اوباما يتوعد كوريا الشمالية بالرد وسيول وطوكيو تتعهدان بالعمل مع واشنطن

Read this story in English W460

توعد الرئيس الاميركي باراك اوباما كوريا الشمالية بالرد بعد الهجوم الالكتروني الذي استهدف شركة سوني للافلام بعد اعلان عن عرض فيلم اثار غضب بيونغ يانغ بينما اكدت طوكيو وسيول عزمهما على التعاون بشكل وثيق مع واشنطن في مكافحة الجرائم المعلوماتية.

وقال الرئيس الاميركي في مؤتمر صحافي "لقد تسببوا في خسائر كبيرة وسوف نرد. سنرد بشكل مناسب وسنرد في الوقت والطريقة اللذين نختارهما".

وجاءت تصريحات اوباما بعدما اكد مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) الجمعة ان كوريا الشمالية مسؤولة عن عملية القرصنة المعلوماتية الضخمة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ضد الاستوديوهات السينمائية لشركة سوني التي كانت تنوي عرض فيلم يسخر من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون ويحمل عنوان "المقابلة".

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي في بيان ان "لديه ما يكفي من ادلة للاستنتاج بان حكومة كوريا الشمالية مسؤولة عن هذه الاعمال". واضاف ان "مثل هذه الاعمال الترهيبية ليست سلوكا مقبولا من دولة".

ورأت كوريا الجنوبية اليوم السبت ان الهجوم يحمل بصمات بيونغ يانغ مؤكدا انها "ستقاسم الولايات المتحدة المعلومات بشأن الهجوم على سوني".

وعبرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن "اسفها العميق وادانتها للنشاطات الكورية الشمالية التي تقوض انفتاح وامن الانترنت وتشكل جريمة ادت الى خسائر في الممتلكات".

واشارت الى "نقاط تشابه بين الهجمات على سوني واخرى استهدفت مصارف كورية جنوبية في آذار/مارس"، في اشارة الى سلسلة هجمات الكترونية ادت الى اغلاق كامل لشبكات البث التلفزيوني الكورية الجنوبية كي بي اس وام بي سي زواي تي ان وعطلت العمليات في ثلاثة مصارف كبرى.

وفي طوكيو، قال ناطق باسم رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي ان "الحكومة اليابانية على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة وتدعم اسلوب تعاملها مع هذه القضية".

واضاف ان "الهجمات الالكترونية تطرح مشكلة خطيرة تتعلق بالامن القومي والحكومة اليابانية تدين بشدة عمليات القرصنة".

وقال اوباما ان شركة سوني "ارتكبت خطأ" بالغاء عرض الفيلم الذي يدور حول خطة خيالية لاغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون. واضاف "لا يمكن ان نسمح لديكتاتور في مكان ما ان يبدا بفرض الرقابة هنا في الولايات المتحدة".

الا ان المدير العام لشركة سوني مايكل لينتون اكد ان الشركة "لم ترضخ" للقرصنة المعلوماتية، موضحا انه اجبر على التخلي عن عرضه خلال عيد الميلاد كما كان مقررا لان صالات السينما "اتصلت الواحدة تلو الاخرى" لتقول انها لن تعرضه في ظل التهديدات التي اطلقها قراصنة المعلوماتية.

واعلنت سوني في بيان منفصل انها "لا تزال تأمل" بعرض الفيلم على "منصات مختلفة". غير ان لينتون اوضح ان هذا الامر صعب لان اي "موقع تجاري" لم يوافق حتى الان على بث الفيلم سواء بنسخة رقمية او على قرص مدمج.

في بكين، وصفت صحيفة غلوبال تايمز الصينية "بالوقاحة الثقافية" الفيلم الاميركي الذي يسخر من الزعيم الكوري الشمالي. وقالت الصحيفة التي تملكها صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني ان "فيلم المقابلة الذي يسخر من زعيم بلد عدو الولايات المتحدة لا يمكن ان يكون مصدر فخر لهوليوود والمجتمع الاميركي".

