيف لقوات النظام وحليفتها روسيا.

وتكتسب المنطقة الجنوبية من سوريا التي تضم الى درعا محافظتي القنيطرة والسويداء، خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع اسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.

وتسيطر الفصائل المعارضة على الجزء الأكبر من محافظتي درعا والقنيطرة، فيما تسيطر قوات النظام على محافظة السويداء المجاورة بشكل شبه كامل.

- بروز الفصائل -في العام 2014، توحدت الفصائل المعارضة في درعا تحت ما عُرف بتحالف "الجبهة الجنوبية". 

انضمت 55 كتيبة الى الجبهة ليصبح عديدها أكثر من 30 ألف مقاتل حققوا انتصارات متتالية على حساب قوات النظام في الجنوب السوري، وسيطروا على قواعد عسكرية ومناطق استراتيجية في محافظتي درعا والقنيطرة.

وتعمل غالبية فصائل الجنوب تحت مظلة النفوذ الأميركي الأردني وقد تلقت تدريبات في الأردن، وتُعد بمعظمها من الفصائل "المعتدلة".

وفاوضت الأمم المتحدة والأردن في العام 2017 من أجل التوصل الى وقف اطلاق نار في الجنوب بدأ سريانه اثر اتفاق مع روسيا في تموز/يوليو، لتشهد تلك المنطقة منذ ذلك الحين وقفاً للأعمال القتالية، قبل أن تبدأ قوات النظام هجومها ضدها في 19 حزيران/يونيو 2018.

ويجري الأردن اليوم اتصالات للتوصل الى وقف اطلاق نار جديد في الجنوب السوري، وفق ما قال وزير خارجيته أيمن الصفدي الجمعة.

وذكر تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أن إسرائيل أيضاً تدعم الفصائل المعارضة جنوباً.

وجاء في القرير أن "إسرائيل أيضاً قدمت دعماً للفصائل المعارضة في الجنوب منذ 2013 او 2014 في ما بدا محاولة لتكريس شركاء محليين وضمان أمن منطقة عازلة على حدودها".

وخلال السنوات الماضية، تلقى المئات من جرحى الفصائل العلاج في مستشفيات في إسرائيل. 

- تشتت الفصائل -على مر السنوات، ضعف تحالف "الجبهة الجنوبية" وباتت الفصائل تعمل بشكل منفصل عن بعضها. 

وبعكس الغوطة الشرقية، معقل الفصائل الأبرز سابقاً قرب دمشق، حيث كانت ثلاثة فصائل كبيرة تسيطر على المشهد، فإن عشرات الفصائل الصغيرة تعمل حالياً في الجنوب السوري، لكل منها منطقة تخضع لنفوذها.

وبحسب تقرير مجموعة الأزمات الدولية "ليس لدى فصائل الجنوب قيادة واحدة، وإن كانت تنسق في ما بينها الى حد ما".

ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "لم تعد هناك جبهة جنوبية"، مشيراً إلى أن عشرات الفصائل تشكل في ما بينها غرف عمليات مشتركة متنوعة في مناطق عدة من الجنوب. 

ولا يزال عديد الفصائل المعارضة في الجنوب حوالى 30 ألفاً، أكثر من نصفهم تلقوا تدريبات من عسكريين أردنيين وأميركيين، وفق عبد الرحمن.

ويعد فصيلا "جيش الثوار" و"شباب السنة" الأبرز والأكثر نفوذاً من حيث العديد والمعدات العسكرية. وينتمي إلى الفصيلين حوالى نصف المقاتلين المعارضين في الجنوب، بحسب المرصد. 

وتتواجد حركة أحرار الشام، أبرز الفصائل العاملة في سوريا والمدعومة من السعودية، أيضاً في محافظة درعا، لكن بشكل محدود. 

وبعد التقدم الأخير لقوات النظام في درعا، باتت الفصائل المعارضة تسيطر على 60 في المئة من المحافظة. ولا تزال تسيطر على 70 في المئة من محافظة القنيطرة.

وتتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة على مدينة درعا التي تشهد اشتباكات عنيفة.

- الجهاديون -يقتصر تواجد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على مئات المقاتلين في الجنوب السوري. 

ويسيطر فصيل "خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم الدولة الإسلامية على جيب صغير جنوب محافظة درعا محاذ لهضبة الجولان. ويبلغ عديده نحو ألف مقاتل، وفق المرصد. 

وشهد الجنوب معارك بين الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية الذي استهدفته أيضاً الطائرات الإسرائيلية مرات عدة موقعة قتلى في صفوفه.

التعليقات 0