المعارضون في كوبا يخشون المزيد من القمع بعد وفاة فيدل كاسترو

Read this story in English W460

بينما خرج المنفيون الكوبيون في ميامي في ولاية فلوريدا الاميركية للاحتفال بوفاة فيدل كاسترو، امتنع المعارضون في هافانا من القيام باي نشاط وبقوا في منازلهم معبرين عن مخاوفهم من المزيد من القمع.

ولم ينزل اي معارض في كوبا الى الشارع، لعدم افساد تسعة ايام من الحداد الوطني بعد رحيل زعيم الثورة الذي توفي الجمعة عن عمر يناهز 90 عاما. ولكنهم يعربون في السر عن سعادتهم لرحيله.

وتؤكد بيرتا سولر (53 عاما) رئيسة مجموعة "سيدات بالابيض" المعارضة التي تضم نساء وبنات سجناء سياسيين في كوبا، "نحن لا نفرح بوفاة رجل، بوفاة انسان. نحن فرحون بموت الطغاة".

وتوفي كاسترو الذي حكم كوبا بقبضة حديدية متحديا الولايات المتحدة طوال نصف قرن في وقت متاخر الجمعة بعدما مرت عليه 11 ادارة اميركية ونجا من مئات محاولات الاغتيال.

وتعامل كاسترو مع المعارضة بقبضة حديدية. وكان امر في عام 2003 باعتقال 75 معارضا والحكم عليهم بالسجن لسنوات طويلة.

وقامت زوجاتهن وامهاتهن بتأسيس مجموعة "سيدات بالابيض" للمطالبة بالافراج عنهم. وحصل السجناء على عفو سياسي بعد تدخل الكنيسة الكاثوليكية مع راوول كاسترو، شقيق فيدل الذي سلمه السلطة لأسباب صحية عام 2006.

وتتظاهر المنظمة التي تضم 150 ناشطة ايام الاحد للاحتجاج ضد السلطة الشيوعية. ويقلن ان امن الدولة يعتقلهن لعدة ساعات في حال لم يقم بمنعهم استباقيا من مغادرة منازلهن.

وقالت سولر انه لم يتم تنظيم تظاهرة الاحد بشكل استثنائي مؤكدة "اتفقنا على عدم النزول الى الشوارع الاحد، ليس لاننا في حداد بل احتراما لجميع الذين يشعرون بالاسى لوفاة فيدل".

وكانت سولر في ميامي مساء الاحد عندما اعلن عن وفاة فيدل كاسترو. ثم استقلت الطائرة عائدة الى هافانا في اليوم التالي.

ويعترف زوجها انخيل مويا (52 عاما) الذي قضى قرابة ثماني سنوات في السجن "نعم، نحن فرحون بوفاة شخص سبب الكثير من الاضرار والمعاناة للشعب الكوبي".

-القمع "سيزداد سوءا"-وامتنعت ماريا بياتريز روك (71 عاما) التي كانت السيدة الوحيدة التي اعتقلت عام 2003، من الاحتفال بوفاة كاسترو.

وقالت في مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزلها في هافانا "لا اسعد بموت اي شخص، حتى لو كان الشيطان".ولكن مثل بيرتا سولر فانها تتفهم الفرحة التي ابداها الكوبيون المنفيون في ولاية فلوريدا.

واضافت "الناس في ميامي هم من الذين عانوا الكثير".

ويؤكد خوسيه دانييل فيرير، احد المعارضين ال75، والذي يتزعم الاتحاد الوطني في كوبا وهي منظمة معارضة في سانتياغو شرق الجزيرة، انه قرر وقف انشطته الاحتجاجية بعد وفاة كاسترو.

واضاف "سنبقى هادئين على الرغم من كونه المسؤول الاول عن البؤس وغياب الحقوق السياسية" في البلاد.

وبالاضافة الى عدم اتهامها بتعكير الحداد العام، تخشى المعارضة ايضا من اعادة اطلاق موجة من الترهيب الان بعد غياب فيدل ومسعى شقيقه راوول الى تعزيز موقفه.

وتعتقد برتا سولر ان القمع "سيتواصل ويزداد سوءا لأن دعم راوول كاسترو كان فيدل".

ويتفق خوسيه دانييل فيرير مع ذلك مؤكدا "في الوقت الراهن، اتوقع المزيد من القمع".

-انتقادات لاوباما وانتظار ترامب-ولا يخفي جزء من المعارضة استياءه من  الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك اوباما الذي قام ببدء سياسة التقارب التاريخية مع كوبا واعاد العلاقات مع هافانا.

واتهمت بيرتا سولر اوباما بتجاهل القمع الذي يمارس ضد المعارضة و"تعزيز النظام الكوبي" وليس المجتمع المدني مثلما تعهد في السابق.

ولكن المعارضة ترى ان وصول الجمهوري دونالد ترامب الى البيت الابيض امرا ايجابيا.

وقال انخيل مويا "لدينا امل في الادارة الاميركية الجديدة، لانه سيتم ادانة الحكومة الكوبية بشدة بسبب الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان".

وكان اوباما اعتبر السبت ان "التاريخ سيحكم على التاثير الهائل" لابي الثورة الكوبية كاسترو بعد وفاته بينما اختار ترامب ارسال تغريدة عبر تويتر للتعبير عن رد فعله الاول على وفاة الزعيم الكوبي وكتب باقتضاب "وفاة فيدل كاسترو" ثم ندد بعدها بوقت لاحق ب"ديكتاتور وحشي قمع شعبه".

وتشهد كوبا تقاربا تاريخيا مع الولايات المتحدة منذ نهاية 2014، لكن ترامب ابدى مرارا تحفظه عن هذا التقارب مؤكدا انه سيبذل ما في وسعه "للحصول على اتفاق صلب" مع هافانا.

التعليقات 0