مقتل طفلة وامرأة في قصف متبادل أسقط التهدئة في غزة وعرقل التقدم في القاهرة

Read this story in English W460

طلبت اسرائيل الثلاثاء من وفدها المفاوض المشارك في محادثات التهدئة في القاهرة العودة، بعد سقوط ثلاثة صواريخ على جنوب اسرائيل واستئناف الغارات الجوية على قطاع غزة.

من جهته أعلن عزت الرشق القيادي البارز في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان احتمالات الوصول الى اتفاق هدنة دائمة "تتبخر" معلنا عدم احراز "اي تقدم في المفاوضات" غير المباشرة مع الدولة العبرية في القاهرة.

وقال الرشق وهو عضو في الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة في تدوينة له على حسابه على موقع تويتر "ليس هناك اي تقدم في المفاوضات واحتمالات الاتفاق تتبخر"، محملا "الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن ذلك"، قبل قرابة نحو ثلاث ساعات من انتهاء تهدئة لمدة 24 ساعة تنتهي منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء.

واضاف الرشق في تدوينة اخرى "الوفد الفلسطيني سلم رده الأخير على آخر صيغة قدمها الوسيط المصري، والذي بدوره سلمها لوفد العدو، وهذا غادر بحجة عرض الامر على الحكومة المصغرة".

ثم اضاف في تدوينة ثالثة "الوسيط المصري ينتظر جواب وفد العدو على رد وفدنا الفلسطيني حتى الساعة 12 نهاية مهلة التهدئة. ولا اعتقد أن يكون هناك جواب".

ميدانيا قال اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة "استشهاد سيدة وطفلة (عامان) واصابة 16 اخرين في القصف على منزل عائلة الدلو في الشيخ رضوان" وسط مدينة غزة.

وقال احد شهود العيان ان طائرات ال ا ف 16 الاسرائيلية اطلقت ثلاثة صواريخ على الاقل على منزل عائلة الدلو المكون من عدة طبقات في حي الشيخ رضوان ما ادى الى وقوع العديد من الاصابات والقتلى.

وهذه اول غارة تسفر عن مقتل فلسطينيين منذ توقف القتال في 11 آب بعد تهدئة مؤقتة بينما يواصل المفاوضون مجددا مباحثاتهم غير المباشرة في القاهرة.

وقبلها اصيب خمسة فلسطينيين بجراح بينهم ثلاثة اطفال في الغارات الجوية.

وقال القدرة ان "طفلين (6 و9 سنوات) اصيبا بجروح متوسطة في القصف الاسرائيلي على منطقة المطار شرق رفح".

ثم اعلن لاحقا "اصابة ثلاثة مواطنين بينهم طفلان في غارة صهيونية على بلدة بيت لاهيا" شمال قطاع غزة.

وقال احد شهود العيان في قطاع غزة ان "طائرات ال اف 16 الاسرائيلية اطلقت صاروخا على الاقل على ارض زراعية في بلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)".

كما اكد شهود عيان ومصور فرانس برس ان المقاتلات الاسرائيلية شنت غارة جوية استهدفت ارضا مفتوحة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وغارتين اخريين على مدينتي خانيونس ورفح جنوب القطاع.

ودفع هذا التصعيد بالاف الفلسطينيين الى الهرب من منازلهم شرق غزة خوفا من استئناف الهجوم الاسرائيلي.

وقال مصور فرانس المتواجد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة ان مئات العائلات هربت من منازلها في هذا الحي سيرا على الاقدام باتجاه مدارس الاونروا، في حين قال شهود عيان في حي الزيتون ومنطقة الشعف شرق مدينة غزة ان الاف المواطنين اخلوا منازلهم في هاتين المنطقتين ايضا.

وردا على هذا التصعيد اعلن مسؤول اسرائيلي حكومي ان اسرائيل امرت وفدها المفاوض في القاهرة بالعودة الى اسرائيل.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس انه "تم توجيه اوامر (للوفد) بالعودة من القاهرة" كرد على اطلاق صواريخ قبل سبع ساعات من انتهاء تهدئة اضافية لمدة 24 ساعة تنتهي منتصف ليلة الثلاثاء الاربعاء.

واكد الجيش الاسرائيلي في بيان صحافي استهداف مواقع "ارهابية" في قطاع غزة.

وكان نتانياهو امر الجيش بالرد بعد سقوط ثلاثة صواريخ اطلقت من قطاع غزة على منطقة بئر السبع جنوب اسرائيل الثلاثاء خلال التهدئة، بحسب ما اعلن مسؤول حكومي اسرائيلي.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس ان نتانياهو "امر الجيش بشن هجمات على اهداف ارهابية في غزة" ردا على اطلاق الصواريخ.

وقالت متحدثة باسم الجيش لوكالة فرانس برس "سقطت ثلاثة (صواريخ) في ارض مفتوحة في منطقة بئر السبع".

واكدت الشرطة عدم وقوع اضرار او اصابات.

من جانبه قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في غزة لفرانس برس "ليس لدينا في حماس اي معلومات حول اطلاق صواريخ من غزة".

