بنغلادش: اشتباكات بعد تخفيف حكم الاعدام على قيادي اسلامي للمؤبد
Read this story in Englishخففت محكمة بنغلادش العليا الاربعاء عقوبة اعدام صادرة بحق قيادي اسلامي كبير الى السجن المؤيد، ما اثار احتجاجات من مؤيدي القيادي ومعارضيه العلمانيين وادى الى اشتباكات مع الشرطة.
وفي حكم مفاجئ قضت المحكمة بان دلوار حسين سيدي نائب زعيم الجماعة الاسلامية الذي يعد من اهم وجوه المعارضة سيمضي "ما تبقى من حياته" في السجن بسبب جرائم ارتكبها خلال تحرب التحرير في 1971 مع باكستان.
واثار الحكم الذي صدر بحق سيدي في شباط 2013 عن محكمة لجرائم الحرب تظاهرات دامية ادت الى مقتل اكثر من 100 شخص ودفعت بالبلاد الى ازمة سياسية كبرى.
وصرح النائب العام محبوبي علم للصحافة "ظننا ان المحكمة ستؤكد عقوبة الاعدام"، مضيفا انه غير سعيد بالحكم.
وقال علم ان سيدي مجرم حرب "عذب النساء" واجبر الاقلية الهندية على اعتناق الاسلام خلال النزاع الذي استمر تسعة اشهر واقضى الى اقامة بنغلادش.
واندلع العنف بين الشرطة ومئات المحتجين العلمانيين الذين تجمعوا في جامعة دكا بعد صدور الحكم احتجاجا على تخفيف الحكم.
واطلقت الشرطة التي كانت تحمل الهراوات الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمحاولة تفريق المتظاهرين الذين هتفوا بشعارات ورشقوا الشرطة بالحجارة.
وقال عمرا ساركار زعيم المحتجين الذي قالت الشرطة انه كان من بين سبعة اشخاص اصيبوا، ان تخفيف الحكم "جزء من مفاوضات بين الحكومة والجماعة الاسلامية".
ويدعو النشطاء العلمانيون منذ فترة الى حظر تنظيم الجماعة الاسلامية، اكبر حزب اسلامي في البلاد والذي يشغل سيدي منصب نائب الرئيس فيه، متهمين قادته بارتكاب فظائع خلال حرب الاستقلال.
وتلقى على الجماعة الاسلامية مسؤولية العنف الذي وقع العام الماضي. ودعت الجماعة الى اضراب لمدة يومين في جميع انحاء البلاد ابتداء من الخميس، وقالت ان سيدي ادين بتهم "غير صحيحة ومفبركة".
واشتبك نحو 2000 من نشطاء الجماعة مع الشرطة في مدينة راجشاهي الشمالية الغربية حيث اطلقت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، بحسب ما افاد نائب مفوض الشرطة ناهيدول اسلام.
وصرح اسلام لوكالة فرانس برس ان المحتجين "كانوا منظمين واطلقوا العديد من القنابل الحارقة مجبرين الشرطة على الرد. وقد اعتقلنا كذلك نحو 20 من نشطاء الجماعة.
كما اندلعت اشتباكات كذلك بين محتجين الجماعة الاسلامية والشرطة في العديد من المدن الاخرى ما اسفر عن اصابة اكثر من 40 شخصا، بحسب موقع بانلاغنيوز24 الاخباري.
وبرز سيدي في الثمانينات بعد ان بدأ في الدعوة في عدد من اكبر مساجد البلاد التي تدين غالبية سكانها بالاسلام. وكان في اوجه يستقطب مئات الالاف الى جلساته، كما كانت تسجيلاته التي تحتوي على خطبه الاكثر مبيعا.
حتى ان بعض انصاره قالوا انهم شاهدوا وجهه في القمر، في اشارة الى قداسته.
وادين الداعية البالغ 74 عاما في شباط 2013 بثماني تهم من بينها القتل والاغتصاب واضطهاد افراد من الاقلية الهندوسية اثناء الحرب الدامية في 1971 بين بنغلادش وباكستان التي كانت دكا تتبع لها تحت مسمى باكستان الشرقية.
واعرب محاميه تاج الاسلام عن عدم رضاه عن الحكم، مؤكدا انه كان يجب تبرئة موكله من جميع التهم. وقال ان "الادلة ضده لا تدعو الى ادانته او الحكم عليه بالسجن حتى يوم واحد".
وسيدي هو من بين نحو عشرة من الزعماء الاسلاميين الذين دانتهم المحكمة التي تلقى الكثير من الانتقادات والتي انشأتها الحكومة العلمانية للتحقيق في احداث حرب 1971.
ويقول الاسلاميون ان المحاكمات تهدف الى تسوية حسابات وليس تحقيق العدالة.
واتهم جميع الاسلاميين المدانين حتى الان بانه كانوا يتزعمون مليشيات موالية لباكستان وكانوا وراء مقتل الالاف من بينهم عدد من كبار اساتذة الجامعات والكتاب والصحافيين والاطباء البنغاليين.
وفي كانون الاول الماضي تم شنق احد كبار زملاء سيدي بعد ادانته بارتكاب جرائم حرب.
وتقول جماعات حقوقية ان الاجراءات القانونية التي تتبعها المحكمة لا تطابق المعايير الدولية.
وترفض المحكمة تلك الاتهامات وتقول ان المحاكمات ضرورية للالتئام جروح الحرب التي قتل فيها ثلاثة ملايين شخص بحسب الحكومة.
وتشير تقديرات مستقلة الى ان عدد القتلى كان ما بين 300 الف و500 الف.