الجيش الاوكراني ينسحب من ديبالتسيفي وكييف تطالب بقوة حفظ سلام دولية

Read this story in English W460

الحق المتمردون الموالون لروسيا الاربعاء نكسة عسكرية جديدة بسلطات كييف وارغموا الجيش الاوكراني على الانسحاب من مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية شرق البلاد بعد عشرة ايام من المعارك الطاحنة.

بدوره اعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الاربعاء ان بلاده ستطلب ارسال قوة حفظ سلام دولية الى منطقة الحرب في هذا الشرق الانفصالي الموالي لروسيا.

وبرغم ادانات الغربيين للانفصاليين واتهامهم بنسف عملية السلام عبر انتهاك وقف اطلاق النار، فان الامر المهم بالنسبة للمتمردين هو انه عبر سيطرتهم على ديبالتسيفي يكونون قد انجزوا التقدم العسكري الذي بدأ خلال الصيف.

والمنطقة الخاضعة لسيطرة المتمردين اصبحت تمتد بين معقلي الانفصاليين لوغانسك ودونيتسك. والسؤال المطروح حاليا هل سيتوقفون عند هذا الحد ام سيواصلون التقدم ميدانيا غربا.

واعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الاربعاء قبيل توجهه الى الشرق الانفصالي انسحاب قواته من ديبالتسيفي.

وقال بوروشنكو متوجها الى الامة في خطاب القاه في مطار كييف "هذا الصباح انجزت القوات المسلحة الاوكرانية والحرس الوطني عملية الاخلاء المخططة والمنظمة لوحداتنا العسكرية من ديبالتسيفي". واضاف "حتى الان، خرجت 80% من قواتنا ولا نزال ننتظر موكبين". 

واوضح ان هناك "30 جريحا فقط من اصل الفي جندي" اوكراني برغم القصف المدفعي الكثيف.

وتابع الرئيس الاوكراني "لقد دعيت الى اجتماع لمجلس الامن القومي والدفاع. والان اغادر الى الجبهة للقاء العسكريين الذين انسحبوا من ديبالتسيفي".

واعتبر بوروشنكو ان الاعمال العدائية في ديبالتسيفي "تظهر للعالم الوجه الحقيقي للانفصاليين المدعومين من روسيا".

ونقلت جثث 13 جنديا اوكرانيا الاربعاء الى مشرحة مدينة ارتيميفسك التي تبعد 30 كلم عن ديبالتسيفي، كما قال مدير المشرحة رسلان فيدونيوك لوكالة فرانس برس. 

ورأى مراسل فرانس برس عددا كبيرا من الجثث التي كان بعض منها ملفوفا بأغطية، والبعض الاخر بثيابها العسكرية داخل المشرحة وقربها.

وفي وقت سابق، شوهدت عشرات الدبابات التابعة للجيش الاوكراني تغادر المدينة وتصل الى بلدة ارتيميفسك.

ونقلت وكالة انباء انترفاكس ان متحدثا باسم الانفصاليين ادوارد باسورين قال للتلفزيون الروسي الجمعة ان اكثر من 300 جندي اوكراني سلموا انفسهم.

كما قال نائب رئيس الشرطة المحلية في ديبالتسيفي اليا كيفا لفرانس برس ان تم اسر مجموعة من الجنود من دون ان يحدد عددهم.

واعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها ازاء معاملة المعتقلين خلال تلك الحرب، مشيرة الى قسوة في التعامل من قبل الطرفين.

ويعتقد ان حوالى خمسة آلاف شخص كانوا محاصرين في المدينة ويعانون من نقص الغذاء والمياه.

ومنع الصحافيون ومراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا من دخول المدينة من قبل الانفصاليين، ولذلك كان من الصعب التحقق مما يحصل.

وطلبت السلطات الاوكرانية من الغربيين توجيه تحذير "شديد" اللهجة لموسكو بعد دخول المتمردين الموالين لروسيا الى ديبالتسيفي، المدينة الاستراتيجية الواقعة بين دونيتسك ولوغانسك، معقلي المتمردين.

