وقف اطلاق النار صامد على ما يبدو في شرق اوكرانيا

Read this story in English W460

يبدو وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا صامدا بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا بعد ساعات على دخوله حيز التنفيذ الذي يعد المرحلة الاولى من خطة سلام تهدف لانهاء النزاع المستمر منذ عشرة اشهر، باستثناء بعض الاحداث المعزولة.

وتحدثت القوات الاوكرانية صباح اليوم الاحد عن هجوم بمدفعية الهاون على مواقعها في منطقة لوغانسك بالقرب من الحدود الروسية.

اما المتمردون فقد اكدوا ان العسكريين الاوكرانيين فتحوا النار في منطقة ديبالتسيفي التي تبعد 65 كلم شمال غرب دونيتسك معقل المتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا.

وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس ان اطلاق نار من رشاشات سمع حوالى الساعة 1,30 من الاحد (23,30 تغ من السبت) في دونيتسك، لكن لم يسمع دوي اي قصف مدفعي.

واكدت مصادر عسكرية ان وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ عند الساعة 22,00 تغ من السبت (منتصف ليل السبت الاحد بتوقيت اوكرانيا) صامد في ماريوبول المرفأ الواقع على بحر آزوف وديبالتسيفي التي تبعد 65 كلم شمال شرق دونيتسك.

وسبقت وقف اطلاق النار معارك طاحنة حول عقدة سكك الحديد في ديبالتسيفي وتبادل قصف مدفعي اودى بحياة ثلاثة اشخاص في وسط دونيتسك.

وكانت الاشتباكات العنيفة التي سبقت وقف اطلاق النار عززت المخاوف من انهياره كما حدث في المرات السابقة.

ويمهل الاتفاق الذي ابرم الخميس في مينسك بعد ليلة من المفاوضات بين قادة اوكرانيا وروسيا والمانيا وفرنسا كييف والمتمردين يومين بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، لبدء سحب الاسلحة الثقيلة من خط الجبهة.

واعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني بترو بوروشنكو والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالماني انغيلا ميركل سيبحثون اليوم في "النقطة الاولى" المتعلقة بتطبيق وقف اطلاق النار.

واكد بوروشنكو ان عملية السلام مهددة بتحركات المتمردين حول ديبالتسيفي حيث يحاصرون القوات الاوكرانية بشكل شبه كامل.

وفي واشنطن اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل بالرئيس الاوكراني ليعبر له عن "تعاطفه" و"قلقه" العميق من الوضع "في وحول مدينة ديبالتسيفي". 

كما بحث الرئيس الاوكراني هذه المسألة مع هولاند وميركل اللذين يرعيان الاتفاق الذي ابرم الخميس في مينسك.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية جون كيري شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على ضرورة الاحترام الكامل لاتفاق مينسك.

واكد الاليزيه لفرانس برس ان الرئيس بوتين اكد من جهته في اتصال هاتفي مع هولاند وميركل، تمسكه باحترام وقف اطلاق النار.

واثار الوضع في ديبالتسيفي قلقا على الهدنة. وقد اعلن رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد الكسندر زاخارتشنكو في تصريحات نقلها موقع رسمي للانفصاليين "ليس هناك اي كلمة تتعلق بديبالتسيفي في اتفاقات مينسك".

واكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان محاولات الجنود المطوقين في ديبالتسيفي الخروج ستعد انتهاكا لوقف اطلاق النار.

ووقع زاخارتشنكو بعد ظهر السبت مرسوما ينص على وقف اطلاق النار لكنه يعطي المتمردين الحق في الرد على "اطلاق النار على البنى التحتية العسكرية والمدنية لجمهورية دونيتسك الشعبية".

وقد اتهمت موسكو كييف والغربيين "بتشويه مضمون اتفاقات مينسك".

وكان قائد الشرطة الاقليمية التابعة لكييف فياتشيسلاف ابروسكين اتهم الانفصاليين السبت "بتدمير" مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية الواقعة في منتصف الطريق بين دونيتسك ولوغانسك.

وكتب ابروسكين على حسابه على موقع فيسبوك ان "المتمردين يدمرون ديبالتسيفي، ولا يتوقف اطلاق نيران المدفعية على المباني السكنية والادارية. المدينة تشتعل"، مؤكدا ان مركز الشرطة في المدينة اصيب بصاروخ غراد.

من جهتها، قالت ناتاليا كارابوتا مسؤولة ادارة الصحة في ديبالتسيفي لوكالة فرانس برس ان "المدينة تحترق". واضافت "لم يعد هناك ادوية ولا مياه ولا كهرباء".

وتحدث الجيش الاوكراني صباح السبت عن "محاولة هجوم شنه المتمردون بقاذفات الصواريخ المتعددة والدبابات" على مواقعه جنوب شرق ديبالتسيفي.

وكتب السفير الاميركي في اوكرانيا جيفري بات السبت على حسابه على تويتر انها انظمة "روسية وليست للانفصاليين" قرب ديبالتسيفي بينها انظمة مضادات جوية.

وقتل 14 شخصا على الاقل بينهم ثمانية عسكريين اوكرانيين وستة مدنيين في الساعات الـ24 الاخيرة، مقابل 28 في ارقام الجمعة.

وفي حدث نادر، قصف وسط دونيتسك السبت مما ادى الى مقتل اثنين من المدنيين هم رجل وامرأة. وسقطت قذائف امام مقر اقامة زاخارتشنكو.

واعلن الجيش الاوكراني انه رصد تحليق طائرات بلا طيار معادية 14 مرة وخصوصا باتجاه ماريوبول.

واكد متطوعو كتيبة ازوف الذين يدافعون عن ماريوبول ان بلدة شيروكينيه التي تبعد عشرة كيلومترات عن المدينة "دمرت عمليا في معركة بالمدفعية" بعد هجوم "للعدو" الذي استخدم دبابات.

السيطرة على هذا المرفأ الاستراتيجي حاسمة لاقامة جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها موسكو في اذار الماضي.

التعليقات 0