تظاهرات عنيفة ضد الرئيس البوروندي في احد أحياء العاصمة وتخريب معدات انتخابية
Read this story in Englishتحدى آلاف المتظاهرين المعارضين لترشح الرئيس البوروندي بيار نكورونزيزا لولاية ثالثة مجددا الجمعة الشرطة في احد احياء العاصمة بوجمبورا، في حين تعرضت معدات انتخابية للتخريب للمرة الاولى.
وغداة يوم شهد مواجهات عنيفة ومشاهد حرب شوارع سقط فيها قتيلان على الاقل بالرصاص، بدا يوم الجمعة بتظاهرات محدودة لمعارضي نكورونزيزا.
وكما هي الحال في كل يوم منذ نهاية نيسان تجمعت اعداد من الشبان قبالة شرطيين او جنودا في الاحياء الواقعة في ضواحي العاصمة، معاقل حركة الاحتجاج.
وفجأة تصاعدت وتيرة الاحتجاج بعد الظهر في حي سيبيتوك عندما حاول آلاف السكان وهم يهتفون التقدم باتجاه حي ناغارارا المجاور، ما شل اكبر تجمع للمحتجين خلال اربعة اسابيع من الاحتجاج.
وامتدت التظاهرة على عدة مئات من الامتار في احد الشوارع الذي تناثرت فيه الحجارة والاخشاب. وهتف المتظاهرون بشعارات ضد نكورونزيزا.
ووسط وابل من الحجارة وباللجوء الكثيف لاطلاق النار في الهواء، تمكن عناصر الشرطة ثم الجيش بصعوبة من احتواء المتظاهرين.
وقال ادولف (46 عاما-مهندس مدني) "كان الناس يتظاهرون في هدوء حين وصلت الشرطة (..) توغل الشرطيون داخل الحي وبداوا دخول الشوارع الفرعية وهم يطلقون النار. عندها تملك الغضب السكان فخرجوا جميعهم لطردهم".
وبعد هذا الكر والفر انسحب الشرطيون وتركوا العسكريين يتعاملون مع المتظاهرين ويطلبون منهم بهدوء العودة الى منازلهم.
وخاطب احد المتظاهرين مبتسما جنديا قائلا "فشلتم في انقلابكم، اذن دعونا نحن نتولى الامر" في اشارة الى محاولة انقلاب على الرئيس البوروندي الاسبوع الماضي.
ويريد المتظاهرون ان يتراجع نكورونزيزا الذي حكم البلاد منذ العام 2005، عن الترشح لولاية ثالثة في انتخابات 26 حزيران.
ويقول المعارضون للولاية الثالثة ان ترشح نكورونزيزا غير دستوري وينافي اتفاقات المصالحة الوطنية التي انهت حربا اهلية دموية استمرت بين العامين 1993 و2006 وقتل خلالها 300 الف شخص.
وحتى اليوم بدت التظاهرات محدودة بالعاصمة، ما منح نكورونزيزا، الذي يطالب بانهاء "التمرد" فرصة للقول ان "الامن والسلام يسودان في 99,9 في المئة من اراضي بوروندي".
وسجلت تظاهرات محدودة ومتفرقة في اماكن اخرى من البلاد. ولكن منذ اغلاق الاذاعات الخاصة الاساسية في البلاد، اصبح من الصعب معرفة ما يحصل في المناطق الريفية.
ومن المقرر تنظيم انتخابات تشريعية وبلدية، كانت تاجلت لمدة عشرة ايام بسبب الضغوط، في الخامس من حزيران وذلك قبل الانتخابات الرئاسية في 26 من الشهر ذاته.
وللمرة الاولى احرق متظاهرون الخميس معدات انتخابية، بحسب اللجنة الانتخابية.وسجل حادثان في اقليم بوجمبورا الريفي عند التلال التي تطل على العاصمة.
وقالت اللجنة انه في موكيكي "اوقف متظاهرون سيارة كانت تنقل معازل وصناديق اقتراع (..) وهجم الجمع على السيارة واحرقت كل المعدات".
وفي ايجندا هجم مئات الاشخاص على مستودع لوجستي محلي للجنة الانتخابية واحرقوا المواد التي كانت فيه، بحسب شهود.
وصباح الجمعة مثل امام النيابة العامة اينوسنت موهوزي، مدير راديو وتلفزيون "رونيسانس" الذي هاجمه انصار كورونزيزا خلال محاولة الانقلاب الاسبوع الماضي.
وقال موهوزي في وقت سابق انه تم استدعاؤه في اطار تحقيق جار ولكنه اشار الى انه لا يعلم سبب استدعائه شخصيا. ونقلت مؤسسته الاعلامية تصريحات الانقلابيين، على غرار الاذاعات المستقلة الاخرى، والتي يختبئ مديروها حتى اللحظة خوفا من توقيفهم او من انتقام مناصري الرئيس منهم.
واخلي سبيل موهوزي بعد استجوابه بشان ملابسات بث تلك الرسائل.
وحتى اليوم، فر حوالى 110 آلاف بوروندي من الازمة السياسية في البلاد الى الدول المجاورة بينهم 70 الفا في تنزانيا.
وفي جنيف اعلنت الامم المتحدة الجمعة ان حوالى ثلاثة آلاف اصابة بالكوليرا سجلت في تنزانيا خصوصا بين اللاجئين البورونديين الذين يفرون من اعمال العنف السياسي في بلدهم، مؤكدة ان حوالى 400 اصابة تسجل يوميا.
واوضحت المنظمة الدولية ان 31 شخصا توفوا حتى الآن بالكوليرا في منطقة تقع بالقرب من مدينة كاغونا الحدودية التي تشهد تدفقا للاجئين.