وهذا الهجوم وقع في اليوم الثالث للهدنة في شرق اوكرانيا التي تم التوصل اليها في ختام مفاوضات ماراتونية استمرت 17 ساعة في مينسك بين رؤساء فرنسا وروسيا واوكرانيا والمستشارة الالمانية الخميس.

ودان الاتحاد الاوروبي الاربعاء "الانتهاك الواضح لوقف اطلاق النار" من قبل الانفصاليين في ديبالتسيفي.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني في بيان ان "افعال الانفصاليين المدعومين من روسيا في ديبالتسيفي تشكل انتهاكا واضحا لوقف اطلاق النار".

واعلنت الحكومة الفرنسية ان مكالمة هاتفية ستجري الاربعاء بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاوكراني.

كما اعتبرت باريس ان اتفاق مينسك الذي تضمن وقفا لاطلاق النار "لم ينته" مؤكدة انه سيتم بذل كل الجهود لاحيائه. واشار متحدث باسم الحكومة الفرنسية الى "تقدم" في مناطق اخرى للنزاع.

كما دانت الحكومة الالمانية الاربعاء سيطرة المتمردين على ديبالتسيفي معتبرة ان هذا الامر "يسيء جدا لامال السلام".

وقال الناطق باسم الحكومة الالمانية ستيفن سيبرت ان "الحكومة الالمانية تدين بشدة العملية العسكرية الانفصالية في ديبالتسيفي. ان ذلك يشكل انتهاكا واضحا لوقف اطلاق النار المعلن منذ الاحد، كما يسيء الى امال احلال السلام في شرق اوكرانيا".

ومن جهته دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الاربعاء روسيا الى سحب كل قواتها من شرق اوكرانيا ووقف دعمها الانفصاليين.

وقال على هامش اجتماع غير رسمي لوزراء الدفاع الاوروبيين في ريغا "انا قلق جدا من الوضع المتردي في وحول ديبالتسيفي". واكد ان "لم يتم احترام وقف اطلاق النار"، مشيرا الى ان "القوات الروسية ووحدات الدفاع الجوية والمدفعية لا تزال ناشطة في اوكرانيا". 

ولفت الى "تعزيز مستمر للدبابات والمدرعات على طول الحدود بين روسيا واوكرانيا". وتابع ان "رفض الانفصاليين احترام وقف اطلاق النار ومنع مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا من دخول المنطقة يهدد الاتفاق".

واضاف "سنؤمن الدعم العملي لاوكرانيا مع تطوير واصلاح الجيش كما اننا سنكيف موقعنا الدفاعي مع حقيقة ان الوضع الامني في اوروبا يتغير بسبب التصرفات الروسية في اوكرانيا".

 وكان مجلس الامن دعا الثلاثاء في بيان صدر باجماع اعضائه اطراف النزاع في شرق اوكرانيا الى "وقف فوري للاعمال القتالية"، مطالبا ايضا باحترام تام للاتفاقات التي وقعت في مينسك.

ووجه الغرب اصابع الاتهام الى روسيا المتهمة بتقديم دعم عسكري للانفصاليين في محاولة لنسف جهود اوكرانيا في المضي قدما نحو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي او حلف شمال الاطلسي.

وحذر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الثلاثاء روسيا من "ثمن اغلى" ستدفعه اذا استمر خرق وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا من جانب الانفصاليين الموالين لها، مؤكدا ادانته "الشديدة" لهذا الخرق.

واعلن الاتحاد الاوروبي وكندا هذا الاسبوع عن عقوبات اضافية ضد موسكو ما يسرع دخول الاقتصاد الروسي في الانكماش.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ينفي اي دور مباشر لبلاده في اوكرانيا، دعا الثلاثاء الجنود الاوكرانيين الذين يقاتلون في ديبالتسيفي الى الاستسلام.

التعليقات 2
Thumb Mystic 15:49 ,2015 شباط 18

Big defeat for the Poroshenko clan.

Missing helicopter 18:23 ,2015 شباط 18

Violating truces and back-stabbing is so Putin and HA like.