القوى الكبرى وايران تقر بصعوبة التوصل الى اتفاق وتستعد لاجتماعات ماراتونية
Read this story in Englishأقرت القوى الكبرى وايران الجمعة بان التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني لا يزال بعيد المنال في موازاة استعدادها لاجتماعات ماراتونية املا بتحقيق نجاح قبل عشرين تموز المقبل.
واعلن قرار استئناف المفاوضات في فيينا في الثاني من تموز بعد خمسة ايام من الحوار الشاق في العاصمة النمسوية حيث اصطدم الجانبان بعوائق عدة.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للتلفزيون الايراني من فيينا "بالنسبة الى المسائل الرئيسية ليس هناك اتفاق بعد. يمكن ان نلمح بارقة (امل) في بعض الحالات ولا نلمحها في حالات اخرى".
من جانبها، قالت كبيرة المفاوضين الاميركيين وندي شيرمان ان المفاوضات هذا الاسبوع كانت "صعبة جدا ولكن بناءة".
واضافت "لا نعلم بعد ما اذا كانت ايران مستعدة لاتخاذ كل التدابير الضرورية لكي تضمن للعالم ان برنامجها النووي سلمي بحت وسيبقى" على هذا النحو.
وتتفاوض مجموعة خمسة زائد واحد (المانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والجمهورية الاسلامية منذ بداية العام حول اتفاق تاريخي يكفل عدم سعي ايران الى امتلاك سلاح نووي مقابل رفع العقوبات الدولية التي تحرم طهران مليارات الدولارات من العائدات النفطية.
والبند الاول الذي يحول دون بلوغ اتفاق هو تخصيب اليورانيوم الذي يسمح بدرجة مرتفعة بالحصول على الوقود النووي. وتتمسك طهران بالاحتفاظ بقدرتها على التخصيب.
والمقايضة ستشمل عمليا عدد اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تحتفظ بها طهران بعد الاتفاق. ويطالب الغربيون بخفض كبير لهذا العدد.
ويتصل الخلاف الثاني الكبير بوتيرة رفع العقوبات بعد اتفاق محتمل.
وتبدي الدول الست الكبرى استعدادها لرفع سريع للعقوبات الاقتصادية والمالية "الاحادية الجانب" التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بعد توقيع اتفاق، على ان يعقب ذلك "رفع تدريجي" لعقوبات الامم المتحدة.
والجمعة، اعتبر وزير الخارجية الايراني ان واشنطن تتبنى "موقفا اكثر تشددا من الدول الاخرى".
والتقى الجانبان للمرة الخامسة في فيينا. وبعد تحديد اطار التفاوض، باشرا منذ ايار صوغ وثيقة مشتركة الامر الذي اظهر حجم الخلافات.
واملا باحراز تقدم، اضاف الجانبان الى جدول اعمالهما اياما عدة من الاجتماعات الثنائية في جنيف عقدت في بداية الشهر. واوضح مصدر اميركي ان المفاوضات ستستمر يوميا او في شكل شبه يومي حتى عشرين تموز، موعد انتهاء المهلة التي حددها الطرفان لبلوغ اتفاق.
وحتى الان، لم تعلن ايران ولا القوى الكبرى العزم على تمديد المفاوضات لستة اشهر اضافية، وهو احتمال يلحظه الاتفاق المرحلي.
لكن جواد ظريف اعلن الجمعة قبل مغادرته فيينا ان المفاوضات ستتواصل "ما دامت مفيدة".
واعتبر ان من "الطبيعي" في مفاوضات مماثلة ان تتم تسوية المسائل الشائكة في اللحظة الاخيرة.
وادلى مصدر في مجموعة خمسة زائد واحد بالملاحظة نفسها مساء الخميس.
غير ان تمديد المفاوضات سيكون بمثابة مجازفة سياسية سواء بالنسبة الى الولايات المتحدة التي ستنتخب في تشرين الثاني الكونغرس الجديد الذي يتوقع ان يكون اكثر حذرا بازاء ايران، او بالنسبة الى الرئيس الايراني حسن روحاني الذي لا يوفره محافظو النظام من سهام انتقاداتهم.