الازهر يجمد الحوار مع الفاتيكان لاجل غير مسمى احتجاجا على "انحيازه" ضد الاسلام
Read this story in Englishاعلن الازهر الخميس انه قرر تجميد الحوار مع الفاتيكان لاجل غير مسمى احتجاجا على "تعرض" البابا بنديكتوس السادس عشر للاسلام بشكل "متكرر" و"انحيازه" ضده، في قرار سارع الكرسي الرسولي الى الرد عليه بتأكيد رغبته في مواصلة "الحوار".
وقال الامين العام لمجمع البحوث الاسلامية بالازهر علي عبد الدايم في بيان ان القرار صدر بعد اجتماع طارئ عقده الخميس مجمع البحوث الاسلامية برئاسة شيخ الازهر احمد الطيب الذي عينه الرئيس المصري حسني مبارك في منصبه في اذار الماضي.
واضاف ان القرار "اتخذ لتكرار تعرض البابا بنديكتوس السادس عشر للاسلام بشكل سلبي وادعائه بان المسلمين يضطهدون الاخرين الذين يعيشون معهم في الشرق الاوسط".
وكان البابا بنديكتوس السادس عشر دعا اكثر من مرة الى حماية مسيحيي الشرق الاوسط وطالب الاتحاد الاوروبي باتخاذ موقف موحد بهذا الشأن.
وعلق الفاتيكان على القرار على الفور مؤكدا رغبته في مواصلة "الحوار".
واكد المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي للصحافيين انه "مهما حصل، فان نهج الانفتاح والرغبة في الحوار لدى المجلس المسكوني للحوار لم يتبدلا".
واضاف ان "المجلس المسكوني للحوار بين الاديان يقوم بتجميع المعلومات الضرورية ليفهم الوضع في شكل جيد".
ويأتي قرار الازهر، المقرب من السلطات المصرية، قبيل زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري الى القاهرة يومي الجمعة والسبت.
وكانت اليو ماري اعلنت اخيرا انها سوف "تطلب" من الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أن "تناقش اوروبا بأسرها وليس فرنسا فقط" مشكلة المسسيحيين في الشرق خلال الاجتماع المقبل لوزارء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في 31 كانون الثاني.
واكدت الوزيرة الفرنسية ان نظيرها الايطالي فرانكو فراتيني سينضم اليها في هذا الطلب.
وصرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مطلع كانون الثاني انه لن يقبل "ما بات يشبه اكثر فأكثر خطة للتطهير الديني" في الشرق الشرق الاوسط، في اشارة الى المسيحيين في هذه المنطقة ومن بينهم الاقباط.
وكان البابا بنديكتوس السادس عشر دعا في العاشر من الشهر الجاري "الاتحاد الاوروبي الى القيام بخطوة مشتركة من اجل حماية مسيحيي الشرق الاوسط"، كما حيا "وضوح الرؤية السياسية التي ابدتها بعض الدول الاوروبية خلال الايام الاخيرة".
وقال مستشار شيخ الازهر لشؤون الحوار محمود عزب، في تصريح بثته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان "تجميد الحوار مع الفاتيكان لأجل غير مسمى جاء بسبب إساءة البابا للاسلام وتعامله بغير حيادية مع ما يتعرض له المسلمون في بعض الدول كالعراق وأفغانستان وما يتعرضون له من أعمال عنف تزهق أرواحهم".
واكد عزب ان القرار "يأتي على خلفية استمرار بابا الفاتيكان فى الادعاء بأن غير المسلمين يعانون اضطهادا فى الدول الإسلامية بالشرق الاوسط وهو ما يخالف الحقيقة".
واعتبر ان هذه المواقف تمثل "تدخلا في الشؤون الداخلية للدول الاسلامية لا تقبله"، مشيرا الى ان "مصر سبق وأعلنت رفض التدخل في شؤون المسلمين والاقباط وغيرهم على أرضها".
واعلنت مصر الاسبوع الماضي استدعاء سفيرتها لدى الفاتيكان احتجاجا على تصريحات البابا.
وبناء على اقتراح من القاهرة، تبنت القمة العربية الاقتصادية الثانية التي عقدت الاربعاء في شرم الشيخ بيانا يدين "اي تدخل خارجي في شؤون الدول العربية" واكدت ان حماية المواطنيين المسيحيين في العالم العربي هي مسؤولية دوله وحدها.
وجاءت دعوة الفاتيكان لحماية مسيحيي الشرق في اعقاب الاعتداءين اللذين وقعا بفارق شهرين فقط، واستهدف اولهما كنيسة سيدة النجاة في بغداد واوقع 46 قتيلا في 31 تشرين الاول بينما استهدف الثاني كنيسة الاسكندرية ليلة رأس السنة واوقع 20 قتيلا من الاقباط اضافة الى شخص مجهول تعتقد الاجهزة الامنية انه قد يكون انتحاري فجر نفسه.
وتزايد القلق في الغرب على اوضاع مسيحيي الشرق الاوسط بعد ان دفع الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة مزيدا من المسيحيين العراقيين الى النزوح الى كردستان او اللجوء الى سوريا والاردن ولبنان، اضافة الى شكاوى الاقباط المصريين من "التمييز" الذي يتعرضون له.
ويقدر عدد المسيحيين في العراق اليوم بحوالي نصف مليون مواطن في حين ان عددهم كان يراوح بين 1,2 مليون و800 الف قبل الغزو الاميركي عام 2003.
ويعتبر المسيحيون المصريون، الذين يمثلون 6% الى 10% من سكان مصر البالغ عددهم 80 مليونا، اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط. وتزايدت شكواهم في السنوات الاخيرة من القيود المفروضة على بناء الكنائس ومن التهميش السياسي وحرمانهم من الترقي الوظيفي في المؤسسات العامة واجهزة الدولة.