بوتين قلق ازاء احتمال امتداد العنف من افغانستان الى آسيا الوسطى
Read this story in Englishحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة من امتداد العنف في افغانستان الى دول آسيا الوسطى، غداة اعلان الولايات المتحدة ابطاء انسحاب قواتها من البلد المضطرب.
واتفق بوتين وقادة دول الاتحاد السوفياتي السابقة خلال قمة اقليمية لدول الاتحاد السوفياتي السابق في كازاخستان، على انشاء قوة مهام مشتركة للدفاع عن حدود المنطقة في حال الازمات.
ويمكن لهذا الاتفاق ان يمهد الطريق لنشر قوات من روسيا ودول اخرى على الحدود المضطربة بين طاجيكستان وافغانستان والبالغ طولها 1300 كلم.
واكد بوتين في القمة ان "الوضع (في افغانستان) قريب من المرحلة الحرجة".
واضاف ان "الارهابيين من مختلف الفصائل يزدادون تأثيرا ولا يخفون خططهم في مزيد من التوسع. احد اهدافهم الرئيسية هو اختراق آسيا الوسطى ومن المهم ان نكون مستعدين للتحرك معا في مواجهة هذا السيناريو".
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما صرح الخميس ان قواته ستبقى في افغانستان بعد 2016 متخليا عن وعده بسحب الجنود من هذا البلد الذي يشهد مواجهات بين القوات الافغانية ومقاتلي حركة طالبان.
ويعتمد قادة دول آسيا الوسطى التي تعاني جيوشها من نقص في التجهيز، على موسكو التي تملك قاعدتين عسكريتين في قرغيزستان وطاجيكستان، من اجل تعزيز حدودها مع افغانستان.
وتثير حدود طاجيكستان المليئة بالثغرات مع افغانستان قلقا بشكل خاص نظرا لتصاعد العنف بين قوات الحكومة الافغانية ومسلحي طالبان.
واثارت حالة عدم الاستقرار في شمال افغانستان بعد سيطرة حركة طالبان لفترة وجيزة على مدينة قندوز الاستراتيجية الشهر الماضي، توقعات بتدخل القوات الروسية لضمان امن الحدود.
الا ان المحلل السياسي الطاجيكستاني عبد الغني مامادازيموف قال انه من غير المرجح ان تتولى روسيا حماية الحدود.
واضاف "وجود قاعدة روسية في البلاد امر ممكن. ولكن الحدود تعتبر مسالة سيادة قومية بالنسبة للحكومة الطاجيكية".
لكن الاهتمام الرئيسي لروسيا يبقى النزاع في سوريا حيث تشن منذ 30 ايلول/سبتمبر ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ودعما لقوات النظام السوري.
ورحب بوتين اليوم الجمعة بالعملية الروسية التي قال انها سمحت "بتدمير عشرات من مراكز القيادة ومستودعات الذخيرة ومئات الارهابيين وكمية كبيرة من المعدات العسكرية".
واكد بوتين ان الحملة تستهدف فقط "الارهابيين" في سوريا، مشيرا الى ان الحملة لها "حد زمني" يرتبط بالهجوم الذي تشنه القوات السورية على الارض.
واضاف انه "طبقا لتقديرات مختلفة" هناك بين خمسة وسبعة الاف شخص من روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابقة يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية.
وانتقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها تدخل موسكو في سوريا وقالت ان الحملة الجوية الروسية تستهدف الجماعات المعارضة المعتدلة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
الا ان بوتين رفض تلك الانتقادات واتهم واشنطن برفض التعاون مع روسيا في الحملة الجوية.
ولكن لهجته كانت اكثر تصالحية الجمعة حيث قال ان روسيا تخوض "عملية تفاوضية" لتنسيق الضربات في سوريا مع الدول الفاعلة في المنطقة بما في ذلك السعودية والامارات العربية المتحدة كما انها "تحاول اقامة تعاون مع الولايات المتحدة وتركيا".