"لا منفذ" للسوريين الهاربين من الحرب في بلادهم

Read this story in English W460

يواجه السوريون صعوبات متزايدة في سعيهم للهروب من الحرب في بلادهم نتيجة اعتماد الدول المرشحة لاستضافتهم سياسات اكثر تشددا حيال لجوئهم اليها، بحسب ما افاد تقرير صادر عن منظمتين غير حكوميتين الخميس.

وتحدث التقرير الصادر عن المجلس النروجي للاجئين ولجنة الانقاذ الدولية عن "ضيافة كريمة ونوعية" يقوم بها لبنان والعراق والاردن وتركيا التي تستضيف ثلاثة ملايين لاجىء سوري تقريبا.

الا انه اشار الى ان هذه الدول تواجه صعوبات في التاقلم مع اعداد اللاجئين لديها، وانها فرضت قيودا صارمة ادت الى الحد "بشكل دراماتيكي" من تدفق الهاربين من النزاع المتواصل منذ منتصف اذار 2011.

وحمل التقرير عنوان "لا منفذ"، ووجه انتقادات الى الدول الغربية لفشلها في توطين اعداد كافية من السوريين والتعامل بشكل واقعي مع اخطر ازمة لاجئين منذ الابادة في رواندا في التسعينات.

وجاء في التقرير "في خضم تزايد الاحتياجات الانسانية في سوريا وفي الدول المجاورة لها، والقلق الامني الواقعي (في هذه الدول)، وغياب الدعم الدولي الكافي، فان المعابر الحدودية الرسمية وغير الرسمية مع سوريا مغلقة حاليا امام الرجال والنساء والاطفال الباحثين عن الامان".

وطلبت السلطات اللبنانية الشهر الماضي من الامم المتحدة وقف تسجيل النازحين القادمين من سوريا وقصرت دخولهم الى لبنان على الحالات الانسانية القصوى، في وقت يفرض الاردن وتركيا قيودا على دخول السوريين.

ونتيجة ذلك، وفي وقت تتواصل في سوريا الحرب المدمرة، "انخفض العدد الاجمالي للاجئين الذين يغادرون البلاد بشكل دراماتيكي" في الاشهر الاخيرة، وفقا للتقرير.

وكانت الامم المتحدة قدرت اعداد الذين يغادرون سوريا بنحو 150 الف لاجئ شهريا، الا ان هذا الرقم انخفض بحسب التقرير الى 18453 في شهر تشرين الاول الماضي.

واعتبر التقرير ان "الدول التي لا تتشارك بحدود مع سوريا اظهرت غيابا للتضامن مع المدنيين السوريين الساعين الى الهروب من العنف ومع الدول المجاورة (لسوريا) التي تستضيف العدد الاكبر من اللاجئين".

ويستضيف لبنان البالغ عدد سكانه اربعة ملايين نسمة العدد الاكبر من اللاجئين السوريين في العالم (1,1 مليونا).

واستقبلت تركيا في ايلول 190 الف لاجىء، "اي اكثر بكثير من كل العدد الذي تعهد المجتمع الدولي باعادة توطينه".

واشار التقرير الى اعلان فرنسا انها ستستضيف 500 لاجىء سوري، بينما قالت بريطانيا انها ستستقبل "بضع مئات فقط".

واضاف "كذلك لا بد ان تبذل الولايات المتحدة المزيد، وان تقوم بذلك بسرعة اكبر"، مشيرا الى ان "اعادة التوطين... وحدها لا تحل المشكلة".

 وشدد على ضرورة القيام بجهد مشترك يتضمن "تمويل كامل للمساعدات (الممولة حتى الآن فقط بنسبة 47 في المئة) ودعم تنموي... الى الحكومات المضيفة وعرض اعادة توطين عدد كبير من الاشخاص خارج المنطقة... هذا ما سيساهم في الحد من المعاناة".

التعليقات 0