الدول المانحة لسوريا تلتقي في لندن الخميس لجمع 9 مليار دولار

Read this story in English W460

يحاول قادة دول من العالم اجمع الخميس في لندن جمع تسعة مليارات دولار من اجل مساعدة 18 مليون سوريا متضررين من الحرب بهدف ضبط ازمة لجوء تثقل كاهل الدول المضيفة من الشرق الاوسط الى اوروبا.

ويهدف مؤتمر المانحين الرابع من نوعه الذي تنظمه الامم المتحدة وبريطانيا والكويت والنروج والمانيا الى تلبية نداء لجمع اموال بقيمة 7,73 مليار دولار اطلقته الامم المتحدة، تضاف اليها 1,23 مليار دولار لمساعدة دول المنطقة.

ويستقبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بهذه المناسبة اكثر من 70 مسؤولا دوليا من بينهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وامين عام الامم المتحدة بان كي مون وممثلي منظمات غير حكومية والقطاع الخاص.

بدأ النزاع السوري في اذار 2011 مع انطلاق تظاهرات سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتحول الى نزاع مسلح اسفر حتى الان عن مقتل اكثر من 260 الف شخص وازمة انسانية تطال حوالى 13,5 ملايين شخص داخل البلاد او نزحوا منها.

كما اجبرت هذه الحرب المتشعبة والمتعددة الاطراف 4,6 ملايين سوري على اللجوء الى دول الجوار (الاردن، لبنان، تركيا، العراق، مصر) فيما اتجه مئات الالاف الى اوروبا مخاطرين احيانا بحياتهم.

فمن جثة الطفل الان على شاطئ تركي الى وفاة علي البالغ 16 عاما نتيجة الارهاق في بلدة مضايا السورية الخاضعة للحصار، بدأ مدى عنف النزاع وعواقبه على المدنيين يتضح امام العالم في الاشهر الاخيرة.

- وظائف للاجئين -واكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه لمعالجة الماساة السورية يجب الا تكتفي الدول المانحة بتوفير الاموال وانما عليها القيام بتحركات ملموسة تعطي الامل للاجئين.

وقال ""علينا الاتفاق على افعال ملموسة تبعث على الامل، مثل خلق وظائف للاشخاص المضطرين لمساعدة عائلاتهم او تأمين التعليم لاولادهم".

واضاف "هذا الامر ليس في مصلحة سوريا والدول المجاورة لها فقط، بل يصب كذلك في مصلحة الدول الاوروبية. كلما ساعدنا الناس على البقاء في المنطقة كلما تراجعت احتمالات توجههم الى اوروبا".

لذلك اقترح رئيس الوزراء البريطاني تسهيل التبادلات الاقتصادية بين الاردن والاتحاد الاوروبي وفرض حد ادنى لعدد العمال السوريين في بعض القطاعات.

في المانيا حيث تشهد شعبية المستشارة انغيلا ميركل تراجعا بسبب تساهلها في سياسة استقبال اللاجئين، يتكرر الموقف نفسه.

فقد اعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير ان "التعليم والعمل يسهمان على المدى الطويل في وقف تدفق اللاجئين الى اوروبا".

وصرح وزير التنمية الالماني غيرد مولر في الاونة الاخيرة انه يريد "خلق 500 الف فرصة عمل للاجئين في الاردن ولبنان وتركيا" مطالبا باقامة "تحالف للعمل" موجه الى هذه الدول.

- سباق مع الزمن -يفترض بهذه الاجراءات كذلك ان تاخذ في الاعتبار الاستياء المتفاقم لدى السكان الذين يقيمون الى جانب اللاجئين في المانيا.

واشار تقرير لخطة المساعدة الاقليمية للاجئين الى ان "تفاقم الشدة والضعف لدى اللاجئين السوريين والفكرة المتنامية في المجتمعات المضيفة بان اللاجئين يشكلون تهديدا لموارد رزقهم هو احد اهم المخاطر بالنسبة لاستقرارا لمنطقة".

من جهة اخرى يركز المؤتمر الذي ينعقد بعد اسبوع على بدء محادثات السلام حول سوريا في جنيف على العقبات امام نقل المساعدات الى الاراضي السورية والتعليم.

وقال المدير الاقليمي لمنظمة اليونيسف للشرق الاوسط وشمال افريقيا بيتر سلامة "هناك حاجة ماسة الى جهود طارئة لانقاذ هذا الجيل من الاطفال".

واضاف "انه سباق مع الزمن"، علما ان الحرب ادت الى انقطاع حوالى 700 الف طفل عن الدراسة.

وامام خطر تشكل "جيل ضائع" اطلقت الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي عريضة للضغط على المانحين لتوفير 1,4 مليار دولار سنويا من اجل التعليم.

لذلك اتفق منظمو المؤتمر على ان المشاركين "ينبغي ان يسعوا الى تقديم مساهمة توازي ضعفي هباتهم في  2015 على الاقل".

التعليقات 0