موسكو ترفض دعوة الانفصاليين الاوكرانيين الى ارسال قوات دولية الى اوكرانيا
Read this story in English
رفض السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الاربعاء فكرة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا بتقديم طلب يتعلق بنشر قوات دولية وخصوصا روسية في هذه المنطقة.
وقال تشوركين للصحافيين "اعتقد ان فرص حصول ذلك ضئيلة جدا".
واعتبر دبلوماسي أوروبي عضو في مجلس الامن الدولي ايضا ان فكرة عملية حفظ سلام في شرق اوكرانيا "تثير القليل من الحماسة" داخل المجلس.
وطلبت السلطات الانفصالية الثلاثاء من الامم المتحدة ارسال قوات دولية ولا سيما روسية لتفادي حصول "كارثة انسانية".
وأعلن "برلمان" جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد ومعقل الانفصاليين في شرق اوكرانيا، في بيان "نطالب باجتماع استثنائي لمجلس الامن الدولي بهدف دراسة مسالة ارسال قوة لحفظ السلام بمشاركة ممثلين روس".
واضاف "ندعو المجتمع الدولي والاتحاد الروسي الى وقف الكارثة الانسانية والابادة الاجتماعية اللتين بداتا نتيجة اعمال الحكومة الاوكرانية".
والنزاع المسلح بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الحكومية في شرق اوكرانيا اوقع اكثر من 4300 قتيل، وادى الى نزوح 930 الفا اخرين منذ بداية نيسان.
وامرت السلطة الاوكرانية في منتصف تشرين الثاني باقفال مراكز الخدمات العامة مثل المدارس والمستشفيات واقسام الاسعاف في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين.
هذا و عبر قائد قوات حلف شمال الاطلسي الجنرال الاميركي فيليب بريدلاف عن "قلقه الشديد" لنشر صواريخ روسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في آذار الماضي معتبرا انه يشكل تهديدا "للبحر الاسود برمته".
وقال الجنرال الاميركي في مؤتمر صحافي في كييف الأربعاء "نحن قلقون جدا من عسكرة القرم" معبراً عن تخوفه من نشر اسلحة نووية مؤكدا انه "يراقب" التطورات في هذا الشأن.
واضاف انه "يتم وضع تجهيزات في القرم (...) الصواريخ العابرة والصواريخ المضادة للطيران قادرة على اصابة كل (منطقة) البحر الاسود".
تزامناً مع ذلك، أكدت سلطات كييف انها رصدت عشرات الشاحنات التي تنقل رجالا ومدفعية تعبر الحدود من روسيا لتتوجه الى شرق اوكرانيا الانفصالي حيث تدور معارك على الرغم من الهدنة الهشة.
وقال الناطق العسكري الاوكراني اندري ليسينكو "ان حوالى اربعين شاحنة تحركت باتجاه لوغانسك ترافقها آليتان مصفحتان وسيارة"، موضحا ان "سبعا من هذه الآليات تقل رجالا واكثر من عشرين اخرى تنقل مدفعية".
وقال ليسينكو ان طائرتين حربيتين روسيتين حلقتا لفترة قصيرة في المجال الجوي الاوكراني مشيراً إلى أنّه تم رصد عشر آليات عسكرية اخرى عند مركز حدودي آخر.
من جهة اخرى، تحدث الجيش عن تراجع الضغط على مدينة ماريوبول الواقعة على بحر ازوف كقابل معارك "كثيفة" بالقرب من معقلي المتمردين في دونيتسك ولوغانسك وكذلك بالقرب من ديبالتسيفي.
يشار إلى أن روسيا عززت وجودها العسكري في القرم في الاسابيع الماضية كما قررت خصوصا فتح مركز للانذار المبكر من الصواريخ فيها وتخصيص اكثر من 1,75 مليار يورو حتى 2020 لتطوير اسطولها في البحر الاسود.
واخيرا اعلنت السلطات الاوكرانية مقتل جنديين وجرح اثنين آخرين في الساعات الـ24 الاخيرة، كما تحدثت عن نزوح نحو 5677 مدنيا من مناطق القتال.
يذكر أن قوات حلف شمال الاطلسي الجنرال الاميركي فيليب بريدلاف توجه الى كييف لعقد لقاءات مع السلطات الاوكرانية الموالية للغرب التي جعلت من الانضمام الى المنظومة الاطلسية اولوية لديها في مواجهة "العدوان الروسي".
ولطالما اتهم الجنرال بريدلاف روسيا بنشر قوات ومعدات ثقيلة في الشرق الاوكراني الانفصالي وهو ما نفته موسكو بقوة. وتاتي زيارته فيما تستعد السلطات الاوكرانية للتخلي عن وضع عدم الانحياز بهدف الانضمام مستقبلا الى الحلف الاطلسي.
وبعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم واندلاع النزاع الدموي في الشرق الانفصالي الموالي لروسيا، باتت فكرة الانضمام الى الاطلسي تحظى بشعبية اكبر في اوكرانيا.
وهذا الاحتمال
يثير استياء واشنطن التي تريد ابقاء اوكرانيا في فلكها وتنفي اي ضلوع في النزاع في شرق اوكرانيا الذي اوقع اكثر من 4300 قتيل منذ اطلاق "عملية مكافحة الارهاب" الاوكرانية في منتصف نيسان.
وحدد التحالف الجديد الموالي للغرب ان الانضمام الى الحلف الاطلسي هي اولويته الجديدة. ولهذه الغاية تعهد بتعديل القانون بحلول نهاية السنة "لكي يلغي وضع عدم الانحياز لاوكرانيا والانطلاق بعملية الانضمام الى الحلف الاطلسي".
وهذا التحالف الذي سيكرس الخميس خلال الجلسة الاولى للبرلمان الجديد يجب ان يعتمد "في المقام الاول" قانونا يلغي وضع عدم الانحياز كما اعتبرت الاربعاء رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو المؤيدة بشدة للانضمام الى حلف الاطلسي والتي انضم حزبها باتكيفشتشينا الى التحالف.
ووعد الرئيس بوروشنكو الاثنين بتنظيم استفتاء وطني حول هذا الموضوع لكن بدون ان يعلن عن موعد "الالتزام" بهذه المعايير اللازمة.
وقالت مسؤولة وزارة الخارجية الاميركية المكلفة الشؤون الاوروبية فيكتوريا نولاند الاربعاء في مقابلة مع موقع الاعلام الروسي المستقل "ميدوزا" انه سيكون "من الصعب جدا" لاوكرانيا ان تنضم الى حلف الاطلسي.
بينما قال الجنرال الاميركي بن هودجز ان حوالى 50 الية مدرعة نشرت وسيتم نشر مئة دبابة من طراز ابرامز-ام1 واليات قتالية من نوع "برادلي" في المانيا ، لافتاً الى أن"الجنود سيصلون للمشاركة في التمارين العسكرية ومن ثم سيعودون لكن المعدات ستبقى في المكان".
واثار ضم روسيا شبه جزيرة القرم ودعمها المتمردين الانفصاليين في شرق اوكرانيا مخاوف خطيرة في منطقة لطالما كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق. ولهذا السبب فان وصول قوات اميركية الى عدة دول اعضاء في حلف الاطلسي كان موضع ترحيب بشكل خاص بحسب الجنرال هودجز.