طرابلس تشدد الاجراءات الامنية وحفتر يبحث في الاردن التعاون العسكري
Read this story in Englishقررت سلطات العاصمة الليبية الاثنين تشديد الاجراءات الامنية في المدينة غداة هجومين استهدفا سفارتي كوريا الجنوبية والمغرب وتبناهما تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي كثف هجماته في طرابلس خلال الاسابيع الماضية.
وفيما كانت هذه السلطات تدعو المجتمع الدولي الى مساندتها في مواجهة التنظيم المتطرف، بحث الفريق اول خليفة حفتر، قائد القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في الشرق، التعاون العسكري مع عمان خلال زيارة بداها بلقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني.
وتشهد ليبيا نزاعا مسلحا منذ الصيف الماضي حين انقسمت سلطة البلاد بين حكومتين، الحكومة التي يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ اب بمساندة قوات تحالف "فجر ليبيا".
وسمحت الفوضى الامنية التي تعيشها ليبيا بصعود جماعات متطرفة بينها تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على الجزء الاكبر من مدينة سرت (حوالى 450 كلم شرق طرابلس)، ويتواجد في مدينة درنة في شرق ليبيا.
وقال محمود عبد العزيز عضو المؤتمر الوطني العام الذي يعتبر الذراع التشريعية للحكومة في طرابلس لوكالة فرانس برس "هناك قرار بتشديد الاجراءات الامنية والضرب بيد من حديد على معاقل الارهاب وكل من يحاول المساس بامن واستقرار العاصمة".
واوضح مسؤول امني في طرابلس لفرانس برس رفض الكشف عن اسمه ان الاجراءات الامنية الجديدة تشمل "زيادة الحواجز الامنية في العاصمة"، مشيرا الى ان "اجتماعات تعقد حاليا في هذا الخصوص لاتخاذ الخطوات المناسبة".
وياتي القرار بتشديد الاجراءات الامنية في طرابلس عقب الهجومين على سفارتي كوريا الجنوبية والمغرب.
وقتل شخصان بينهما حارس امن واصيب شخص ثالث بجروح بعيد منتصف ليل السبت الاحد عندما اطلق مسلحون النار على غرفة امنية امام سفارة كوريا الجنوبية، فيما انفجرت حقيبة وضعت بها متفجرات امام مقر السفارة المغربية بعيد منتصف ليل الاحد الاثنين.
وقال مصدر في الحكومة المعترف بها ان المدني الذي قتل في هجوم سفارة كوريا الجنوبية هو شقيق رئيس الوزراء السابق محمود جبريل، جمال، الذي كان في زيارة للحارس الذي قتل والحارس المصاب.
وادانت الحكومة المعترف بها في بيان الهجوم على السفارة الكورية الجنوبية، معتبرة ان "هذه الاعمال الاجرامية تتنافى مع اخلاق وقيم الشعب الليبي".
ودعت من جهتها وزارة الخارجية المغربية في بيان "السلطات الليبية الى إجراء تحقيق لتحديد ملابسات هذا العدوان الاجرامي الخسيس وفاعليه" على سفارتها.
وتبنى الهجومان تنظيم الدولة الاسلامية. وقال في اعلانه الاول "قام جند الخلافة في مدينة طرابلس بتصفية عنصرين من حرس سفارة كوريا الجنوبية"، قبل ان يعلن عبر اذاعة البيان المتحدثة باسمه ان عناصره "قاموا باستهداف مبنى السفارة المغربية (...) بعبوات ناسفة".
وكثف هذا التنظيم في الاسابيع الاخيرة هجماته في العاصمة الليبية، مستهدفا سفارات ونقاط تفتيش ومراكز امنية، علما ان غالبية السفارات في طرابلس اغلقت ابوابها بسبب تدهور الوضع الامني في العاصمة الليبية.
وطالب عبد العزيز المجتمع الدولي "بمساعدتنا في مواجهة" هذا التنظيم الجهادي. وقال "نحن وحدنا في مواجهة داعش. العالم غير معترف بنا ونحن نحارب نيابة عن العالم (...) وندفع اثمانا كل يوم".
في هذا الوقت، اكد الملك عبد الله الثاني خلال استقباله حفتر، الذي تقول سلطات طرابلس ان وجوده في المشهد العسكري يعيق الوصول الى حل للنزاع، حرص الاردن "على الوقوف إلى جانب ليبيا في مسعاها لاستعادة أمنها واستقرارها والتصدي للتنظيمات الارهابية".
وجرى خلال اللقاء بحسب ما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي بحث "علاقات التعاون بين البلدين خصوصا في المجالات العسكرية".
وكان مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية اكد مساء الاحد وصول حفتر الى عمان في زيارة رسمية للمملكة تستغرق عدة ايام بدعوة من مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن.
وحفتر الذي عينه البرلمان المعترف به دوليا في الشرق قائدا عاما للجيش، يسعى لتسليح قواته التي تخوض مواجهات يومية مع القوات الموالية للحكومة غير المعترف بها في طرابلس، رغم الحظر الدولي المفروض على تصدير السلاح الى ليبيا.
وبينما تتواصل المعارك اليومية بين الجانبين، والتي بلغت مناطق قريبة من العاصمة، يجتمع ممثلون عن احزاب سياسية ليبية ونشطاء سياسيون في الجزائر اليوم لبحث خيارات حل النزاع في حوار ترعاه الامم المتحدة.
ويجري ممثلون عن البرلمان المعترف به دوليا في الشرق والمؤتمر الوطني العام في طرابلس ايضا حوارا برعاية الامم المتحدة في المغرب يهدف الى ادخال البلاد في مرحلة انتقالية تبدا بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنتهي بانتخابات جديدة.
وكانت الولايات المتحدة وخمس دول اوروبية هي فرنسا والمانيا واسبانيا وايطاليا وبريطانيا دعت الاحد في بيان مشترك الى وقف اطلاق نار "فوري وغير مشروط" في ليبيا، معتبرين ان "المتطرفين يستغلون غياب الامن لمصلحتهم".
ويرى محللون ان الحوار بين الاطراف الليبية يواجه صعوبات في ظل عدم ارتباط القوى المتحاورة بالضرورة بالجماعات المسلحة، ما ينذر باطالة امد النزاع الذي بات يتحول بحسب هؤلاء المحللين الى حرب اهلية تغذيها تدخلات خارجية.