إختيار الأمير نايف لولاية عهد السعودية يبقى الاحتمال الابرز

إعتبر محللون السبت ان اختيار وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد يبقى الاحتمال الابرز مؤكدين ان الامر لن يستغرق وقتا طويلا في السعودية الحريصة على تاكيد استقرارها وسط محيط يشوبه الاضطراب.

وقال عبدالعزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث لوكالة فرانس برس "هناك مرشح وحيد مطروح الان ولديه النصيب الاكبر هو الامير نايف بن عبد العزيز" الاخ غير الشقيق للعاهل السعودي الملك عبد الله.

واضاف "لا ننسى انها المرة الاولى في تاريخ السعودية التي يتوفى فيها ولي العهد قبل الملك. لذا، فان نظام الحكم ينص على ان الملك يعين وليا للعهد ويسميه".

وتوفي ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز فجر السبت في احد مستشفيات نيويورك وستقام الصلاة على الجثمان عصر الثلاثاء المقبل في الرياض.

لكن بن صقر اشار الى "احتمال ان تمتحن هيئة البيعة في اول اختبار لها لاختيار ولي للعهد".

وشدد رغم ذلك على ان "الظروف الاقليمية والدولية تستدعي الوقوف والتكاتف مع الملك لحسم الامر بسرعة" في اشارة الى الاضطرابات في اليمن المجاور ما يشكل مبعث قلق بالنسبة للقادة السعوديين.

وتثير الاوضاع في سوريا والعلاقات الصعبة مع ايران المتهمة بالتخطيط لاغتيال سفير المملكة لدى واشنطن مصادر قلق اخرى للسعودية، اول منتج ومصدر للنفط في العالم.

وتوقع صقر ان "تظهر انباء الليلة او قبيل وصول جثمان ولي العهد الى المملكة كحد اقصى".

وتقليديا، لم يشهد انتقال السلطة مشاكل في السعودية باستثناء مرة واحدة العام 1964 عندما ارغم الملك سعود على التنحي لصالح ولي العهد آنذاك الامير فيصل.

من جهته، قال خالد الدخيل استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الملك سعود لفرانس برس "الابرز حتى الان الامير نايف، لان اختيار الملك عبدالله له نائبا ثانيا يشير الى انه ولي العهد المقبل".

والامير نايف (78 عاما) اخ غير شقيق للملك عبد الله الذي عينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في اذار 2009.

وتوقع الدخيل اتخاذ القرار سريعا "فمن خلال تجربة الدولة السعودية يتم حسم الامر بسرعة، هذا ان لم يكن حسم بالفعل كون الوضع الصحي لولي العهد كان معروفا لدى العائلة المالكة".

واضاف ان "المملكة دخلت مرحلة جديدة في موضوع الحكم بعد وفاة الامير سلطان بن عبدالعزيز واذا تم الامر بطريقة تقليدية كما حدث في السابق عبر التعيين فان الامير نايف هو الاوفر حظا، كون النائب الثاني منذ عهد الملك فيصل ينصب وليا للعهد".

ولفت الدخيل الى ان "المسالة تتعلق بهيئة البيعة وما اذا كانت ستفعل الان ام لا، فنظامها الاساسي ينص على تفعيلها بعد الملك عبدالله والامير سلطان".

وقال "اذا ذهب الامر لهيئة البيعة، وهو احتمال ضعيف، فستكون هناك اسماء كثيرة من الجيل الثاني بعد ابناء الملك عبد العزيز".

وضمن آليات الخلافة التي اقرت قبل بضعة اعوام، عين الملك عبد الله اعضاء هيئة البيعة ووضع على رأسها اخيه غير الشقيق الامير مشعل بن عبد العزيز.

وتضم الهيئة 35 اميرا من ابناء واحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تامين انتقال الحكم ضمن آل سعود، وهي مكونة من ابناء الملك المؤسس. وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم، احد ابنائهم يضاف اليهم اثنان من ابناء كل من ابناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد.

من جهته، اوضح انور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية، ومقره جدة لفرانس برس "كان المرشح في السابق يتم اختياره حسب السن، لكن هذه الايام لا بد ان يكون متمرسا في العمل الاداري وملما بسياسات المملكة والتزاماتها مع الدول ووضعها الداخلي والدولي".

واضاف ان "كون الامير نايف نائبا ثانيا لا يعني تلقائيا انه ولي للعهد فلا بد من اجتماع هيئة البيعة وتسميته للمنصب".

يذكر ان الامير نايف براغماتي من الاتجاه المحافظ تولى مواجهة شبكة القاعدة والمتطرفين الذين شنوا هجمات دامية في المملكة بين العامين 2003 و2006.

كما وقف بوجه الدعوات الى التظاهر تناغما مع "الربيع العربي" وشكر علنا السعوديين على عدم تجاوبهم مع ذلك.