نائبة رئيس اللجنة الانتخابية في بورودني تستقيل من منصبها وتهرب من البلاد
Read this story in Englishقتل متظاهر معارض لولاية رئاسية ثالثة للرئيس بيار نكورونزيزا برصاص الشرطة الجمعة في احدى ضواحي بوجمبورا حيث استؤنفت التظاهرات الاحتجاجية صباح السبت في عدد من الاحياء على الرغم من الانتشار الكتثيف للشرطة.
وفي الوقت نفسه، دعا المعارض الكسيس سيندوهيجي الى "وقف قمع الشرطة" ضد المتظاهرين بينما اعلنت مصادر متطابقة ان نائبة رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية في بوروندي استقالت من منصبها وهربت الى الخارج، مما يعزز الشكوك في امكانية اجراء الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة في الخامس من حزيران/يونيو.
وفي هذه الاجواء حذرت مجموعة الازمات الدولية من "دوامة عنف" في بوروندي حيث تبنى نظام الرئيس نكورونزيزا موقفا اكثر "تطرفا"، على حد قولها بينما دانت منظمة هيومن رايتس ووتش الرد العنيف للشرطة على المتظاهرين.
وفي بلدة موكيكي التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومترا جنوب بوجمبورا، قال مصدر في الادارة المحلية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الشرطة اطلقت النار لتفريق تظاهرة الجمعة مما ادى الى مقتل شخص وجرح آخرين.
وقال شهود عيان ان المتظاهرين كانوا متجمعين بطريقة سلمية بالقرب من سوق محلي صغير عندما اطلقت الشرطة النار.
وصباح السبت، ذكر سكان في العاصمة البوروندية ان مجموعات صغيرة من المتظاهرين بدأت تتجمع في احياء الاحتجاجات حيث ما زالت تنتشر قوات كبيرة للشرطة.
وفي سيبيتوكي وبوتيريري (شمال) حيث زازلت جرافات حواجز مغطاة بروث حيوانات كانت نصبت في الشوارع الرئيسية، بدأ حوالى مئة شخص يتجمعون للتظاهر.
والامر نفسه حدث في نياكابيغا وكينانيرا حيث يتمع عشرات الشبان في الازقة الصغيرة نظرا لانتشار الشرطة في الجادات الرئيسية. لكن لم تسجل اي تظاهرة في موساغا (جنوب) معقل الحركة الاحتجاجية حيث تدخلت الشرطة منذ اسبوع.
وفي كل الاحياء تنتشر الشرطة بكثافة ويتمركز شرطي مسلح برشاش كل عشرة امتار. وقد تم تعزيز القوات في الايام الاخيرة بوحدات قدمت من خارج العاصمة.
وكانت الليلة هادئة نسبيا مع انها شهدت اطلاق نار متقطع في سيبيتوكي بينما سجل حادث في حي نغاغارا المجاور تمثل بتوقيف لمتظاهرين لسيارة تقل مدنيين مسلحين برشاشات.
وردا على اسئلة لوكالة فرانس برس ربط سكان بين قتلة المعارض زيدي فيروزي السبت الماضي مع حارسه في هذا الحي من قبل مجهولين لاذوا بالفرار.
من جهة اخرى، انفجرت قنبلة يدوية بعد ظهر الجمعة في حافلة صغيرة متوقفة في وسط المدينة بالقرب من محطة الباصات، كما ذكر صحافي من فرانس برس. واصيب شخصا بجروح بينما لاذ منفذ او منفذو الهجوم بالفرار. وقالت الشرطة ان القنبلة اليدوية نزع قتيها والقيت في مقدمة الحافلة الصغيرة.
وقبل ساعتين انفجرت قنبلة يدوية في وسط المدينة امام مقر مصرف كبير مما ادى الى تضرر ثلاث آليات لكنها لم تسبب اصابات. ولم يعرف ايضا من زرع هذه القنبلة.
واعلن الصليب الاحمر انه اجلى اثناء النهار من حي بوتيريري فتاة في الثانية عشرة من العمر تعرضت للاغتصاب. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس اتهم السكان شرطيا وبدوا غاضبين جدا من الشرطة.
واكد الصليب الاحمر انه تلقى اتهامات بالاغتصاب في اربعة حوادث اخرى على الاقل في حي موساغا. واتهم سكان هذا الحي ايضا الشرطيين مستغلين فرصة عمليات حفظ الامن ليقتحموا منازل معزولة او مناطق فر منها معظم سكانها الخائفين من الرصاص.
ودانت الولايات المتحدة مساء الجمعة اعمال العنف في العاصمة وبقية انحاء البلاد. وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان "الاجواء ليست ملائمة لاجراء انتخابات حرة وعادلة وديموقراطية وتتمتع بالمصداقية".
من جهة اخرى، قال زعيم حركة التضامن والديموقراطية المعارضة الكسيس سيندوهيجي في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة ان "بوروندي اصبحت مجددا على شفير هاوية (...) خطر حدوث انفجار للكراهية والعنف كبير ووشيك".
واضاف المعارض الذي يعيش في المنفى ان "الامر يتعلق بازمة سياسية حصرا (...) واساس هذه الازمة هو احتكار السلطة من قبل رجل واحد يكافح بوحشية للاحتفاظ بها".
واعلنت مصادر قريبة من اللجنة الوطنية الانتخابية ان نائبة رئيس اللجنة سبيس كاريتاس نديروكي استقالت من منصبها وهربت الى الخارج، مما يعزز الشكوك في امكانية اجراء الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة في الخامس من حزيران/يونيو.
وقالت مصادر قريبة من اللجنة انها هربت من بوروندي بعدما استقلت الطائرة الى كيغالي (رواندا) مساء الجمعة. واكد مصدر في اللجنة رحيلها وقال "رحلت بدون ان تودعنا وبدون ان تقول لنا الى اين ستذهب".
وتحدثت انباء عن رحيل مفوض آخر في اللجنة هو ايلوميناتا نداباهاغامي، لكن اللجنة لم تؤكد هذه المعلومات بينما قال احد اعضائها طالبا عدم كشف هويته ان "ما يحدث كارثة لكنه كان حتميا".
وقالت مجموعة الازمات الدولية ان "التعبئة ضد ولاية ثالثة للرئيس المنتهية ولايته لم تضعف والمواجهة بين الشرطة والذين يعملون تحت راية حركة +اوقفوا الولاية الثالثة+ تتصاعد"، مشيرة الى ان الرئيس "لا يصغي للضغوط الدولية" وينوي تنظيم الانتخابات وهذا يعني ان "كل عناصر وقوع نزاع مفتوح متوفرة".
واخيرا، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان "الشرطة البوروندي تلجأ الى القوة المفرطة لقمع التظاهرات".
واشارت الى شهادات جمعتها تتحدث عن "اطلاق الشرطة النار على اشخاص وقتلهم في بعض الاحيان مع انهم لا يمثلون اي تهديد واضح والسلطات اغلقت عدة اذاعات واعتقلت صحافيين وناشطين في الحق الانساني واعضاء في الطواقم الطبية".
ودعت المنظمة السلطات البوروندية الى "وقف القمع الذي يمارس على المعارضين السلميين".