جعجع يشدد على وجوب "الابتعاد عن الصراع في المنطقة": الحوار مع عون كان عليه أن يبدأ منذ فترة

شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على ضرورة "الابتعاد عن نار التوتر والصراع في المنطقة"، لافتا من جهة أخرى الى أن اللقاء مع تكتل التغيير والاصلاح "وإن أتى متأخرا لكن أفضل من أن لا يأتي لتجاوز الانقسامات".

وقال جعجع في حديث له لصحيفة ايطالية ينشر يوم غد الخميس أن ""الفراغ الرئاسي لا يؤثر فقط على موقع رئاسة الجمهورية وحسب بل أيضاً على الحياة السياسية في البلاد، والشلل المؤسساتي له آثار عديدة، سواء على الوضع العام أو على الاقتصاد اللبناني".

وإذ وصف الفراغ الرئاسي بـ"الخطير جداً والضار"، أكد جعجع "السعي والعمل جاهدين لملء هذا الفراغ في أقرب وقت ممكن".

وراى جعجع ان رئيس تمكل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون "على الرغم من عدم الإعلان رسميا عن ترشحه، هو من بين المرشحين الرئيسيين الى الرئاسة ومدعوم من تحالف فريق 8 آذار".

وفي هذا السياق تحدث جعجع أن الحوار بين القوات والتيار. وأكد انه "كان يجب أن يبدأ هذا الحوار منذ فترة طويلة، ولكن كما يقول المثل الفرنسي "الأفضل أن يأتي متأخراً من ألا يحصل أبداً".

واوضح "نحن نحاول أن نتجاوز الانقسامات السياسية القائمة، فالبرامج السياسية للحزبين في بعض الحالات تقع على طرفي نقيض، ومع ذلك، فإننا نعمل بنشاط لإيجاد أرضية مشتركة، وأعتقد أننا حتى الآن نجحنا".

وكان رئيس القوات التقى عون خلال زيارة الى الرابية اعلن بعدها الطرفان اللقا عن وثيقة "اعلان النوايا" التي اتفقوا فيها على عدم التلاعب بالدستور وانتخاب رئيس قوي مقبول من كل مكونات الوطن، واحترما مقررات الشرعية الدولية.

وعن الوضع العام في لبنان في ظل ما يجري على الحدود الشرقية، قال جعجع: "بالنظر إلى ما يحدث في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة في العراق وسوريا، يمكننا القول أن الوضع في لبنان لا يزال مستقراً، على الرغم من غياب رئيس للجمهورية".

عليه، شدد على أنه "ما يجب علينا القيام به كلبنانيين هو الابتعاد عن نار التوتر والصراع في الجوار"، لافتا الى أن "الجيش يلعب دورا رئيسيا في ضمان الأمن والاستقرار في لبنان بينما منطقة الشرق الأوسط تغلي".

هذا اعتبر رئيس "القوات" أن "وجود اللاجئين السوريين في لبنان بات عبئاً ثقيلاً على البلد، مع العلم أنه كان يُمكن تجنب هذا العبء لو تم ضبط الحدود منذ انطلاق الأزمة في سوريا"، لكنه أيضا أشار الى ان "التدابير التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في الأشهر الخمسة الماضية ساهمت بالحد من وطأة هذا العبء".

وأضاف "لبنان استقبل اللاجئين السوريين وفتح لهم أبوابه من الناحية الانسانية، ولكن هذا لا يعني أن هذا اللجوء يجب أن يستمر الى ما لا نهاية، وخصوصاً ان هناك مناطقَ بأكملها في سوريا لا يحصل فيها اشتباكات وقد تحررت من سيطرة نظام الأسد، أو العكس يوجد مناطق تحت سيطرة النظام".

وتابع "من واجب الحكومة اللبنانية أن تبدأ بطرح عودة اللاجئين إلى مدنهم ومناطقهم، وخاصة في المدن التي تمت السيطرة عليها من قبل المعارضة في سوريا مثل إدلب."

وطمأن جعجع الى انه "ليس هناك خوفاً من تكرار ما حدث في عام 1975 مع اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار أن الفلسطينيين شكّلوا حينها مجموعات مسلحة كبيرة داخل المخيمات التي تحولت إلى معسكرات للتدريب".

كما اكد ان "الجيش والأجهزة الأمنية يقومان بحراسة الحدود والدفاع عنها كما يجب على الحدود الشمالية والشرقية"، داعيا "البعض التوقف عن استخدام داعش لترويع السكان وتحقيق مكاسب سياسية".

م.ن.