الامم المتحدة تدعو في برلين الى زيادة المساعدة المالية للاجئين السوريين

Read this story in English W460

دعت الامم المتحدة الثلاثاء في برلين الى زيادة المساعدات المالية الدولية للدول المجاورة لسوريا، وبينها لبنان، التي تعاني من تدفق حوالى ثلاثة ملايين لاجىء هربوا من الحرب الاهلية في سوريا.

وقال المفوض الاعلى للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس لدى افتتاح مؤتمر دولي يضم اكثر من 40 ممثلا لدول ومنظمات دولية في العاصمة الالمانية، ان "الدول التي تستقبل (لاجئين سوريين) بحاجة الى دعم مالي اكبر بكثير وهي تستحقه".

وقال غوتيريس ان التدفق الكثيف للسوريين الهاربين من نزاع بدا قبل اكثر من ثلاثة اعوام، يمثل "الازمة الانسانية الاكثر ماسوية التي يواجهها العالم منذ وقت طويل".

واضاف ان العواقب الناجمة عن هذا التدفق للاجئين على الدول المجاورة لسوريا "هائلة".

واوضح ان "الاقتصاد والخدمات العامة والانظمة الاجتماعية (...) تاثرت بشكل كبير جدا، من دون الحديث ايضا عن الانعكاس على الوضع الامني في كل المنطقة".

وقد فر اكثر من ثلاثة ملايين سوري من بلادهم، ولجأ القسم الاكبر منهم الى الدول المجاورة مثل لبنان والاردن وتركيا.

وتسبب النزاع الدامي في سوريا باخطر ازمة لاجئين منذ الابادة في رواندا في التسعينات، ذلك ان نصف السكان اجبروا على الهروب من منازلهم.

ويستقبل لبنان خصوصا اكثر من 1,1 مليون سوري ما يشكل عبئا ضخما على هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه اربعة ملايين نسمة.

وقال رئيس حكومة لبناني سابق في صحيفة فرنسية اخيرا "هذا الامر هو كما لو انه يتعين على فرنسا استقبال 20 مليون لاجىء في ثلاثة اعوام".

وشدد رئيس الوزراء تمام سلام من جهة اخرى على ان بلاده "تجاوزت قدراتها على الاستيعاب". وقال ان لبنان "بحاجة عاجلة لتقاسم هذا العبء"، مشيرا الى الى "مفاعلي زعزعة الاستقرار" لمثل هذا التدفق للاجئين والى "الارض الخصبة للتطرف والعنف" الذي يولده.

وحض وزير الخارجية الاردني ناصر جودة من جهته المجتمع الدولي على تقديم "مساعدة دولية اكبر لمساعدة الدول" المجاورة لسوريا.

وشدد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي تستضيف بلاده هذا المؤتمر الذي دعا الى عقده اثناء تفقده لاحد مخيمات اللاجئين في لبنان، الثلاثاء على التحدي الذي يمثله استقبال هؤلاء الاشخاص الفارين من الحرب "على نظام الصحة العامة وامدادات المياه".

وقال شتاينماير "يمكننا ان نتوقع قوة الانفجار (التي يحملها مثل هذا التدفق للاجئين) بالنسبة الى البنى الاجتماعية في بلد مثل لبنان". 

واذ راى ان "الوضع يزداد صعوبة" بالنسبة الى الدول التي تستقبل هؤلاء اللاجئين، اعتبر المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين من جهته ان "تغييرا كميا بات ضروريا" في المساعدة المطلوب تقديمها "بهدف تفادي وقوع كارثة انسانية".

وجدد دعوته ايضا لكي تفتح الدول الاخرى الحدودية مع سوريا ابوابها بصورة اوسع وخصوصا عبر منح مزيد من التاشيرات للسوريين.

ووجهت نحو خمسين منظمة غير حكومية الاثنين نداء لصالح مضاعفة المساعدة الانسانية للاجئين وطالبت الدول الغربية باستقبال 180 الف لاجىء سوري اضافي على الاقل.

ونصف اللاجين السوريين هم من الاطفال، وتطرقت الامم المتحدة الى "جيل ضائع".

وفي اوروبا وبقية انحاء العالم، يبقى عدد اللاجئين اكثر من متواضع على الرغم من الدعوات التي وجهتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

وهكذا، فان 144632 سوريا طلبوا اللجوء في مجمل اراضي دول الاتحاد الاوروبي ال28 منذ 2011، وقد حصل عدد اقل عليه، بحسب ارقام الامم المتحدة.

وتحاول المانيا والسويد وحدهما القيام بالمزيد.

التعليقات 0