اسرائيل توافق على تمديد التهدئة 72 ساعة اخرى في غزة وسقوط صاروخ على اسرائيل قبل ساعتين من انتهائها

Read this story in English W460

سقط صاروخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل قبل ساعتين من انتهاء التهدئة، في حين كانت اسرائيل ابدت مساء الأربعاء استعدادها لتمديد التهدئة لمدة 72 ساعة أخرى في القطاع بعيد انتهائها.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري لوكالة "فرانس برس" "سقط صاروخ في منطقة مفتوحة في مجال مجلس اقليمي شاعر هنيغيف دون ايقاع اصابات او اضرار".

بينما اكدت متحدثة باسم الجيش ان هناك "صفارات انذار واطلاق صواريخ" دون ان تحدد اعداد الصواريخ التي سقطت على جنوب اسرائيل.

وكان مسؤول اسرائيلي مشترطا عدم الكشف عن اسمه قال لوكالة "فرانس برس" "وافقت اسرائيل على مقترح مصري لتمديد التهدئة 72 ساعة"، بعد وقت قصير من عودة الوفد الاسرائيلي المفاوض من القاهرة عقب ثلاثة ايام من المحادثات المكثفة للتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار.

وبعد يومين من الهدوء في القطاع قتل خمسة اشخاص بينهم صحافي ايطالي في انفجار عرضي في القطاع اليوم الاربعاء بينما استأنف الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضاتهم غير المباشرة الشاقة في القاهرة.

فقد قتل صحافي ايطالي يعمل لوكالة الانباء الاميركية اسوشيتد برس واربعة فلسطينيين في انفجار وقع اثناء قيام خبراء متفجرات في امن حماس بتفكيك صاروخ اسرائيلي سقط على قطاع غزة خلال عمليات القصف الاسرائيلية ولم ينفجر.

واكدت  مصادر طبية فلسطينية ان ستة اشخاص آخرين بجروح خطيرة بينهم صحافي محلي حسب المصادر نفسها.

واعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان ان الاجنبي الذي قتل هو الصحافي الايطالي سيموني كاميلي بينما اكدت وكالة اسوشيتدس انه يبلغ من العمر 35 عاما ويعمل فيها منذ 2005.

وهو اول صحافي اجنبي يقتل منذ بدء الحملة الاسرائيلية على قطاع غزة في الثامن من تموز الماضي، التي ادت الى مقتل نحو الفي فلسطيني معظمهم من المدنيين.

واضافت الوكالة الاميركية ان مصورها الفلسطيني حاتم موسى اصيب بجروح خطيرة في الانفجار.

وكان اياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة اعلن "استشهاد عدد من أفراد هندسة المتفجرات أثناء قيامهم بتفكيك صاروخ من مخلفات الاحتلال في منطقة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة) بينهم مسؤول هندسة المتفجرات في شمال قطاع غزة الرائد تيسير الحوم".

وفي مستشفى كمال عدوان كان اقرباء للضحايا يبكون وفي حالة صدمة.

وفي روما نقل بيان لوزارة الخارجية الايطالية عن وزيرة الخارجية فيديريكا موغيريني قولها ان "موت سيموني كاميلي مأساة لعائلته وللبلد. مرة اخرى يدفع صحافي ثمن حرب مستمرة منذ سنوات طويلة".

وتنتهي التهدئة التي دخلت يومها الثالث منتصف ليل الاربعاء (21,01 تغ الاربعاء).

واعلن الوفد الفلسطيني ان المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين استؤنفت الاربعاء في القاهرة. وقال رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة عزام الاحمد لوكالة فرانس برس ان "الوضع في غاية الدقة ونامل ان نصل الى اتفاق قبل الساعة 12 ليلا موعد انتهاء الهدنة".

واضاف الاحمد ان "الوفد الاسرائيلي يفاوضنا شكلا كوفد فلسطيني ولكن يسيطر على تفكيره حالة الانقسام"، مؤكدا "سندافع عن مصالح الشعب الفلسطيني المستقبلية".

ويضم الوفد الفلسطيني ممثلين عن السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية ولا سيما حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة وتشكل الهدف الاساسي للهجوم الاسرائيلي على القطاع، وحركة الجهاد الاسلامي.

وتجري المفاوضات غير المباشرة في مقر المخابرات المصرية التي تقوم بلقاءات مكوكية بين الوفدين المتواجدين في قاعتين مختلفتين.