كما اعتبر ان هذه "الغارات الاسرائيلية تهدف الى اجهاض مفاوضات القاهرة".

وكان الفلسطينيون والاسرائيليون توصلوا مساء الاثنين الى اتفاق يقضي بتمديد وقف اطلاق النار في قطاع غزة لمدة 24 ساعة اضافية لاستكمال مباحثات غير مباشرة الهدف منها التوصل الى هدنة دائمة.

وشعر سكان غزة بخيبة الامل بعد الاعلان عن تمديد وقف اطلاق النار في القطاع حيث قتل اكثر من 2016 فلسطينيا منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في 8 تموز الماضي بينما دمرت الاف المنازل ونزح عشرات الالاف من منازلهم.

وتوقف القتال في  11 آب بعد تهدئة مؤقتة بينما يواصل المفاوضون مجددا مباحثاتهم غير المباشرة في القاهرة.

واعلن بيان رسمي مصري مساء الاثنين اتفاق"الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على تمديد وقف اطلاق النار مدة 24 ساعة لإستكمال المفاوضات الجارية حاليا" بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.

وقال مسؤول فلسطيني ان المباحثات ستستأنف ظهر الثلاثاء حيث يقوم المصريون في مقر المخابرات المصرية بجولات مكوكية بين الوفدين سعيا للتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار وتنظيم مفاوضات جديدة بعد شهر.

من جهته، اكد  ابو زهري ان "هناك تعثرا مستمرا في مفاوضات القاهرة بسبب استمرار المماطلة الاسرائيلية وعدم توفر اي ارادة اسرائيلية للتوصل الى اتفاق حقيقي".

واضاف "نحن نحذر الاحتلال من ممارسة لعب الوقت ونؤكد جاهزيتنا للتعامل مع كافة الاحتمالات" مؤكدا ان اللقاءات مستمرة.

وبحسب مصدر قريب من المفاوضات الجارية في القاهرة فان "فشل المفاوضات الاثنين جاء لرفض اسرائيل شمل قضيتي المطار والميناء في الاتفاق".

واضاف "اقترح الجانب المصري صيغة لتاجيل كافة القضايا المطروحة من الطرفين الى شهر بعد وقف اطلاق النار ولكن الاحتلال الاسرائيلي رفض هذا الامر. وخوفا من اعلان الفشل اقترحت مصر مد الهدنة ل24 ساعة لمواصلة المفاوضات".

ومن القضايا المهمة التي يتم البحث فيها في القاهرة في حال التوصل الى وقف اطلاق نار فتح المعابر الحدودية مع اسرائيل بشكل واسع امام الاشخاص والسلع واعادة فتح معبر رفح مع مصر ودور السلطة الفلسطينية ووضع رقابة دولية على الحدود وتوسيع مساحات الصيد البحري وتقليص المنطقة العازلة على الحدود مع اسرائيل واجراءات تحويل الاموال التي تجمعها اسرائيل للسلطة الفلسطينية.

الى ذلك تشمل القضايا الشائكة فتح مطار وميناء في غزة، الامر الذي تعارضه اسرائيل واعادة جثتي جنديين اسرائيليين مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين.

وفي غزة، لم يخف الغزيون شعورهم بالاحباط من تمديد التهدئة. وقالت منال ابو عابد (40 عاما) "الاسرائيليون مرتاحون ونحن نعاني.. بيتي مدمر في حي الشجاعية وانا الان مع اولادي وزوجي في مدرسة (تابعة للاونروا)".

وتابعت بسخط "ليقتلونا او يجعلونا نعيش حياة محترمة".

ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار عن قطاع غزة المنهك على كافة الاصعدة، فيما يريد الاسرائيليون نزع سلاح القطاع بالكامل.

وبالرغم من توقف المعارك منذ 11 آب الا ان حصيلة ضحايا الحرب الاسرائيلية بارتفاع اذ ان الفلسطينيين يواصلون انتشال جثث ضحاياهم من تحت الانقاض بالاضافة الى وفاة العديد متأثرين بجروح اصيبوا بها في مستشفيات الضفة الغربية وقطاع غزة ومصر.

واعلنت وزارة الصحة في غزة الاثنين ان 2016 فلسطينيا قتلوا في العملية العسكرية بينهم 541 طفلا و250 سيدة و95 رجلا مسنا بينما اصيب عشرة آلاف و196 فلسطينيا آخرين بجروح.

وفي المقابل سقط من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين.

وتشارك حماس في المفاوضات ضمن وفد يضم ممثلين عن حركتي فتح والجهاد الاسلامي.

وتعرض قطاع غزة لدمار كبير بعد اسابيع من القصف الاسرائيلي الذي الحق اضرارا بمليارات الدولارات في قطاع يعاني اقتصاده اصلا من الاختناق.

التعليقات 1
Missing phillipo 10:30 ,2014 آب 20

So what's the problem. When AFP writes that Hamas broke the cease fire they know what they are talking about, or all of a sudden you don'r believe them, despite 90% of the articles appearing on Naharnet are from them.