سلام يطالب برئيس "وسطي": انا أتعذّب ولست نادماً على آلية الحكومة الحالية

جدد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام تشديده على اهمية انتخاب رئيس "وسطي" للجمهورية، مؤكداً من جهة أخرى على انه "غير نادم" على اعتماد الآلية الحكومية الحالية القاضية بموافقة كل الوزراء على المقررات.

وفي حديث الى صحيفتي "السفير"، و"النهار"، الاثنين، أعلن سلام انه يقوم بمراجعة مع القوى السياسية "في محاولة للتوصل إلى حل من داخل الحكومة يوقف هذا التعطيل، وهناك صيغة نتداول بها لا زالت غير واضحة ولم تستقر بعد".

وفي حين أكد انه "لا يمكن ان نستمر على هذه الحال من التعطيل"، قال: "لست نادماً على اعتماد الآلية الحالية، هناك ظروف فرضتها وهناك ظروف تفرض تغييرها أو تعديلها لأنها لم تساعد كثيراً".

الا انه أشار الى ان "الانقسام كبير في وجهات النظر والآراء عديدة والامور باتت معقدة بسبب التراكمات التي خلال الاشهر الماضية ولا تقتصر على مسألة واحدة مثل الخلاف على تعيين موظف او تمرير قرار، وكلما تمدد الشغور الرئاسي تصعب الامور اكثر".

وكشف عن انه يسعى الى الوصول الى معادلة "التوافق من دون تعطيل. وحتى نصل الى التوافق لن ادعو الى جلسة لمجلس الوزراء".

ويعيش لبنان منذ ايار الفائت، شغوراً رئاسياً، لرفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته وفشل النواب في التوافق على اسم رئيس. ووفق الدستور فإن الحكومة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية. ويتّبع رئيس الحكومة مبدأ توقيع "كل الوزراء" على الملفات.

حكومياً، يعترف سلام بوجود "نقاط ضعف في الحكومة"، مشيراً الى ان "بعض الوزراء يعمل على المستوى الفردي ضمن اختصاصه لمعالجة الكثير من الامور وتحقيق إنجازات في وزارته، لكن على المستوى العام الحكومة لم تعد تسجل إنجازات في ادارة البلاد وعلى مستوى المشاريع لتنهض بالبلد".

وأكد أن مسؤوليته هي في "عدم ترك الأمور للوصول الى حد الانهيار، وبقدر ما يسمح لي الظرف بالمعالجة، لكن عندما أعجز ارفع الصوت وأعلن عن كل شيء، ولكنني آمل من الجميع ان يتجاوبوا".

الى ذلك، أعلن سلام انه "لا يقدر أن يستقيل حتى لا يتسبّب بشغور وفراغ على مستوى السلطة التنفيذية، أو أن يجمد مجلس الوزراء لفترة طويلة".

وقال في احاديثه الصحافية "انا أتعذّب.. ولكني أعاني أيضاً بين أن أتحمّل واحاول تسيير امور البلد وتخطي العرقلة، وبين تأخير انتخاب رئيس للجمهورية وكأنني اشارك باستمرار الشغور مع ما يرتبه من تراكم السلبيات اكثر".

وأعرب عن خشيته اذا استمر هذا الامر ان نصل الى وضع لا نحسد عليه على مستوى التشكيك في نظامنا الديموقراطي أو في جدواه".

رئاسياً، رأى رئيس الحكومة انه "من الممكن التوافق على رئيس للجمهورية إذا وجدنا شخصية محايدة مقبولة من جميع الكتل النيابية".

وأضاف "في ظل الخلاف بين 8 و14 آذار لا بديل الا الاتفاق والتوافق على شخصية وسطية".

ويخوض فريق 14 آذار المعركة الرئاسية بمرشحه رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حين يدعم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، مرشح "اللقاء الديمقراطي" النائب هنري حلو، ويحظى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون بدعم من الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لخوض الانتخابات الرئاسية.

من جهة أخرى، وعن دعم الخارج للبنان، فقال سلام في احاديثه الصحافية: "أدركت منذ اعطاء الضوء الاخضر لتأليف الحكومة أن هناك رغبة اقليمية ودولية في دعم استقرار لبنان، لكني وخلال جولاتي في الخارج لم ألمس وجود قرار دولي وإقليمي بإنقاذ لبنان من ازماته الداخلية، لا سيما ازمة الشغور الرئاسي".

وأردف "القوى المسيحية بشكل خاص تتحمّل مسؤولية وعليها جميعاً ان تشارك في وضع الحل، والقوى المسيحية تحمل من جانبها ايضاً جزءاً من المعاناة الحاصلة على مستوى كل البلد والمنطقة". واعتبر ان "إنقاذ لبنان هو مسؤولية كل الطوائف وليست هي مهمة المسيحيين فقط".

وتابع سلام كلامه قائلاً "لمسنا ان فرنسا تحركت عبر الموفد (مدير دائرة الشرق الاوسط وافريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية) جان فرنسوا جيرو لتسهيل انتخاب الرئيس، لكن الأمر يتطلب حركة اوسع واشمل من اوروبا واميركا وحتى روسيا لما لها من دور وازن دولياً".

وأضاف انه "نتيجة الظروف الإقليمية والدولية المعروفة يظهر أن هناك تخلياً دولياً عن مساعدتنا بإنجاز الاستحقاق الرئاسي".

وكان جيرو قد اجتمع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في روما الإثنين الفائت واطلعه في نتائج جولته "في الشرق الأوسط" وفي لبنان التي أجراها مع مختلف القيادات في محاولة لمعالجة ملف الانتخابات الرئاسية.

ج.ش.

ك.ك.