وزير الدفاع: كولومبيا تحتاج لاكثر من 30 سنة لنزع الالغام

Read this story in English W460

صرح وزير الدفاع الكولومبي لويس كارلوس فييغاس في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان تطهير كولومبيا من الالغام سيتطلب أكثر من ثلاثين سنة في بلد هو بعد افغانستان الاكثر معاناة من الالغام المضادة للافراد.

وقال فييغاس الذي عينه الرئيس خوان مانويل سانتوس وزيرا للدفاع في ايار/مايو الماضي ان "تطهير كولومبيا من الالغام سيحتاج زمنياً لجيل كامل وعشرات الالاف من الخبراء وتعاون دولي كبير".

واضاف في المقابلة التي اجريت الاثنين ان "الالغام هي التحدي الاكبر في مرحلة ما بعد النزاع الكولومبي (...) وسننتقل من 600 جندي تم تدريبهم الى عشرة آلاف في النصف الاول من العام المقبل".

واكد ان صناديق خاصة تمول من التعاون الدولي جزئيا، ستخصص لمرحلة ما بعد النزاع.

تشهد كولومبيا منذ اكثر من خمسين عاما حرباً بين حركات مقاتلة يسارية متطرفة وقوات شبه عسكرية يمينية متطرفة والقوات الحكومية ويضاف كل هذا الى تهريب وتجارة المخدرات.

اسفر هذا النزاع عن سقوط اكثر من 220 الف قتيل وفقدان عشرات الالاف ونزوح اكثر من ستة ملايين شخص.

وبلغ عدد ضحايا الالغام المضادة للافراد اكثر من 11 الف شخص بينهم اكثر من الفي قتيل في 31 من مناطق البلاد ال32، كما تقول منظمة "لاندماين اند كلاستر ميونيشن مونيتور" غير الحكومية.

- دعم الجيش لعملية السلام -تحدث وزير الدفاع الكولومبي عن انجازات العام المنصرم مؤكدا انه "كان مهما جدا للسلام" اذ شهد توقيع اتفاق قانوني متعلق بالمقاتلين السابقين والتعويضات الخاصة بالضحايا.

وقال ان "هذا النظام يتمتع بدعم القوات المسلحة، بدعم قطاع الدفاع وهذا يعطي فرصا كبيرة لانهاء النزاع".

لكن في ما يتعلق بوقف اطلاق النار الثنائي الذي تطالب به اكبر حركتي تمرد في اطار اتفاق السلام، استبعد فييغاس امكانية ان يتحقق ذلك في كانون الثاني كما جرى الحديث من قبل.

وقال ان "الامر يتطلب تسوية عدة تفاصيل وكانون الثاني يبدأ بعد غد. علينا ان نرى السرعة التي تتقدم فيها المفاوضات".

وفييغاس سفير كولومبيا في الولايات المتحدة من 2013 الى 2015 كان مفاوضا باسم الحكومة في محادثات السلام التي بدأت في تشرين الثاني 2012 مع متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك). وقد تعهد الجانبان بتوقيع اتفاق سلام قبل نهاية آذار2016.

وفي الوقت نفسه تجري محادثات استكشافية لفتح حوار منذ كانون الثاني 2014  ايضا مع حركة التمرد الاخرى وهي جيش التحرير الوطني التي تتبنى مبادىء تشي غيفارا وتضم 2500 رجل.

وصرح زعيم هذه الحركة نيكولاس رودريغيز باوتيستا الملفب "غابينو" السبت لصحيفة "غارا" الباسكية ان جدول اعمال المفاوضات حدد ويأمل ان تبدأ هذه المحادثات في 2016.

الا ان وزير الدفاع قال ان الجيش لن يوقف عملياته ضد جيش التحرير الوطني الحركة التي اوقف ثمانية من قادتها ليلة عيد الميلاد "طالما استمر في عملياته الابتزازية وتورطه في النشاط المنجمي غير المشروع وارتباطاته بتجارة المخدرات" وخصوصا الكوكايين الذي تعد كولومبيا اول منتج له في العالم.

 - الجريمة المنظمة التحدي الآخر -وفي هذا المجال، اكد فييغاس انه تمت مصادرة "كمية قياسية" من الكوكايين تبلغ 230 طنا و"تدمير نحو 3500 مختبر لانتاجها".

ومع انه يرى ان "2015 كانت سنة بداية الانتقال" في كولومبيا مع تراجع جرائم القتل بنسبة 6 بالمئة بالمقارنة مع كانت عليه في 2014 والى "نصف ما كانت عليه قبل 15 عاما"، يؤكد فييغاس ان الاجرام هو التحدي الآخر.

وقال ان "التهديد الجديد في كولومبيا ما بعد النزاع هو الجريمة المنظمة (...) الهدف الجديد لقواتنا"، موضحا انه في حال تم توقيع السلام فان |هذه القوات سيتم اعادة توزيعها" لمكافحة الجرائم.

واخيرا وردا على سؤال عن وجود مرتزقة كولومبيين في الخارج، قال فييغاس ان عددهم لا يتجاوز "بضع مئات". لكنه اكد ضرورة وجود معاهدات تنظم تبادل هذه القوات مع الامارات العربية المتحدة مثلا.

وقال ان "حكومات الشرق الاوسط هذه يجب ان تدرك اننا استثمرنا الكثير في قواتنا الخاصة التي نحتاج اليها (...) لكن لا يمكن الوقوف في وجههم مع الاموال التي تدفعها لهم الدول النفطية".

واضاف ان الامر يحتاج الى تعاون، مؤكدا ان "الشريك الكولومبي مستعد (...) في الجانب الآخر لا يبدو ان هناك اهتماما كبيرا".

التعليقات 0