هل تنضم تركيا فعليا للتحالف ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"؟

Read this story in English W460

اتخذ موقف تركيا من الاسلاميين المتطرفين  منحى جديدا على ما يبدو، اذ ان هذا البلد العضو في حلف شمال الاطلسي الذي كان متحفظا اولا، اعلن استعداده للمشاركة في التحالف الذي شكل للتصدي لتنظيم "الدولة الاسلامية".

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "نحن نقدم الدعم الضروري لهذه العملية. ويمكن ان يكون هذا الدعم عسكريا وسياسيا" بدون مزيد من التوضيح.

واشاد اردوغان من نيويورك بالغارات التي شنت على مواقع هذا التنظيم المتطرف في سوريا.

وقال "انظر بعين الرضى (لهذه الغارات الجوية) ووقفها سيكون فكرة سيئة. هذه الخطة يجب ان تستمر".

ومنذ ايام كان للحكومة التركية المنبثقة من حزب اسلامي محافظ، موقف مبهم من الانخراط في التحالف الدولي ضد الاسلاميين المتطرفين بزعامة الحليف الاميركي.

وبعد ان رفضت للوهلة الاولى كل مشاركة في العمليات العسكرية رغم حدودها التي يبلغ طولها 900 كلم مع سوريا، وعبرت عن دعم الحد الادنى عادت انقرة وابدت مؤشرات الى تغيير في الموقف حتى لو لم تترجم حتى الان في شكل ملموس.

ونفت السلطات التركية الاربعاء ان تكون اراضيها استخدمت في الغارات ليل الاثنين الثلاثاء على مواقع الاسلاميين المتطرفين في سوريا الذين يشنون هجوما للسيطرة على مدينة عين العرب الكردية بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس "لم يتم استخدام مجالنا الجوي او قاعدة انجرليك (جنوب شرق)".

وادى تقدم عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" في هذه المنطقة الى نزوح 140 الف كردي سوري الى تركيا التي يوجد اصلا على اراضيها 1,5 مليون لاجىء سوري.

والجهد الانساني الضخم الذي تقوم به تركيا على حدودها مع سوريا يجعلها عرضة لهجمات ارهابية.

ومنذ الصيف والاختراق الذي احرزه تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا اتهمت تركيا بالسلبية بل حتى بدعم حملة التنظيم الاسلامي المتطرف بهدف تسريع الاطاحة بالنظام السوري.

وبررت حكومة اردوغان رسميا موقفها بالسعي الى حماية 49 رهينة تركي خطفوا في حزيران/يونيو في العراق. لكن هؤلاء الرهائن افرج عنهم السبت الماضي في ملابسات غير واضحة وقالت صحف تركية انه تمت مبادلتهم بمعتقلين من الاسلاميين المتطرفين كانوا لدى معارضين سوريين.

وقال المحلل التير توران من جامعة بيلجي باسطنبول لوكالة فرانس برس "من المبكر كثيرا القول ان تركيا غيرت موقفها. يجب عدم اعطاء تفسير غير متناسب للكلمات، لننتظر الافعال".

واضاف "يبدو ان الرئيس (اردوغان) واقع تحت ضغط حلفائه للمشاركة في التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية. ومن الواضح ان البقاء خارج التحالف سيكلف انقره ثمنا باهظا جدا".

وقدم وزير الخارجية الاميركي جون كيري تركيا باعتبارها "عضوا في شكل كامل في التحالف وستكون في الصف الامامي".

ومن دواعي قلق الحكومة التركية ونقطة ضعفها الاخرى ملف المتمردين الاكراد الاتراك (حزب العمال الكردستاني) الذين حاربوا تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا مع الاكراد السوريين، ووجدوا انفسهم في موقف قوة ازاء الدولة التركية التي تفاوضهم منذ  2012 على حل سياسي للنزاع الدامي المستمر منذ 1984.

وازاء تقدم تنظيم "الدولة الاسلامية" في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) دعا حزب العمال الكردستاني اكراد تركيا الى قتال التنظيم المتطرف متهما حكومة اردوغان ب "التعاون" مع العدو لمنع حصوله على شرعية سياسية في مباحثات السلام.

واذا كانت السلطات التركية تميل الى التعاون مع التحالف الدولي فان دعمها يمكن ان يقتصر على الجانب اللوجستي كما لمح الثلاثاء نائب رئيس الوزراء يلشين اكدوغان.

وقال اكدوغان "ان تركيا تقيم مدى الدعم الذي ستقدمه للعملية. يمكن ان يتمثل الامر في تعاون لوجستي او استخباراتي".

 

التعليقات 1
Default-user-icon esquire (ضيف) 20:14 ,2014 أيلول 24

where is esquire?