الحريري والحلف العربي الإسلامي في مواجهة إيران
Read this story in Englishمن الصعوبة بمكان عزل حركة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري خلال الأسبوعين الماضيين عن التطورات التي شهدها اليمن اعتباراً من فجر اليوم.
فزيارة الحريري الى مصر ولقائه الرئيس السيسي قبل خمسة عشر يوماً، ومن ثم زيارته أمس الى تركيا واجتماعه مع الرئيس رجب طيب اردوغان تؤشران الى أن الحريري كان جزءاً من التحضير العربي والإقليمي للتدخل العسكري في اليمن في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
فالدور المصري العسكري والسياسي والديبلوماسي في ما تشهده المنطقة من مواجهة عربية – إيرانية ظاهر للعيان، تماما كما هو ظاهر الدور المصري في التصدي للتطرف والإرهاب. ولذلك فإن لقاء الحريري – السيسي هو بالتأكيد أبعد من المجاملات، ومن سعي سعد الحريري الى الحفاظ على خطوط التواصل الإقليمية والدولية التي ورثها عن والده الرئيس رفيق الحريري.
أما زيارة تركيا قبل اقل من أربع وعشرين من بدء العملية العسكرية في اليمن بمشاركة عشر دول عربية وإسلامية فليست بدورها لا من قبيل الصدفة ولا من قبيل الترف السياسي.
الواضح أن الحريري شكل على الأقل من الناحية الدبلوماسية جزءا عمليا من الحركة العربية الهادفة الى بناء حلف عربي – إسلامي لمواجهة إيران والإرهاب في آن.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية ومصر نجحتا في الحصول على دعم باكستاني للخطوات العسكرية الأخيرة في اليمن، بما تعنيه هذه الدولة من رمزية عسكرية وإسلامية، فإن زيارة الحريري الى تركيا لا بد أنها تصب في خانة المساعي لتوسيع هذا الحلف على نحو يبعث برسالة جوابية استراتيجية الى إيران بأن ما صدر في أكثر من مناسبة عن مسؤوليها في شأن تمدد النفوذ الإيراني في دول الخليج العربي والشرق الأوسط لا يزال بعيدا عن كونه من الثوابت التي يمكن أن تطبع الجغرافيا السياسية للمنطقة على نحو يعيد إنتاج "الأمبراطورية الفارسية" أو دور "شرطي الخليج" الذي لعبته إيران في عهد الشاه.