اتفاق بين كييف والمتمردين على سحب الاسلحة الثقيلة وقلق على ماريوبول

Read this story in English W460

تحقق كييف والمتمردون الموالون لروسيا تقدما بطيئا في تطبيق خطة السلام التي تم التوصل الى اتفاق حولها في مينسك بعد اعلانهم الاحد عن اتفاقات لبدء سحب اسلحة ثقيلة من خط الجبهة غداة عملية تبادل للاسرى.

لكن استمرار المعارك اثار غضب واشنطن التي اتهمت المتمردين "بتقويض" الهدنة "اكثر من 250 مرة"، واعلنت انها تفكر في عقوبات جديدة تعزز الضغط على اقتصاد روسيا المتهمة بدعم الانفصاليين الموالين لها في شرق اوكرانيا.

ويشعر كثيرون في اوكرانيا بالقلق من هجوم للانفصاليين لكن هذه المرة على مرفأ ماريوبول آخر مدينة كبيرة في الشرق تقع جنوب خط الجبهة واكد المتمردون من قبل انها هدفهم المقبل.

وقال المسؤول العسكري الاوكراني الجنرال الكسندر روزمازين لوكالة فرانس برس ان "الوثائق وقعت لبدء سحب اسلحة ثقيلة على طول خط الجبهة". 

وذكرت وسائل اعلام ان سحب القوات يمكن ان يبدأ اعتبارا من اليوم الاحد لكن الجنرال روزمازين قال انه من المبكر جدا الحديث عن ذلك.

وسحب الاسلحة الذي يفترض ان يستمر 14 يوما كان مقررا في اتفاق السلام مينسك-2 الذي ابرم في 12 شباط في عاصمة بيلاروسيا. وكان يفترض ان تبدأ هذه العملية في 17 شباط لكنها ارجئت بسبب هجوم المتمردين على ديبالتسيفي.

وينص الاتفاق على ان يسحب الطرفان "كل الاسلحة الثقيلة" لاقامة منطقة عازلة بعمق يتراوح بين 50 كلم و140 كلم حسب انواع الاسلحة الثقيلة.

من جهته، صرح متحدث عسكري باسم الانفصاليين ادوارد باسورين لوكالة الانباء الروسية تاس ان "الاستعدادات" ستبدأ اعتبارا من الاحد بهدف بدء العملية ميدانيا الثلاثاء.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية الناطقة باسم المتمردين ان "رئيسي جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد الكسندر زاخارتشنكو وايغور بلوتنيتسكي وقعا برنامج سحب الاسلحة امس.

وقد خفت المعارك نسبيا في اليومين الاخيرين على خط الجبهة لكنها لم تتوقف بالكامل.

واعلن الاوكرانيون انهم تعرضوا ل12 هجوما من قبل المتمردين ليل السبت الاحد. واكد الجيش الاوكراني ان الانفصاليين اطلقوا قذائف بقاذفات صواريخ متعددة الرؤوس ومنظومات مدفعية ومدفعية الهاون على عدة قرى في محيط مطار دونيتسك معقل التمرد.

وسمع صحافيون من فرانس برس في وسط دونيتسك صباح اليوم دوي قصف مدفعي كثيف في شمال هذه المدينة استمر ساعة تلاه اطلاق نار متقطع.

واعلنت كييف السبت ان المتمردين عززوا وجودهم العسكري بالرجال والسلاح بالقرب من ماريوبول "لهجوم محتمل" على المدينة. 

وجاء الاعلان عن الاتفاق على سحب الاسلحة الثقيلة غداة عملية تبادل للاسرى شملت 139 جنديا اوكرانيا و52 مقاتلا من المتمردين في قرية جولوبوك الواقعة على خط الجبهة في منطقة لوغانسك، في حدث ايجابي نادر منذ توقيع اتفاق مينسك في 12 شباط.

وذكر صحافي من وكالة فرانس برس في جولوبوك ان بعض الجنود الذين شملتهم العملية جرحى بينما يسير آخرون بصعوبة مع انهم تمكنوا من السير كيلومترات في الريف الاوكراني الذي يشهد قصفا مدفعيا، من اجل الوصول الى الموقع.

وهي اكبر عملية لتبادل الاسرى منذ بداية السنة. وينص اتفاق مينسك الثاني على ان يفرج الاوكرانيون والمتمردون عن "كل الاسرى والرهائن" المحتجزين منذ اندلاع القتال في نيسان الماضي.

وقال الانفصاليون ان عددا كبيرا من الجنود الاوكرانيين اسروا في ديبالتسيفي. وكان حوالى 2500 جندي اوكراني نجحوا في التسلل من هذا الموقع الاستراتيجي المطوق بالكامل تقريبا ويتعرض لقصف يومي من قبل المتمردين منذ شهر.

واعلن يوري بيريوكوف احد المستشارين القريبين من الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان عشرين جنديا قتلوا خلال عملية الانسحاب هذه بينما سقط في المعركة خلال شهر 179 اخرون. واشار الى ان 81 جنديا ما زالوا مفقودين.

وفي لندن، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت ان الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات جديدة "شديدة" قريبا جدا ضد روسيا التي تعتبرها واشنطن مسؤولة عن خرق وقف اطلاق النار في اوكرانيا.

وقال كيري في مؤتمر صحافي في لندن "اذا استمر هذا الاخفاق، فلا تساوركم شكوك، ستكون هناك عواقب بما في ذلك عواقب تعزز الضغوط على الاقتصاد الروسي المضطرب اصلا".

واضاف "في الايام القليلة المقبلة سيقيم الرئيس (باراك) اوباما الخيارات المتاحة ويتخذ قراره بشأن هذا الخرق لوقف اطلاق النار". وتوقع ان تفرض "عقوبات شديدة".

ويتهم الغربيون وكييف روسيا بدعم الانفصاليين عبر تزويدهم بالاسلحة والقوات وهو ما تنفيه موسكو بشدة، بينما تتبادل كييف والمتمردون الاتهامات بمواصلة المعارك.

من جهة اخرى، يشارك عدد من القادة الاوروبيين بينهم رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك والرئيس الالماني يواكيم غاوك صباح اليوم الاحد في كييف في "مسيرة للكرامة" في الذكرى الاولى للتظاهرات التي ادت الى رحيل الرئيس الموالي لروسيا.

وكانت كييف احيت الجمعة في ساحة الاستقلال او ميدان الذكرى الاولى للثورة الموالية لاوروبا. وقال الرئيس بترو بوروشنكو امام حشد تجمع في ساحة الاستقلال ان "هذه الثورة كانت الاولى، ولكن خصوصا معركة الانتصار من اجل استقلالنا".

التعليقات 0