موسكو تندد بـ"الاعمال العدوانية" التركية في شمال سوريا وانقرة تهدد بـ"رد حاسم جدا"

Read this story in English W460

تصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين روسيا وتركيا الاثنين، فنددت موسكو ب"الاعمال العدوانية" التركية في شمال سوريا، في حين هددت انقرة ب"رد حاسم جدا"، وسط تواصل الاشتباكات العنيفة على مقربة من الحدود بين سوريا وتركيا.

ولليوم الثالث على التوالي واصلت انقرة قصف مواقع تحالف كردي عربي في شمال سوريا دون ان تحول دون تقدمه على مقربة من حدودها.

وتؤكد تركيا انها لن تسمح بتقدم وحدات حماية الشعب الكردية، اهم الفصائل المنضوية في التحالف الكردي العربي المسمى قوات سوريا الديموقراطية، باتجاه الحدود التركية. بينما يقول الاكراد ان هدفهم تضييق الخناق على تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا.

واعربت روسيا، التي تدعم مقاتلاتها العمليات العسكرية للجيش السوري، الاثنين عن "قلقها الشديد حيال الاعمال العدوانية للسلطات التركية"، معتبرة ان انقرة تعتمد "خطا استفزازيا (...) يشكل خطرا على السلام والامن ويتجاوز حدود الشرق الاوسط".

في المقابل، قال رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو "اذا واصلت روسيا التصرف كانها منظمة ارهابية ترغم المدنيين على الفرار فسنوجه اليها ردا حاسما جدا".

واضاف ان "روسيا وتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ارتكبا العديد من الجرائم ضد الانسانية. وهذه القضية ينبغي النظر فيها في اطار القانون الدولي". واعتبر ان "النية الحقيقة لروسيا هي قتل اكبر عدد من المدنيين ودعم النظام السوري ومواصلة الحرب".

وركزت المدفعية التركية قصفها الاثنين على الطريق بين مطار منغ العسكري ودير الجمال الذي تستخدمه قوات سوريا الديموقراطية لنقل تعزيزاتها. كما استهدفت مناطق تواجد الاكراد في مناطق اخرى.

وقتل طفلان الاثنين في بلدة دير جمال جراء القصف التركي، بحسب المرصد.

وقال مصور لفرانس برس من الجهة التركية للحدود ان ثلاثة مدافع تركية نصبت على بعد خمسة كيلومترات من معبر اونجو بينار (باب السلامة) قصفت لمدة عشرين دقيقة بعد ظهر الاثنين الاراضي السورية.

وبرغم القصف التركي، نجحت قوات سوريا الديموقراطية في السيطرة على حوالى سبعين في المئة من مدينة تل رفعت، ابرز معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، الى جانب مارع الى الشرق منها واعزاز شمالا والاقرب الى الحدود التركية.

وتدور حاليا اشتباكات عنيفة في احياء المدينة بين قوات سوريا الديموقراطية وفصائل مقاتلة بينها اسلامية، مدعومة من انقرة والرياض.

ويأتي هذا التقدم في ريف حلب الشمالي بعد تقدم للجيش السوري بغطاء جوي روسي في المنطقة نفسها، ما وضع الفصائل المقاتلة بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الاكراد، وباتت شبه محاصرة في الاحياء الشرقية لمدينة حلب.

- معركة الاكراد-وتصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق هي الجزيرة (الحسكة)، وعفرين (ريف حلب)، وكوباني (عين العرب). وسمّيت هذه المناطق "روج آفا"، أي غرب كردستان.

ويسعى الاكراد في معركة حلب الى ضمان امن المناطق الثلاث وربطها ببعض، بغض النظر عن الطرف الذي يقاتلونه.

الا ان مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن يقول ان هذا "خط احمر بالنسبة للاتراك" الذين يخشون قيام دولة كردية على حدودهم.

وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سوريا، مع جناحه العسكري وحدات حماية الشعب، فرعا لحزب العمال الكردستاني التركي الذي تصنفه "ارهابيا" وتخوض معه مواجهة منذ عقود.

ويسيطر الاكراد على ثلاثة ارباع الحدود التركية-السورية، وتتقاسم الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الاسلامية القسم الباقي.

واكد داود اوغلو الاثنين "لن نسمح بسقوط اعزاز، ولا بتقدم الميليشيات الكردية نحو غرب الفرات او شرق عفرين".

وطالب المقاتلين الاكراد بالانسحاب من مطار منغ الذي سيطروا عليه الاسبوع الماضي ويقع على بعد عشرة كيلومترات جنوب اعزاز. واضاف "لا بد ان ينسحبوا من المطار. والا سنجعله غير صالح للاستخدام".

وقال المسؤول الكردي عبدو ابراهيم الذي يشغل منصب رئيس هيئة الدفاع في مقاطعة عفرين، لفرانس برس انه بالاضافة الى العمل على ضمان "كسر حصار" الفصائل الاسلامية وبينها جبهة النصرة على مقاطعة عفرين، فان احد اهداف تقدم قوات سوريا الديموقراطية هو "مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية وتحرير ريف حلب الشمالي منه".

وبرغم نفي الاكراد اي تنسيق مع روسيا، تترافق الاشتباكات بين قوات سوريا الديموقراطية والفصائل المقاتلة مع غارات مكثفة للطيران الروسي على مناطق الاشتباكات.

وقال ابراهيم "ليس هناك تنسيق مع الروس"، مشيرا في الوقت ذاته الى ان "القوى الكبرى ان كان روسيا او التحالف الدولي بقيادة اميركية مضطرة للتعاون مع قوات سوريا الديموقراطية الاكثر فعالية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية".

وتنفذ روسيا منذ 30 ايلول حملة غارات جوية مكثفة دعما للنظام السوري في عملياته العسكرية. وتقول موسكو انها تستهدف "المجموعات الارهابية"، بينما يتهمها الغرب بانها تركز على "المعارضة المعتدلة" اكثر من الجهاديين.

واعلنت منظمة اطباء بلا حدود الاثنين عن مقتل سبعة مدنيين وفقدان ثمانية موظفين "يرجح ان يكونوا امواتا" في قصف جوي دمر احد المستشفيات التي تدعمها في ريف ادلب  الجنوبي (شمال غرب) من دون ان تحدد الجهة المسؤولة.

وكان المرصد السوري تحدث عن قصف جوي يعتقد انه روسي.

وقتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة اطفال، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة اعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها، بحسب المرصد.

التعليقات 0