والتزم الطرفان بشكل صارم الثلاثاء بالتهدئة فيما حاول المفاوضون في القاهرة التوصل عبر الوسطاء المصريين الى صيغة توفق بين مطالب الطرفين المتناقضة، حيث تطالب اسرائيل بالامن فيما يتمسك الفلسطينيون بشرط رفع الحصار عن غزة.

ويسعى الطرفان لفرض مطالبهما بعد حرب استمرت اكثر من شهر واوقعت اكثر من الفي قتيل من الجانب الفلسطيني فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين بينهم عامل اجنبي.

في غزة ، يترقب الفلسطينيون ما ستسفر عنه هذه المفاوضات الاربعاء اما للاستقرار في منازلهم التي سلمت من الدمار او العودة الى مدارس الاونروا او اللجوء ثانية الى منازل اقاربهم في احياء اكثر امنا.

ويقول احمد سميح (30 عاما) الذي عاد لمنزله في بلدة العطاطرة شمال قطاع غزة خلال ايام التهدئة بعد اسابيع قضاها في منزل اقاربه وسط مدينة غزة خلال الحرب الاسرائيلية "اتابع الاخبار لاعرف اذا كانوا سيتفقون على تهدئة ام لا، لاعرف ان ابقى هنا في منزلي ام اعود لمنزل اقاربي".

اما سهير عبد العال (42 عاما) من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة والتي لجات لمدرسة تابعة للاونروا في شمال القطاع فتقول "بيتنا دمر، ونحن مشردون هنا في المدارس. اريد ان تنتهي هذه الحرب، نريد تعويضات عن منازلنا، إلى متى سنبقى هنا؟".

وتتابع "تعبنا من هذه الحياة، اما ان ترضخ اسرائيل لمطالب المقاومة او فلنمت جميعا افضل من هذا الموت البطيء".

ووسط الخراب المخيم، لم يعلن عن اطلاق اي صواريخ او قذائف هاون من غزة على اسرائيل ولا عن اي ضربة اسرائيلية على القطاع منذ بدء التهدئة.

ويبدو الطرفان حريصين على عدم اعاقة المفاوضات الجارية في مصر، الوسيط التقليدي في مثل هذه الحالات.

واجرى الاسرائيليون من جهة والفلسطينيون من حركات حماس والجهاد الاسلامي وفتح الثلاثاء اكثر من عشر ساعات من المفاوضات غير المباشرة في مقر اجهزة المخابرات المصرية. وتوقفت المفاوضات في المساء على ان تستانف الاربعاء في اليوم الثالث والاخير من التهدئة، وفق ما اعلن الوفد الفلسطيني مشيرا الى تحقيق "تقدم".

والمفاوضات الاربعاء حاسمة اذ المح الفلسطينيون الى انهم لا ينوون تمديد التهدئة في حال لم يتم التوصل الى اتفاق.

ويتصدر مطالب الفلسطينيين رفع الحصار الاسرائيلي البري والبحري المفروض على القطاع منذ العام 2006 بعدما احتجزت حركة حماس جنديا اسرائيليا.

وقامت زوارق حربية اسرائيلية الاربعاء باطلاق النار على قوارب صيد في قبالة شاطئ مدينة رفح جنوب قطاع غزة مما يذكر بحقيقة الحصار الذي يخنق اقتصاد القطاع الصغير الذي يعش فيه نحو 1,8 مليون شخص محاصرين بين اسرائيل والبحر ومصر التي تبقي معبر رفح مغلقا الا في حالات استثنائية.

وقال الجيش الاسرائيلي ان القارب تجاوز نطاق الثلاثة اميال بحرية (5,5 كلم) التي يسمح ضمنها للفلسطينيين بالصيد.

ونقلت الصحافة الاسرائيلية عن مسؤول كبير ان الدولة العبرية وافقت في القاهرة على تخفيف الحصار بشكل كبير ومنح نحو خمسة آلاف تصريح شهري للغزيين للتوجه الى الضفة الغربية او اسرائيل وزيادة كبيرة في حركة البضائع عبر معبر كرم ابو سالم بالاضافة الى قبول دخول اموال بظروف صارمة لدفع رواتب الاف الموظفين وتوسيع نطاق الصيد البحري المسموح به.

وستقوم اسرائيل ايضا باطلاق سراح عشرات الاسرى الفلسطينيين مقابل جثتي جنديين اسرائيليين قتلا خلال الحرب. لكن في المقابل، فان الدولة العبرية لا ترغب في الحديث عن بناء ميناء او مطار، بحسب الصحافة.

التعليقات 0