التدخل العسكري الروسي يعرقل خطط أردوغان بشأن سوريا

Read this story in English W460

وضعت الحملة العسكرية الجوية التي تشنها روسيا في سوريا عقبة كبيرة في طريق رؤية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لمستقبل هذا البلد، ما يثير غضبه ويزيد من تهميش أنقرة في النزاع السوري. 

وتهدف الضربات الجوية الروسية الى دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي اكدت تركيا طوال سنوات ضرورة الاطاحة به من السلطة كشرط اساسي لايجاد حل للازمة السورية. 

وما يزيد من التوتر كذلك انتهاك طائرات روسية مرتين المجال الجوي لتركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي، خلال الايام القليلة الماضية. 

ورد اردوغان على ذلك بغضب شديد قائلا ان بوتين يرتكب "خطأ جسيما" سيزيد من عزلة روسيا، كما انه حذر من ان الصداقة بين البلدين معرضة للخطر. 

وكان هدف تركيا الاستراتيجي الرئيسي في النزاع السوري الاطاحة بالاسد، ووضع سلطات جديدة موالية لانقرة تساعد تركيا على استعادة بعضا من هيمنتها العثمانية على المنطقة. 

لكن الحملة العسكرية الروسية تهدف صراحة الى المساعدة على ابقاء الاسد في السلطة، حيث يتهم الغرب وحليفته تركيا، موسكو بتركيز ضرباتها على المعارضة المعتدلة بدلا من تنظيم الدولة الاسلامية. 

وقال ايلتير توران استاذ العلوم السياسية في جامعة بيجي في اسطنبول لوكالة فرانس برس "يبدو ان التدخل الروسي لا يهدف الى قتال الدولة الاسلامية، لكن الى تغيير المعادلة بشكل شامل بحيث يحصل الاسد على فرصة جديدة". 

واضاف ان "هذا يتسبب في شرخ جديد وكبير في العلاقات بين تركيا وروسيا". 

وقال اردوغان في مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل ان القيام بثلاثة امور سيساعد على تخفيف حدة النزاع السوري وازمة اللاجئين الناجمة عنه وهي: تجهيز وتدريب المسلحين السوريين المعتدلين، وإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا لايواء اللاجئين، وفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا. 

لكن الحملة الجوية الروسية تقف عائقا امام تحقيق هذه المسائل، رغم اصرار اردوغان على ان فكرة اقامة منطقة عازلة لا تزال على الاجندة. 

وكتبت فيردا اوزير في صحيفة حرييت ان "الشاغل الاساسي لوتين هو الابقاء على نظام الاسد في السلطة وبالتالي حماية المصالح الروسية في سوريا وزيادة النفوذ الروسي اقليميا ودوليا". 

كما ان القصف الجوي الروسي في سوريا يزيد من استقطاب التحالفات الدولية في المنطقة حيث تشكل روسيا مع ايران، حليفة الاسد الاخرى، شراكة وثيقة، بينما تعمل تركيا على تعزيز علاقاتها مع السعودية. 

وقال اردوغان ان ايران وروسيا اجتمعتا على استراتيجية ثنائية بحيث تعمل موسكو جوا، بينما تعمل ايران، التي يتردد ان لها قوات على الاراضي السورية، برا. 

وراى توران "لقد اصبح واضحا ان الخطط التركية المتعلقة بسوريا لم تتحقق حتى قبل التدخل الروسي"، مضيفا ان تصرفات بوتين "تعقد الامور وتطرح ابعادا جديدة للمعادلة". 

واكد ان "تركيا واصدقائها يتعرضون للتهميش في سوريا". 

واشار الى تغيير ذلك يتطلب "تعديلا اساسيا في السياسة" من جانب الحكومة التركية وخاصة زيادة الدعم للاكراد. 

وفي دليل على انزعاج الاوساط المحافظة القومية التركية من التدخل الايراني والروسي في سوريا، قال الكاتب ابراهيم كاراغول في صحيفة يني شفق الموالية للحكومة ان الطريقة الوحيدة لوقف البلدين هي من خلال "حرب بالوكالة". 

واضاف ان "تدخل البلدين (ايران وروسيا) هو غزو لسوريا، لا يختلف عن الغزو الاميركي للعراق" في 2003. ويرجح ان تتاثر العلاقات بين روسيا وتركيا سلبا بعد ان كانت شهدت تحسنا في السنوات الاخيرة مع عمل الجانبين على بناء خط انابيب للغاز تحت البحر وخطتهما لرفع حجم التبادل التجاري بينهما بحلول 2023 الى 100 مليار دولار.

ولا يزال من غير الواضح ما اذا كان بوتين قد قدم لاردوغان ادنى فكرة عن خططه في سوريا عندما زار الرئيس التركي موسكو في 23 ايلول لافتتاح مسجد جديد. 

لكن العداوة العميقة والمنافسة الاقليمية بين تركيا وروسيا ليست جديدة، حيث سجل التاريخ خوض الامبراطوريتين الروسية والعثمانية عشرات الحروب من القرن السادس عشر وحتى الحرب العالمية الاولى للسيطرة على البحر الاسود ومنطقة القوقاز. 

وتردد ان اردوغان، المعروف بحدة مزاجه واخذه الانتقادات على محمل شخصي، استاء شخصيا عندما وصف بوتين في نيسان عن مقتل مئات الاف الارمن ابان الامبراطورية العثمانية في 2015 بانه "ابادة". 

وقال توران ان اردوغان "يميل الى النظر الى السياسة الخارجية -- خاصة مع القادة السلطويين -- بمنظار شخصي للغاية". 

وقال انه "يرى من المزعج جدا ان يفعل صديقه بوتين امورا يرى انها تضر بمصالح تركيا في المنطقة". 

التعليقات 1
Default-user-icon JCWilliams (ضيف) 20:47 ,2015 تشرين الأول 07

Maybe Turkey should have carried out a few more cosmetic raids against IS instead of hitting the Kurds so hard. The Kurds are looked at as long term strategic partners by the USA , Israel and Russia and the Iranians also maintain good relations with Kurdish leaders. With the election coming up Erdogan has put Turkish voters in a tough position. Back his failed schemes or witness Turkey's long term interest damaged. This should be the end of Erdogan but the political party he controls is extremely corrupt and there is even more political patronage there than in Lebanon. There is no doubt that if he had not already purged the military he would have been overthrown in a military coup by now . After the election this will probably happen anyway, eventually. Not CIA analysis here ,just an off the clock opinion. My guess is that he will lose power long before Assad.