"الجميل" يرى ان "تعنت عون ودعم حزب الله له سبب الفراغ": الصراع بدأ مع نشر ايران لنفوذها

رأى رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ان "تعنت (رئيس تكتل التغيير والاصلاح) العماد ميشال عون بالاستمرار في ترشحه ودعم حزب الله له سبب الفراغ الرئاسي، وليس المسيحيين، معتبرا من جهة أخرى أن "الصراع الحالي في المنطقة بدأ مع نشر إيران نفوذها.

وقال الجميل في حديث أجراه مع الشرق الاوسط الاربعاء على هامش مشاركته في ندوة في بريطانيا "الفراغ الرئاسي لا علاقة له بالتوازنات الداخلية الطائفية والمذهبية، بل يعود من جهة إلى تعنّت العماد ميشال عون والاستمرار في ترشحه، رغم أنه لم يتمكن من الحصول على الأكثرية المطلوبة في مجلس النواب".

وأوعز سبب الفراغ أيضا الى دعم حزب الله الذي عطل النصاب في المجلس، موضحا أن "هناك تلاقي مصالح بين العماد عون ودعمه من قبل حزب الله عطل الانتخابات والنصاب الذي هو مخالفة كبيرة للدستور"، مضيفا أن "المواد الدستورية هي من أجل تحصين الدستور والمؤسسات الدستورية لا لتعطيلها".

عليه، رفض الجميل مقولة أن "استمرار الخلاف الماروني–الماروني أضعف موقع الرئاسة"، قائلا "هذه المقاربة التي يطرحها بعض السياسيين لتحميل المسيحيين المسؤولية".

وشرح أن "منذ الاستقلال اللبناني كان هناك صراع بين الموارنة وفي كل الانتخابات كان هناك فريقان. واليوم الأمر ذاته بين 8 آذار و14 آذار. مشددا في هذا الاطار على ان "لولا دعم حزب الله لعون لما تمكن العماد عون من تعطيل النصاب".

وإذ رأى انه لا علاقات عاطفية بين عون وحزب الله، بل مصالح مشتركة، أعاد الجميل التأكيد أن "مشكلة تعطيل الرئاسة ليست مسؤولية مسيحية، بل واقع سياسي في البلد بالمعنى الكامل تشارك فيه كل الطوائف".

وأردف "يتحمل الجسم السياسي اللبناني بأسره هذا التعطيل وليس المسيحيين، لأن القرار ليس للفريق المسيحي بمفرده".

ولفت الى أنه "لا بدّ أن يقتنع أولا العماد عون بأن هذا الموقف يشكل خطرا على اللبنانيين عامة و المسيحيين بصورة خاصة، و حزب الله عليه أن يقتنع بأن موقفه غير منطقي، والأهم مصلحة الوطن ومستقبل المؤسسات وتعزيز الميثاق الوطني الذي يتخلخل بسبب الفراغ الرئاسي".

وتمنى الجميل في حديثه مع "الشرق الأوسط" أن "تحصل الانتخابات الرئاسية من خلال التعاون مع بعضنا البعض"، آملا أن "يفهم البعض أن هذا الموقف موقف انتحاري لا يخدم العماد عون ولا مصلحة حزب الله لأنه في أمس الحاجة لهذه الشرعية اللبنانية".

ودعا الجميل الى "التركيز على دولة المواطنة التي تحقق لشعوب المنطقة الاستقرار والطمأنينة والحرية والتعايش المثالي بين كل الفئات".

وعن الانقسام حول تدخل حزب الله في سوريا، اعتبر الجميل أن "هذه المقاربة هي اختزال للمشكلة السورية، بينما المشكلة هي ذات طابع استراتيجي".

وأوضح ان "الصراع بدأ منذ أن بدأت إيران في نشر نفوذها؛ سواء أكان في العراق مع المالكي أم في سوريا من خلال حلفها مع بشار الأسد، أو في لبنان مع انتشار نفوذ حزب الله".

وذكر ان "هذه الظاهرة بدأت تخيف العديد من السياسيين العرب بصورة عامة، وأتذكر أن أوّل من نبّه إلى ذلك هو الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وعقبه الملك عبد الله الثاني ملك الأردن".

وتابع انه "منذ ذلك الوقت بدأ التحضير لمواجهة المدّ الإيراني في المنطقة. وتحققت النبوءة بأن بدأت إيران تهدد بعض مناطق الخليج، وظهور الحركات الشيعية في بعض بلدان المنطقة".

واعرب الجميل عن

وعن ما اذا كانت "المنحة السعودية للجيش لشراء أسلحة من فرنسا قادرة على أن تعدّل ميزان القوى بين الجيش وحزب الله"، قال الجميل أن "السعودية هي الشقيق المخلص والصادق للبنان منذ القدم ، ولم تطلب يوما من لبنان أي بديل لهذا الدعم السخي ولهذه المساعدة".

وخلص الى القول أن "الدعم السعودي مكّن لبنان على المدى الطويل من أن يصمد وأن يواجه المحن التي مرّ بها. ، مضيفا أنها "ستمكن الجيش من أن يحقق نقلة نوعية في العديد والعتاد والجهوزية".

م.ن.