الاتحاد الاوروبي منقسم حول متابعة مفاوضات انضمام تركيا
Read this story in English
هل يتعين "تجميد" مفاوضات انضمام تركيا، او "متابعة الحوار؟" فقد كشفت بلدان الاتحاد الاوروبي عن خلافاتها الثلاثاء حول الموقف الذي يتعين اتخاذه لمواجهة "تجاوزات" الحكومة التركية، الشريك الصعب، الذي يتعذر مع ذلك الاستغناء عنه.
واعربت جميع البلدان الاوروبية التي عقدت الثلاثاء اجتماعا على المستوى الوزاري في بروكسل، عن الاسف لاساءات النظام التركي للديموقراطية، والتي ازدادت منذ الانقلاب الفاشل في تموز وتلته موجة من اعمال القمع.
لكنها تواجه صعوبة في الاتفاق على الرد الذي يتعين اعتماده، في اطار الصراع ضد الارهاب والحرب في سوريا وادارة عمليات الهجرة الى اوروبا، حيث يفرض الرئيس رجب طيب اردوغان نفسه شريكا اساسيا.
وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتز لدى وصوله الى اجتماع وزاري لدول الاتحاد ال 28 في بروكسل، يفترض ان يؤدي الى موقف مشترك من الموضوع التركي يتخذ شكل "خلاصات"، "سنحاول ايجاد ارضية مشتركة".
لكن كورتز كرر ايضا طلب فيينا "تجميد" مفاوضات الانضمام مع انقرة. وقال "اذا لم ننسجم" مع موقف مجلس الاتحاد الاوروبي (الهيئة التي تضم الدول الاعضاء) "سنعرقل عندئذ الخلاصات" التي يتعين اقرارها بالاجماع.
-استمرار الحوار-
وتؤيد مطلب النمسا بلدان اخرى، كما تقول فيينا مشيرة خصوصا الى هولندا وبلغاريا. وصوت البرلمان الاوروبي ايضا في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر على قرار غير ملزم في هذا المعنى، للاحتجاج على القمع "غير المتكافىء" مع الوقائع في تركيا منذ الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو.
لكن غالبية الدول الاوروبية ترفض قطع كل العلاقات مع انقرة التي تواجه على اراضيها هجمات ارهابية كالهجوم الذي تبنته مجموعة كردية متطرفة واسفر السبت عن 44 قتيلا.
وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارلم ديزير الثلاثاء في بروكسل، "يجب الاستمرار في الحوار، على قاعدة الوضوح والحزم"، مستبعدا "تجميدا" رسميا للمفاوضات.
لكنه اضاف "نظرا الى انحراف السلطة في تركيا على صعيد انتهاك حقوق الانسان والقمع الذي يستهدف الصحافيين واساتذة الجامعات ونوابا، لا يمكن فتح فصول جديدة للتفاوض".
وقال وزير الدولة الالماني للشؤون الخارجية مايكل روث ايضا "يجب الا نقفل الباب في هذا الظرف الصعب"، معتبرا ان من الضروري "ان يوجه الاتحاد الاوروبي اشارة واضحة للمواطنين الاتراك الذين يشاطروننا قيمنا".
وقد بدأت في 2005 مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، المقسمة بضعة فصول تتناول مجالات محددة، لكنها تحرز منذ ذلك الحين تقدما بطيئا. وحتى اليوم، فتح 16 فصلا من اصل 35، وأغلق فصل واحد.
-نقاش مصطنع-
وقال المفوض الاوروبي يوهانس هان، المسؤول عن مسائل توسيع الاتحاد، ان مسألة تجميد مفاوضات الانضمام ام لا "نقاش مصطنع لان مفاوضات الانضمام متوقفة منذ اشهر".
وفي تقرير صدر في تشرين الثاني، اعربت الهيئة التنفيذية الاوروبية عن اسفها "لتراجع" تركيا على صعيد معايير الانضمام ولاسيما ما يتعلق منها بحرية التعبير ودولة القانون.
لكن المفوضية التي يترأسها جان-كلود يونكر ترى ان تجميد المفاوضات مع انقرة سيكون خطأ ديبلوماسيا، بعد اشهر على موافقة الاتحاد الاوروبي على "اعادة تفعيل" مفاوضات الانضمام، في مقابل جهود تركية لابطاء تدفق المهاجرين الى اوروبا.
وقد هدد الرئيس اردوغان مرارا بألا يستمر في تطبيق هذا الاتفاق المتعلق بالهجرة والمعقود في اذار 2016، والذي اتاح خفضا كبيرا لعمليات العبور عبر بحر ايجه، وعرض الاتحاد في 2015 لضغوط كبيرة.
وقال اردوغان في تشرين الثاني "تتوافر لتركيا بدائل كثيرة" عن الاتحاد الاوروبي.