واضافت ان "الاميركيين يعتقدون دائما انهم يستطيعون المزاح حول قادة دول اخرى فقط لانهم احرار في انتقاد قادتهم والسخرية منهم"، مؤكدة ان "نظرة المجتمع الاميركي الى كوريا الشمالية وكيم جونغ اون لا اهمية لها. كيم ما زال قائد البلاد والسخرية منه ليست سوى وقاحة ثقافية عبثية".

ونفى المستشار السياسي للبعثة الكورية الشمالية في الامم المتحدة كيم سوغ اي علاقة لبلاده في الهجوم. وقال لوكالة فرانس برس "ليس لبلدنا اي علاقة بالقرصنة" المعلوماتية.

من جهته، وجه السناتور الديموقراطي روبرت مينينديز رئيس لجنة الشؤون الخارجية، على الفور رسالة الى وزير الخارجية جون كيري طالب فيه ادراج كوريا الشمالية على لائحة الدول الداعمة للارهاب بعد "هذه السابقة الخطيرة".

من جهته، وصف السناتور الجمهوري جون ماكين الذي سيتراس في كانون الثاني/يناير لجنة القوات المسلحة النافذة في مجلس الشيوخ الهجوم على سوني "بالعمل الحربي".

اما وزير الامن الداخلي الاميركي جيه جونسون فاكد انه "ليس هجوما على شركة وموظفيها فحسب، بل هو هجوم على حريتنا في التعبير واسلوب حياتنا".

وشدد مكتب التحقيقات الفدرالي على "الطابع المدمر لهذا الهجوم المرفق بفرض امر بالاكراه، يضعه في خانة فريدة".

وقال ان "هجوم كوريا الشمالية على استديوهات سوني يؤكد مجددا ان التهديدات المعلوماتية تعد من اخطر التهديدات للامن القومي للولايات المتحدة".

وتعرضت استديوهات سوني لهجوم معلوماتي واسع النطاق تبنته مجموعة تحمل اسم "غارديانز اوف بيس" (حراس السلام) تمت فيه سرقة قاعدة بيانات هائلة نشر بعضها على الانترنت. كما تلقت لاحقا تهديدات باستهداف دور العرض التي تعرض الفيلم.

وبالاضافة الى سرقة بيانات حساسة تتعلق بالشركة والحياة الخاصة للعاملين فيها ادت القرصنة الى "تدمير" نظامها المعلوماتي ما جعل الالاف من كمبيوترات الشركة غير قابلة للتشغيل واستدعى فصل كامل شبكتها عن الانترنت.

وقال الاف بي آي انه تمكن من التأكد من مسؤولية كوريا الشمالية بعد رصد مراسلات "كثيفة" بين البنى التحتية التي نفذت العملية واخرى استخدمت في اعمال قرصنة اخرى نسبت مباشرة الى بيونغ يانغ، ونقاط تشابه في الادوات المستخدمة ضد سوني والهجوم المعلوماتي على مصارف ووسائل اعلام كورية جنوبية في 2013.

وفي سيول قال الخبير في امن المعلوماتية البروفسور ليم جونغ اين ان الشمال انشأ جيشه الخاص من خبراء المعلوماتية الذين يعمل الف منهم في الصين ويمكن ان "يتحولوا الى قراصنة عندما يتلقون الامر لشن هجمات".

واكد ان كوريا الشمالية "بحوالى ستة آلاف هاكرز تحت امرتها هي واحدة من اول خمس دول في العالم في مجال القدرات في الحرب الالكترونية". وتابع انه "يتم اختيار 300 طالب وتدريبهم ليصبحوا من نخب مقاتلي الانترنت كل سنة".

واشار الى ان كوريا الشمالية من "اقل الدول اتصالا بالانترنت لذلك تبقى في منأى عن الهجمات الالكترونية المضادة".

التعليقات 0