مدراس وكالة الغوث مكتظة بالنازحين الغزيين

Read this story in English W460

وجدت العشرات من عائلات غزة التي لجأت الى مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في جباليا بعد ان طلب منها الجيش الاسرائيلي اخلاء منازلها، صعوبة في العثور على مكان لها في المدرسة المكتظة بالنازحين.

وتبدو المدرسة الواقعة في بلدة جباليا شمال القطاع مزدحمة للغاية، بينما تترامى القمامة خارج جدران المدرسة وتتصاعد الروائح الكريهة فيما سعت بعض السيدات مستخدمة المياه والمكانس الى تنظيف اماكن اقامتهن الجديدة في الصفوف الممتلئة بالفرش القذرة.

ويقول غسان عبد (46 عاما) الذي نزح من منزله في بلدة بيت لاهيا الى المدرسة قبلها بليلة "الجيش قال لنا ببساطة: عليكم ترك المنطقة الان. ومن لا يقوم بذلك مسؤول تماما على حياته".

وارسل الجيش تحذيراته عبر رسائل هاتفية ورسائل صوتية مسجلة لمئات الاف الفلسطينيين المقيمين في شمال القطاع في مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا بالاضافة الى سكان احياء الزيتون والشجاعية في مدينة غزة.

وارسلت رسائل مماثلة الى مناطق اخرى في القطاع مما دفع اكثر من 200 الف فلسطيني الى النزوح، بحسب ارقام صادرة عن الامم المتحدة.

ويؤكد هذا الاب لستة اطفال والذي يعمل كشرطي "الرسالة قالت اذهبوا الى مدينة غزة ولكن الامر ليس بهذه البساطة. لا يوجد لنا اقارب هناك ولا يوجد اي مكان لنبقى فيه".

وبحسب عبد فان نحو 200 او 300 شخص من حيه فقط قاموا بجمع اغراضهم ونزحوا خوفا من القصف الاسرائيلي الذي قتل اكثر من 1100 فلسطيني اغلبهم من المدنيين وادى الى تدمير احياء باكملها في القطاع الفقير.

بينما يوضح سامر الكيلاني الذي نزح من بيت حانون "تقريبا كل بيت لاهيا جاءت الى هنا. لا يوجد اي غرف باقية. ويضطر الناس الى العيش في الساحات".

وبعد ان امتلات الصفوف بالعائلات، اضطر البعض الى النوم في اروقة المدرسة وساحتها حيث علقت بعض الامهات الاغطية لخلق ظل يقي من اشعة الشمس الحارقة.

واكد عبد "هذه ليست بيئة نظيفة او صحية، والاولاد يمرضون بسبب النقص في مياه الشرب النظيفة. وهناك كمية قليلة فقط والعديد من الناس لم يغتسلوا منذ ايام".

ويبدو ان امدادات الطعام بدأت تنفد.

وتوضح منى ابو عمشة وهي تحمل قطعة من الخبز "نريد ان نأكل ولكن لا يوجد اي شيء طازج".

ووصلت بعدها شاحنة مساعدات تحمل العشرات من اكياس الخبز.

وتقيم عائلة ابو عمشة باكملها وعدد افرادها عشرين في المدرسة منذ نحو اسبوعين بعد ان فروا من بيت حانون سابقا.

والقى الجيش الاسرائيلي باللوم على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في مقتل المدنيين مدعيا ان مقاتلي الحركة يختبئون عمدا في مناطق سكنية ويستخدمون السكان "كدروع بشرية".

واعترف الجيش الاحد بأنه اطلق قذيفة هاون على مدرسة تابعة لوكالة الاونروا في قطاع غزة حيث قتل 15 لاجئا فلسطينيا الخميس، غير انه اكد ان القصف لم يسفر عن ضحايا.

وبحسب الجيش فان المدرسة كانت فارغة وقت القصف ولكن وكالة الاونروا اصرت على انها كانت لا تزال تستخدم كمأوى لمئات من الفلسطينيين.

وتقول الاونروا انها وفرت مأوى ل182604 غزاوي نازح يقيمون حاليا في 83 مدرسة تابعة لها والتي يتم اخلاؤها في بعض الاحيان لاسباب امنية.

وقال المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس لوكالة فرانس برس انه بسبب القتال الدائر حاليا فان ايصال امدادات الطعام للنازحين "صعب للغاية".

وبالقرب من المدرسة، سمع دوي عدة انفجارات مما تسبب بتخويف الاطفال.

ولا يعلم عبد الى متى سيبقى في المدرسة مع عائلته مشيرا الى ان الامر "يعتمد على الوضع السياسي. يجب الاتفاق على تهدئة. ولكن لا يوجد اي مؤشر على ذلك".

بينما اكد ابنه محمد الذي يبلغ من العمر 13 عاما "الوضع صعب للغاية هنا، لا نشعر بالراحة بعيدا عن بيتنا".

واضاف "اريد ان اعود الى المنزل ولكن لا يوجد اي مكان امن الان".

التعليقات 0