إشتداد التوتر السياسي في كينيا بعد الهجومين الداميين على ساحلها السياحي

Read this story in English W460

تحتدم التوترات السياسية في كينيا على خلفية الاعتداء المزدوج الدامي الذي اوقع نحو ستين قتيلا قرب الساحل السياحي للبلاد وتبنته حركة الشباب الاسلامية الصومالية فيما اعلنت نيروبي انه يحمل بصمات شبكات سياسية-اجرامية محلية.

وحذرت صحيفة ذا ستار الاربعاء من "ان المناخ السياسي في كينيا بلغ مستويات خطرة".

فقد اثارت الهجمات الليلية الاحد والاثنين على بلدات قريبة من ارخبيل لامو (شرق) -لؤلؤة السياحة الكينية- الصدمة. ويعتبر الهجوم المزدوج مع حصيلة الستين قتيلا اخطر الهجمات منذ ذلك الذي شنته مجموعة من حركة الشباب على مركز ويستغيت التجاري في نيروبي (67 قتيلا في ايلول 2013).

ورغم ان الاسلاميين الصوماليين في حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة اعلنوا مرة جديدة مسؤوليتهم بدون مواربة عن هجمات الايام الاخيرة، فان الرئيس الكيني اوهورو كنياتا نفى تورطهم واتهم "شبكات سياسية محلية" مرتبطة ب"عصابات اجرامية".

لكن هذه الاتهامات استقبلت بالتشكيك، الا ان وصف رئيس الدولة الثلاثاء هذه الهجمات بانها "اعمال عنف اتنية ذات دوافع سياسية" ايقظ اسوأ المخاوف.

وحذرت صحيفة دايلي نايشن بدورها من ان البلاد تتجه "نحو وضع سياسي خطر قد يؤدي بسهولة الى اعمال عنف ان لم تتم ادارته بصورة جيدة".

حتى وان تحفظ الرئيس كنياتا على تسمية اي جهة، فانه لم يعد هناك اي شك لدى المراقبين بان من قصده هو خصمه الكبير رايلا اودينغا الذي هزمه في الانتخابات الرئاسية في 2013.

ولتهدئة الخواطر طالب البعض بعقد لقاء عاجل بين الرئيس وزعيم المعارضة.

الا ان الوضع بلغ مستوى دقيقا خصوصا وان ذكرى ما حدث بعد الانتخابات الرئاسية في 2007 لا تزال حية لدى الكينيين. وكان الاقتراع ادى انذاك الى اعمال عنف قبلية اسفرت عن سقوط اكثر من 1200 قتيل والى اتهام الرئيس كنياتا ونائبه وليام روتو بارتكاب جرائم ضد الانسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وقال البرلماني موزيس ويتانغولا وهو مسؤول كبير في كتلة اودينغا لوكالة فرانس برس ان الحكومة باتهامها "شبكات سياسية محلية" بالهجمات الاخيرة انما "تبحث عن كبش محرقة بدلا من التحرك" للتصدي ل"مشكلة خطرة" متمثلة باعتداءات متكررة.

وقد تم في الواقع توقيف عدد من المشتبه بهم في الهجومين الداميين الاخيرين. واعلن قائد الشرطة الكينية ديفيد كيمايو على حسابه على موقع تويتر "لقد اوقفنا عددا من المشبوهين على علاقة مع حادث مبيكيتوني" البلدة القريبة من الساحل السياحي في جنوب شرق البلاد الذي هوجم مساء الاحد.

واوضح ان بين الموقوفين "مالك وسائق احدى السيارات التي استخدمها المهاجمون"، مضيفا "ان مشبوهين اخرين" بينهم "مسؤولون" عن هجمات، يخضعون للاستجواب حاليا لدى الشرطة، بدون مزيد من التفاصيل.

وقال قائد الشرطة الكينية ان مسؤول الشرطة في مبكيتون آدن علي "عزل مع مفعول فوري" وسيوجه اليه الاتهام.

من جهتها اكدت حركة الشباب الصومالية الاربعاء مسؤوليتها عن الهجوم المزدوج.

وقال المتحدث العسكري باسم المتمردين عبدالعزيز ابو مصعب في مؤتمر صحافي نقلته اذاعة مؤيدة للشباب ان الهجوم المزدوج "امرت به القيادة العليا للمجاهدين (الشباب) ثأرا لمجازر المسلمين في الصومال وفي كينيا" على يد الجيش الكيني.

واستطرد "ان المقاتلين الاسلاميين لبوا هذا النداء".

ودعا الى انتفاضة المسلمين في كينيا المأهولة بغالبية من المسيحيين. وقال "استخدموا الاسلحة النارية والسكاكين وكافة الاسلحة التي يمكن ان تجدوها".

اما على الجبهة السياسية فان التوتر السياسي يبدو بعيدا عن التهدئة. فقد اعلن زعيم المعارضة تجمعا كبيرا في السابع من تموز تاريخ ذكرى التظاهرات التي نظمت في تسعينات القرن الماضي للمطالبة بالتعددية الحزبية.

ويأتي ذلك على خلفية عداوة شديدة بين انصار الحكم والمعارضة خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما تعتبر الانتماءات السياسية الى حد كبير نسخة عن الانتماءات القبلية.

ومنذ الاثنين اعقبت تصريحات وزير الداخلية جوزف اولي لينكو التي دمج فيها بيت اعمال العنف السياسية "المدمرة" والانقسامات الاتنية، بعض الاضطرابات في نيروبي حيث اقام شبان موالون للنظام حواجز باطارات سيارات مشتعلة للتنديد بموقف المعارضة.

واحساسا منهم بالخطر رفع الزعماء الدينيون المسلمون الصوت. فحذر الشيخ محمد خليفة من مجلس الائمة والدعاة من ان الوضع الحالي يجمع كل العناصر لنشوب "اعمال عنف دينية واتنية قد تكون تكرارا لاحداث 2007 المأسوية".

ومنذ اذار كثف مقاتلو حركة الشباب هجماتهم في كينيا التي يقاتل جيشها في الصومال المجاورة في اطار القوة الافريقية (اميصوم).

وقد احدثت تصريحات الرئيس كنياتا مفاجأة كبيرة صدمت خصوصا ناجين من الاعتداءات الاخيرة رووا ان المهاجمين كانوا يؤكدون انهم من الشباب ويرفعون علمهم الاسود ويتحدثون اللغة الصومالية كما كانوا يقتلون حصرا رجالا من الديانة المسيحية.

في مجمل الاحوال الراي السائد يشير الى ان الخطر بات على الارض الكينية حيث هناك خلايا اسلامية ناشطة او مستعدة للتحرك.

الى ذلك تنشط مجموعة انفصالية باسم المجلس الجمهوري لمومباسا (المدينة الساحليةالكبيرة)، في المنطقة التي شهدت الهجمات الاخيرة. لكن هذه الحركة نفت في الماضي اي رابط مع المتطرفين المسلمين.

  

التعليقات 0